فول الصويا

فول الصويا هو نبات معروف في جنوب شرق آسيا، وهو ينتمي إلى عائلة البقول، ويحتوي على كمية كبيرة من البروتينات، وتستخرج منه مواد أخرى مثل إدام الصويا وحليب الصويا والتوفو.
وتتزامن مع النصائح الطبية التي تشجع على تناول فول الصويا -باعتباره بديلا صحيا نباتيا عن اللحوم- تحذيرات من أن فول الصويا يحتوي على مواد تشبه الهرمون الأنثوي "إستروجين"، وبالتالي فإنه قد يؤثر سلبيا على الصحة خاصة لدى الرجال.

ويتميز فول الصويا بعدة مميزات يمكن تلخيصها في التالي:

  • احتواؤه على كافة الأحماض الأمينية الأساسية، وهو بذلك يشبه اللحوم الحيوانية.
  • غناه بالألياف.
  • انخفاض محتواه من الدهون المشبعة.
  • خلوه من الكوليسترول.
  • عدم احتوائه على سكر "الحليب" اللاكتوز الذي لا يتحمله البعض.
  • احتواؤه على مواد مضادة للأكسدة.
  • يحتوي على كمية كبيرة من مواد تسمى "فايتوإستروجين" (phytoestrogens) والتي منها "آيزوفلافون"، والتي ينسب إليها العديد من خصائصه مثل تقليل مخاطر أنواع معينة من السرطان.
وتجدر الإشارة إلى أن إدام الصويا وزيت فول الصويا لا يحتويان على بروتينات الصويا أو "آيزوفلافون".

إيجابيات فول الصويا 

تشير الدراسات إلى أن تناول منتجات الصويا تخفض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستات. كما أنها قد تساعد على تخفيض الكوليسترول في الدم، خاصة إذا استخدمت بديلا عن منتجات اللحوم الحيوانية.

ووفقا للجمعية الأميركية للسرطان، تشير التجارب السريرية إلى أن تناول فول الصويا ومنتجاته يقلل مستويات الكوليسترول في الدم، كما يخفض ضغط الدم.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول عام 1999 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على السماح لشركات الأغذية بكتابة أن فول الصويا يلعب دورا في تقليل مخاطر أمراض القلب على الأغذية التي تحتوي بروتين الصويا.

ويزعم البعض أن فول الصويا وبسبب احتوائه على "فايتوإستروجين" فإنه يساعد على تقليل الأعراض الجانبية لانقطاع الطمث لدى النساء، مثل الهبات الساخنة -وهي نوبات تشعر فيها المرأة بحرارة قد يصاحبها احمرار في الوجه وتعرق- ومع ذلك فلا توجد معطيات كافية لدعم هذه المزاعم.

"فايتوإستروجين".. مربط الفرس

وهنا ما يعتبره البعض مشكلة، إذ إن "فايتوإستروجين" هي مواد يطلق عليها أيضا اسم "الإستروجينات النباتية"، لأنها تشبه هرمون الإستروجين الذي يفرز لدى الإنسان، ومن أبرز هذه المواد الموجودة في فول الصويا "آيزوفلافون" التي تعد مادة مضادة للأكسدة.

ولكن بيانات الجمعية الأميركية للسرطان لا تدعم مزاعم بأن "فايتوإستروجين" تسبب أضرارا على ذكورة الرجال، إذ تؤكد أن "فايتوإستروجين" تشبه بشكل ضعيف الإستروجين لدى البشر. كما أن "آيزوفلوفين" يعتقد أنه مسؤول بشكل كبير عن الخصائص الوقائية لفول الصويا من سرطان الثدي والبروستات.

كما لا توجد معطيات أو أدلة كافية تدعم أن استهلاك فول الصويا قادر على تغيير مستويات هرمون الذكورة "تستوستيرون" لدى متناوليه من الرجال.

وتدعم براءة فول الصويا من التأثير على رجولة الرجال أن مواد "فايتوإستروجين" الموجودة في فول الصويا موجودة في مواد وأغذية أخرى، مثل الحبوب الكاملة كالشوفان والقمح والذرة، والبذور كبذر القرع ودوار الشمس، والمكسرات مثل اللوز، وزيت الزيتون، والبقول مثل الحمص والعدس والفاصولياء.

ثلاث مجموعات

وفقا للجنة "سمية المواد الكيميائية في الغذاء والمنتجات الاستهلاكية والبيئة" في المملكة المتحدة هناك ثلاث مجموعات عرضة لمخاطر الحصول على كميات كبيرة من "فايتوإستروجين" وهي:
  • الرضع الذين يتغذون على الحليب المصنع من الصويا.
  • الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية (hypothyroidism).
  • النساء المصابات بسرطان الثدي.

ولذلك فإن هناك مجموعة من المحاذير التي يجب الانتباه إليها قبل تناول فول الصويا ومنتجاته، وهي:

  • بالنسبة للأطفال الرضع فمن الضروري استشارة الطبيب قبل تغذيتهم على حليب الرضع المحضر من حليب الصويا، والذي عادة لا يصفه الطبيب إلا في حالات محددة مثل وجود حساسية لدى لطفل للاكتوز.
  • يجب عدم المبالغة أو الإفراط في تناول الأغذية التي تحتوي فول الصويا، وأن تكون جزءا من حمية متوازنة.
  • يجب على المرأة التي تنوي الحمل أو الحامل أو المرضع استشارة الطبيب أولا قبل تناول مكملات الصويا أو منتجاتها أو مكملات "آيزوفلافون".
  • الجمعية الأميركية للسرطان تقول إنه لم تتم دراسة سلامة تناول مكملات "آيزوفلافون" بالنسبة للحوامل، وقد تكون لها آثار سلبية على صحة الجنين.
  • بالنسبة للحوامل يجب عليهن عدم الإفراط في تناول فول الصويا أو منتجاته، وأن تكون جزءا من حمية غذائية متوزانة وبناء على استشارة الطبيب.
  • الدراسات التي أجريت على الحيوانات أظهرت أن إعطاء "فايتوإستروجين" للإناث الحوامل أدى لظهور تشوهات في الأعضاء التناسلية لدى المواليد وتغيرات في مستويات الهرمونات الجنسية، ومع أن هذه النتائج سجلت لدى الحيوانات، إلا أنها يجب أن تؤخذ أيضا بعين الاعتبار.
  • قد يؤدي تناول فول الصويا إلى أعراض جانبية نادرا، مثل المغص والإسهال.
  • تؤكد الجمعية الأميركية للسرطان أن فول الصويا يجب ألا يتم تناوله على الإطلاق من قبل الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاهه.
  • من غير المعروف ما إذا كان تناول فول الصويا ومنتجاته بعد سن اليأس قد يخفض مخاطر سرطان الثدي، أو يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وهناك حاجة للمزيد من الدراسات.
  • إذا كنتِ امرأة سبق لك الإصابة بسرطان الثدي، أو إذا كنتِ حاليا مصابة بسرطان الثدي، أو إذا كنت من الفئة التي ترتفع لديها مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، فاستشيري الطبيب قبل تناول منتجات الصويا.
  • هناك نقاش حول مدى فائدة أو مخاطر تناول المكملات الغذائية المستخرجة من فول الصويا والتي تحتوي على "آيزوفلافون". استشر طبيبك قبل تناولها أو تناول أي نوع من المكملات الغذائية.
المصدر : الجزيرة