مواجهات مسلمي مصر وأقباطها (1972-2011)

Afghan security personnel and bystanders look on as black smoke billows from the Afghan Parliament building in Kabul on June 22, 2015, during an attack in the Afghan capital. Taliban militants attacked the Afghan parliament on June 22, with gunfire and explosions rocking the building, sending lawmakers running for cover in chaotic scenes relayed live on television.The insurgents tried to storm the complex after triggering a car bomb but were repelled and have taken position in a partially-constructed building nearby, officials said about the ongoing attack. All MPs were safely evacuated after the attack, which came as the Afghan president's nominee for the crucial post of defence minister was to be introduced in parliament. AFP PHOTO / SHAH Marai

حوادث دموية عكّرت صفو العلاقة بين أقباط مصر ومسلميها، وكانت نتيجة غياب الحوار بشأن قضايا حساسة في مقدمتها بناء الكنائس، واعتناق الإسلام، وعدم تحقيق العدالة.

استيعاب وتسامح
اتسمت العلاقة التاريخية بين مسلمي ومصر وأقباطها في معظم مظاهرها بالاستيعاب والتسامح، إلا أنها لم تسلم في فترات متعددة في تاريخها من توترات واحتكاكات.

وفي العصر الحديث مثّلت قضية بناء الكنائس والتنازع حولها، أكبر مفجر لتلك التوترات، بداية من قانون عثماني صدر عام 1856 وعرف بالخط الهمايوني، ونصت إحدى مواده على أن سلطان الدولة العثمانية هو فقط من له الحق في ترخيص بناء وترميم الكنائس والمقابر الخاصة لغير المسلمين.

ثم جاءت لائحة 1934 التي أصدرها العزبي باشا وكيل الداخلية، المعروفة باسم "الشروط العشرة لبناء الكنائس" التي يرى كثير من الأقباط أنها تعوق بناءها، وتسبب ذلك في بعض المصادمات قبل ثورة يوليو/تموز 1952 وبعدها خلال سنوات حكم الرئيس جمال عبد الناصر.

وفي عهد الرئيس أنور السادات بين 1970 و1981 شهد الأمر تطورا لافتا تمثل في زيادة أعداد الاصطدامات بين مسلمي مصر وأقباطها، فضلا عن تزايد درجة الحدة في هذه الاصطدامات.

استمر الحال كذلك خلال عهد الرئيس حسني مبارك (1981-2011)، حيث ثارت توترات كثيرة على خلفية بناء كنائس دون ترخيص، أو قيام أقباط بتحويل مساكن أو دور للضيافة إلى كنائس.

أبرز الاحتكاكات
حادثة الخانكة (على أطراف القاهرة) يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1972، عندما أحرق مسلمون في أول أيام شهر رمضان مقر جمعية دينية تدعى "جمعية الكتاب المقدس" كان قد حولها أقباط المنطقة، وهم قلة، سرا إلى كنيسة.

وفي اليوم التالي وفد إلى الخانكة عشرات من الكهنة والقساوسة في مسيرة، كانت الأولى من نوعها وأقاموا قداسا دينيا، وخرجت الأمور حينذاك عن نطاق السيطرة بعد أن واجهها المسلمون بمظاهرة مضادة احتجاجا على تصرف الكهنة، وقيام قبطي بإطلاق الرصاص على أولئك المتظاهرين، الذين توجهوا بعد ذلك إلى منزل مطلق النار وأماكن أخرى لأقباط وأتلفوها.

ثم تتالت الاحتكاكات التي يحصي أقباط المهجر العشرات منها، ويمكن إيجاز أبرزها بالتالي:

– أحداث الزاوية الحمراء في 5 يونيو/حزيران 1981: أحرقت فيها منازل وممتلكات وقضى فيها -حسب الداخلية المصرية- تسعة أقباط، بينما قالت المصادر القبطية إنهم 81. وقال السادات في خطبة مشهورة إن الاقتتال الذي استمر ثلاثة أيام، سببه ماء غير نظيف ألقته أسرة مسيحية على أسرة مسلمة، في حين قالت بعض المصادر القبطية إن سببها خلاف على ملكية أرض أراد الأقباط إقامة كنيسة عليها.

– منفلوط 1990: سقط ستة قتلى أقباط وأصيب خمسون إثر احتجاجات جرت بعد عيد الأضحى وتسبب في اندلاعها حظر احتفالات المحمل (وهو احتفال بنقل جزء من كسوة الكعبة عبر المدينة منذ أيام الفاطميين).

– ديروط 1991: قتل 13 قبطيا ومسلم واحد في صدامات بين الطرفين في البلدة وبعض القرى المجاورة والواقعة في محافظة أسيوط. وتكررت احتكاكات ديروط في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول من عام 1993.

– القوصية 1994: قتل خمسة أقباط بينهم قس في هجوم مسلح نسب إلى الجماعة الإسلامية.

– كفر دميان 1996 في محافظة الشرقية: حيث أحرقت منازل ودمرت ممتلكات بعد شائعة عن إقامة مذبح داخل كنيسة، وإشاعة مماثلة عن مقتل حارس لمسجد قريب.

– 1997: مقتل ثمانية أقباط وأربعة مسلمين في صدامات بعزبة داود التابعة لنجع حمادي، ونسب الهجوم على الأقباط إلى الجماعة الإسلامية.

– أحداث الكشح بمحافظة سوهاج 1998: انطلقت بسبب مقتل شابين قبطيين بطريقة غامضة بالتزامن مع وفاة صديقهما المسلم. واتهم أشقاء القتيل المسلم بقتل القبطيين ثأرا لقيامهما بتسميم صديقهما المسلم، لتشتعل بعد ذلك مواجهات على مدى ثلاثة أسابيع في القرية، اتخذت بعدا طائفيا.

– أحداث الكشح الثانية 2000: صنفت كأسوأ اقتتال طائفي فرض خلاله حظر التجول على القرية بعد خلاف مالي بين قبطي ومسلم. وصنف البابا شنودة القتلى الأقباط وعددهم 21 كشهداء.

– الإسكندرية 2005: نحو خمسة آلاف مسلم غاضب اصطدموا بالشرطة خلال احتجاجهم على عرض مسرحي قدم في إحدى الكنائس واعتبر مسيئا للإسلام، وقتل في المواجهات ثلاثة أشخاص.

– الإسكندرية 2011: مقتل 21 قبطيا وإصابة نحو سبعين في تفجير انتحاري استهدف كنيسة القديسين ليلة رأس السنة. نسب الهجوم أولا إلى تنظيم القاعدة، ثم حاولت وزارة الداخلية المصرية إلصاقه بجماعات جهادية في قطاع غزة، وتبين بعد الثورة أنه ربما يكون من تدبير وزارة الداخلية خلال ولاية حبيب العادلي.

إمبابة 2011: جماعات سلفية هاجمت كنيسة في إمبابة بدعوى أن فيها سيدة محتجزة لرغبتها في اعتناق الإسلام، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا وإصابة 232. ودمرت خلال المواجهات بين الأقباط والسلفيين محال تجارية ومنازل.

– ماسبيرو 2011: مقتل 27 شخصا معظمهم أقباط في صدامات بين محتجين أقباط والجيش خلال محاولته فضّ اعتصام أراد الأقباط تنظيمه أمام مقر التلفزيون المصري في القاهرة.

المصدر : الجزيرة