هجوم تونس.. عندما يستهدف الأمن الرئاسي

Police help to make way for an ambulance carrying bodies after an attack on a military bus in Tunis, Tunisia November 24, 2015. At least 11 people were killed on Tuesday after an explosion hit a bus carrying Tunisian presidential guards along a major street in the centre of the capital Tunis. Security and presidential sources said the explosion was an attack, adding it was not immediately clear whether it was a bomb or an explosive fired at the bus as it travelled along Mohamed V Avenue. REUTERS/Zoubeir Souissi
هجوم تونس العاصمة هو الثالث من نوعه عام 2015 بعد هجومي باردو وسوسة (رويترز)

لم يكن 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 يوما عاديا في تونس، فقد استهدفت حافلة كانت تقل عناصر من الأمن الرئاسي في شارع محمد الخامس وسط تونس العاصمة مما خلف مقتل 13 شخصا على الأقل وجرح آخرين. وقد أدانت الأمم المتحدة ودول عربية وأجنبية الهجوم، معبرة عن تضامنها الكامل مع تونس.

تفاصيل الهجوم
وعن تفاصيل التفجير، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية وليد الوقيني في تصريح للمحطة الأولى من التلفزيون الرسمي التونسي، إن الهجوم استهدف حافلة كانت تقل عناصر من الأمن الرئاسي في شارع محمد الخامس الرئيسي وسط تونس العاصمة.

ونقلت رويترز عن مصادر أمنية قولها إن الحراس كانوا يصعدون إلى الحافلة لتنقلهم إلى قصر الرئاسة في ضواحي المدينة حينما وقع الانفجار. وقال أحد مصادر الرئاسة إن من المحتمل أن المهاجم فجر حزاما ناسفا داخل الحافلة.

وأضافت الوكالة نقلا عن مصدر أمني قوله إن التفجير الذي أدى إلى مقتل 13 شخصا وجرح نحو عشرين آخرين، قام به وفقا لمعطيات أولية "رجل يلبس معطفا ويضع سماعات في أذنيه ويحمل حقيبة على ظهره صعد للحافلة وفجر نفسه بسرعة من بابه".

وسائل إعلام تونسية نقلت رواية أخرى مفادها أن سيارة "بيك آب" اقتربت من الحافلة التي كانت متوقفة قرب مقر حزب التجمع المنحل لنقل عدد من عناصر الأمن، وألقت جسما متفجرا ثم أطلق عدد من راكبيها النار على الحافلة.

ومنذ منتصف عام 2011 شهدت تونس عدة تفجيرات وعمليات لمجموعات مسلحة راح ضحيتها عشرات الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب، وكان أبرزها هجوم باردو يوم 18 مارس/آذار 2015 الذي أسفر عن مقتل 22 معظمهم من السياح، وهجوم سوسة يوم 26 يونيو/حزيران 2015 الذي راح ضحيته 38 سائحا.

حالة طوارئ
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أعلن أن حكومة بلاده ستطلق إستراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب، وذكر -في كلمة وجهها عبر التلفزيون- أن الحكومة تعكف على "ضبط إستراتيجية جديدة لمقاومة الإرهاب"، مؤكدا عقد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن الوطني عقب الحادث لأخذ ما قال إنها قرارات ضرورية.

وقال السبسي "هؤلاء الإرهابيون يريدون إدخال الرعب في قلوب أبناء الشعب، لكن هذا الرعب سينتقل من قلوبنا إلى قلوبهم". وأضاف "سنباشر هذه الحرب بما يجب من عتاد وعدة ورجال، والنصر سيكون حليف تونس دائما"، معبرا عن اعتقاده بأن بلاده أمام حرب لها أبعاد دولية لا محلية فقط.

وأعلن السبسي فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، وحظر تجول ليلي في العاصمة تونس، في حين ألغى رحلة مزمعة إلى أوروبا.

أما الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، فقد نشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك كلمة له على إثر التفجير، دعا خلالها الشعب التونسي إلى التكاتف والوحدة والوقوف صفا واحدا بعيدا عن الحسابات السياسية في وجه من "يهدفون إلى هز أركان الدولة وبث البلبلة في أرجاء الوطن".

وأشار المرزوقي إلى أن منفذي الهجوم يهدفون إلى بث الرعب بين المواطنين، داعيا إلى تعزيز الثقة بالنفس وبالدولة، والاصطفاف خلف العلم وتنحية الخلافات السياسية جانبا. 

تضامن
دول عديدة عربية وغربية وهيئات عالمية ومؤسسات وطنية سارعت إلى إدانة التفجير الذي شهدته تونس العاصمة، حيث أعربت قطر عن إدانتها الشديدة لما وقع من خلال بيان صدر عن وزارة الخارجية أكد دعم دولة قطر لما تقوم به تونس من جهود لإرساء الأمن والاستقرار في البلاد، وجدد موقف الدوحة المتضامن مع كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة من أجل القضاء على العنف والإرهاب وتجفيف منابعه واجتثاث جذوره.

وبادرت الكويت على لسان أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى التعبير عن إدانتها الشديدة واستنكارها لهذا "العمل الإجرامي الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين في البلد الشقيق"، كما أدانت مصر التفجير وأكد بيان رسمي لرئاسة الجمهورية عن تضامن مصر مع تونس ووقوفها معها.

واستنكرت الحكومة الأردنية الحادثين اللذين استهدفا حافلة للأمن الرئاسي التونسي، وفندقا في العريش شرقي مصر. كما أدان الأزهر التفجير، وأكد في بيان له أن "هذه التفجيرات والهجمات البربرية مخالفة لكافة الشرائع والأديان السماوية وجميع الأعراف والقيم الإنسانية".

دوليا، شجب مجلس الأمن الدولي بشدة ما وقع، ووصفه بأنه اعتداء إرهابي، وقال إنه "لن يحوّل تونس عن مسيرتها نحو الديمقراطية وعن الجهود التي تبذلها للنهوض الاقتصادي"، وطلب أعضاء المجلس الـ15 بالإجماع من دول الأمم المتحدة "التعاون بشكل نشط مع السلطات التونسية" من أجل ملاحقة المسؤولين والمخططين لهذا "العمل البغيض".

كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن تضامنه الكامل مع السلطات والشعب التونسي في "مكافحة الإرهاب"، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغريني -في بيان صحفي- إنه "بعد تعرض تونس لهجوم إرهابي بعد بماكو وباريس وبيروت، بات من الواضح أن الإرهاب يستهدف كلا من أوروبا وأفريقيا والعالم العربي، وبالتالي المجتمع الدولي برمته عرضة للإرهاب. وسوف نرد بكل ما أوتينا من قوة".

واستنكرت فرنسا ما وصفته بـ"الهجوم الجبان"، وعبر الرئيس فرانسوا هولاند عن تضامنه مع عائلات الضحايا، وأضاف في بيان أن فرنسا تقف إلى جانب تونس وسلطات البلاد وجيشها في هذا الوقت العصيب.

من جانبها، أدانت إسبانيا بأشد العبارات الهجوم وقدمت التعازي إلى أهالي وأقارب وأصحاب الضحايا، وعبرت عن تعاطفها العميق مع الحكومة التونسية، مؤكدة دعم مدريد القوي للسلطات التونسية في معركتها ضد آفة الإرهاب.

المصدر : الجزيرة + وكالات