القمة العربية 26

A general view of delegates attending the closing session of the Arab League summit, in Sharm el-Sheikh, Egypt, 29 March 2015. The Arab League summit wrapped up a two-day meeting that focused on the mounting turmoil and radicalism in the region.
القمة العربية 26 اتفقت على تشكيل قوة عربية مشتركة (الأوروبية)

انعقدت القمة العربية الـ26 في مدينة شرم الشيخ شمال شرقي جمهورية مصر العربية في 28 و29 مارس/آذار 2015، في ظل ظروف استثنائية بمنطقة الشرق الأوسط، وحراك اجتماعي وسياسي عربي تطالب فيه الشعوب بالمزيد من الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ووسط تحديات هائلة تواجه الأمن القومي العربي، ودعوات لمكافحة الإرهاب.

حضر القمة 14 زعيما عربيا، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

كما حضرها الرئيس العراقي فؤاد معصوم، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فضلا عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وحضر القمة أسعد بن طارق آل سعيد المبعوث الشخصي للسلطان قابوس بن سعيد ممثلا عن سلطنة عمان، ورئيس حكومة المملكة المغربية عبد الإله بن كيران، والشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة ممثلا عن دولة الإمارات، ورئيس الوزراء الجزائري عبد المالك السلال ممثلا عن الجزائر، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ممثلا عن ليبيا، رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، و نائب رئيس جمهورية جزر القمر الشيخ نوردينى بورهاني.

وبقي مقعد سوريا شاغرا في القمة على خلاف الدورتين السابقتين، حيث اعترفت قمة الدوحة عام 2013 بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري، وأعطي مقعد سوريا في القمة لهذا الائتلاف ورفع علم الائتلاف، فيما مكنت قمة الكويت عام 2014 رئيس الائتلاف أحمد الجربا من إلقاء كلمة باسم المعارضة مع بقاء مقعد سوريا شاغرا.

واعتبر الائتلاف عدم دعوته لحضور قمة شرم الشيخ مؤشرا على تراجع موقف الجامعة العربية عن اعترافها به ممثلا شرعيا للشعب السوري، وعبر في بيان له عن أسفه الشديد لعدم دعوته لحضور القمة، معتبرا ذلك تعطيلا لقوانين الجامعة العربية الصادرة بهذا الشأن.

تدارست القمة العربية في دورتها الـ26 الوضع المتأزم باليمن وأكدت على أهمية استمرار عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية لدعم الشرعية الممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين، وتدارست الوضع بليبيا.

واتفقت القمة على تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، وشددت على محورية القضية الفلسطينية والعمل على تأييدها حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة والثابتة في كل مقررات الشرعية الدولية وفقا لمبادرة السلام العربية.

وأكد البيان الختامي للقمة أو إعلان شرم الشيخ على التضامن العربي في التعامل مع التطورات في الشرق الأوسط، وعلى ضرورة صياغة مواقف عربية مشتركة في مواجهة كافة التحديات، والعمل على تحقيق إرادة الشعوب العربية في العيش الكريم والمضي قدما في مسيرة التطوير والتنوير وترسيخ حقوق المواطنة وصون الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية وحقوق المرأة وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وجودة التعليم.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب، وضرورة تنسيق الجهود الدولية والعربية في هذا المجال من خلال تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية والتعاون القضائي والتنسيق العسكري، وتوحيد الجهود العربية في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية لصيانة الأمن القومي العربي، بالإضافة إلى السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

وعرفت الجلسة الختامية انتقاد سعوديا لرسالة من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، أعرب فيها عن استعداد بلاده لتعزيز علاقاتها مع جامعة الدول العربية، واهتمامها الكبير بتسوية عاجلة للأزمات في سوريا وليبيا واليمن وفق مبادئ القانون الدولي وبحوار شامل. واتهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الرئيس الروسي بالتناقض، وقال "روسيا تقترح حلولا سلمية وهي مستمرة في تسليح النظام السوري الذي يفتك بشعبه".

المصدر : الجزيرة