نوكيا.. عملاق فنلندي "حطمته" أبل وسامسونغ

الموسوعة - شعار شركة نوكيا

شركة اتصالات وتكنولوجيا معلومات فنلندية متعددة الجنسيات، تصدرت أسواق مبيعات الهواتف المحمولة في وقت من الأوقات، وانتهى المطاف بها إلى بيع صناعة الهواتف لشركة مايكروسوفت.

التأسيس

تأسست شركة "نوكيا" عام 1865 من طرف المهندس ورجل الأعمال الفنلندي فريدريك إيدستام، اقتصر نشاطها في البداية على  صنع الخشب والأوراق. ثم اهتمت بعد الحرب العالمية الثانية بمجال الإلكترونيات والاتصالات، حيث تخصصت في الكيبل والتلغراف وشبكات الهاتف.

وجاءت تسميتها نسبة إلى مدينة "نوكيا" الواقعة على ضفاف نهر كوكيماينيوكي في إقليم بيركانما الفنلندي.

يُنسب لشركة نوكيا الفضل في إنشاء أول شبكة اتصالات محمول في فنلندا، مما جعل هذا البلد يعد أول دولة في العالم تحصل على تغطية كاملة للاتصالات الهاتفية للهواتف المحمولة على الإطلاق لمواطنيها. وبدأت نوكيا في إنشاء هذه الشبكة عام 1971 وانتهت منها تماماً عام 1978.

دخلت خلال الثمانينيات عهدا جديدا وأصبحت أكبر شركة تكنولوجيا معلومات في دول شمال أوروبا الأسكندنافية، حيث صنعت عام 1981 أول جهاز محمول في العالم، يبلغ وزنه عشرة كيلوغرامات، ثم واكبت التطور التكنولوجي خلال التسعينيات حيث صنعت في مايو/آيار 1992 جهاز 2100 وهو أول جهاز محمول للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية.

في عام 1996 أطلقت نوكيا أول نسخة لهاتف ذكي أطلق عليها اسم "Nokia 9000 Communicator"

وأصبحت نوكيا رائدة عالميا في صناعة الهواتف المحمولة عام 1998، وبقيت كذلك حتى عام 2011 لتفقد في العام الذي يليه مرتبها الأولى لصالح شركة سامسونغ الكورية الجنوبية.

الهيكلة
الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا هو راجيف سوري. وكان قد تناوب عليها عدة أشخاص بينهم غورما أوليلا الذي قاد تحول الشركة من تكتل صناعي إلى عملاق في عالم التكنولوجيا. وأيضا رجل الأعمال الكندي ستيفن إيلوب الذي وصف بأنه كان واحداً من أسوأ الرؤساء التنفيذيين في التاريخ.

المقر
يقع مقر شركة نوكيا في مدينة إيسبو بالقرب من هلسنكي عاصمة فنلندا، وتدير الشركة أعمالها من هذا المقر منذ عام 1997.

الخدمات
يتمثل المنتج الرئيسي لشركة نوكيا في الهواتف النقالة، لكنها تقدم أيضا خدمات الإنترنت ومنها التطبيقات والموسيقى والوسائط الرقمية والرسائل، كما تقدم الشركة خدمات الخرائط الرقمية والملاحة المجانية من خلال شركتها الفرعية "نافتك"، إضافة إلى خدمات ومعدات شبكات الاتصال لمزودي الخدمة من خلال شبكات وحلول نوكيا.

وقدمت نوكيا منذ عام 2001 بيانات بيئية لجميع منتجاتها، وتوفر منذ يونيو/حزيران 2010 ملفات بيئية تحوي تقديرات للآثار البيئية لجميع منتجاتها الجديدة.

المحطات
في العام 2007 كانت شركة نوكيا تمثل أكثر من 40% من مبيعات الهواتف المحمولة في مختلف أنحاء العالم، لكن تفضيلات المستهلكين كانت في طريقها بالفعل إلى التحول نحو الهواتف الذكية التي تعمل باللمس.

ومع تقديم الجهاز "آيفون" من إنتاج شركة أبل في منتصف ذلك العام، تقلصت حصة نوكيا في السوق بسرعة وتراجعت إيراداتها بشدة، وبحلول عام 2013 انتهى المطاف بنوكيا العريقة إلى بيع صناعة الهواتف لشركة مايكروسوفت.

وانتقلت الملكية بالكامل إلى شركة مايكروسوفت يوم 25 أبريل/نيسان 2014، وقررت مايكروسوفت إزالة اسم نوكيا من الهواتف واستبداله باسم مايكروسوفت فون مع الإبقاء على اسم نوكيا على بعض الهواتف الشهيرة مثل "نوكيا لوميا" و"نوكيا أكس" لبعض الوقت.

وربط مراقبون هذا المصير بسلسلة من القرارات التي اتخذها رجل الأعمال الكندي إيلوب عندما كان رئيسا تنفيذيا للشركة والذي شغله في أكتوبر/تشرين الأول 2010، إذ كانت القيمة السوقية للشركة تنخفض بنحو 23 مليون دولار.

وكان الخطأ الأكبر الذي ارتكبه إيلوب هو اختيار نظام تشغيل ويندوز مايكروسوفت باعتباره المنصة الوحيدة لهواتف نوكيا الذكية. وفي مذكرته بعنوان "المنصة المحترقة"، شبه إيلوب نوكيا برجل يقف على منصة حفر نفطية تحترق في البحر، ويواجه الموت حرقاً أو القفز إلى بحر هائج.

وأطلقت نوكيا في 2015 أول حاسوب لوحي لها يعمل بنظام أندرويد وهو "أن1"، كما أطلقت في عام 2014 مجموعة هواتف من سلسلة "نوكيا أكس" المنخفضة التكلفة التي تعمل بنسخة معدلة كثيرا من نظام أندرويد جيلي بين القديم، لكن تلك المنتجات عانت من الفشل نسبيا.

ومنحت نوكيا في مايو/أيار 2015 شركة "أتش أم دي غلوبال" ترخيصا لمدة عشرة أعوام لإنتاج هواتف ذكية وحواسيب لوحية تحت رعايتها، وتعمل شركة فوكسكون التايوانية على تصنيع تلك الأجهزة في الصين.

وضمن أرقامها المعلنة، سجلت شركة "نوكيا" عام 2016 خسائر صافية بلغت 513 مليون يورو في الربع الأول من العام، وذلك في أول تقرير لها منذ الاستحواذ على منافستها ألكاتيل لوسنت الفرنسية في يناير/كانون الثاني من العام نفسه.

وكانت نوكيا قد سجلت أرباحا صافية بلغت 177 مليون يورو في الربع الأول عام 2015 ، عندما كانت شركة بمفردها.

وفي أغسطس/آب 2016، أكد مسؤول في نوكيا أن الشركة ستعود خلال الربع الرابع من 2016 إلى سوق الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، وذلك بعد غياب دام نحو سنتين عقب صفقة الاستحواذ التي جرت بينها وبين شركة مايكروسوفت.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية