نوت 7.. الهاتف الذي مات لحظة ولادته

"نوت 7" هاتف أنتجته شركة سامسونغ في أغسطس/آب 2016 كأحدث منتجاتها، لكن سرعان ما بدأت في سحبه من الأسواق بعد شكاوى عدة باحتراق بطاريته، مما دفع شركات طيران عالمية لمنع الركاب من حمله، قبل أن تعلن سامسونع وقف إنتاجه وتسويقه نهائيا.

أحدث صيحة
سامسونغ أعلنت عن هاتف "نوت 7" كآخر منتجاتها في أغسطس/آب 2016 في سباق لا يكاد ينتهي حتى يبدأ مع نظيرتها الأميركية آبل.

الهاتف بشاشة 5.7 بوصات، ويعمل بنظام أندرويد 6.0.1، ومقاوم للماء، كما أنه مزود بمنفذ "يو.أس.بي سي"، إلى جانب منظومة تقنية تجعل العمل على الهاتف أسرع بكثير من نظرائه. وقد بدأ بيعه في أوروبا بسعر 859 يورو.

ومع نهاية الصيف، ازداد الإقبال العالمي على الهاتف الشهير، حيث حقق مبيعات مهمة، إلى درجة أن الشركة اضطرت لتأخير عرض المنتج في بعض الدول لعدم توفر مخزون منه.

لكن بعد أيام من بدء تسويقه، اعترفت سامسونغ بوجود مشكلة في الهاتف نوت 7، حيث احترقت بطارية الهاتف في أكثر من 35 حالة عبر العالم.

وفي محاولة من الشركة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، أطلقت عملية إنقاذ واسعة النطاق وهي التي وزعت على السوق العالمية نحو 2.5 مليون وحدة من أجهزة الهاتف نوت 7، وطالبت في مرحلة أولى بإرجاع المنتوج في انتظار إصلاح المشكل.

إدارة الطيران الاتحادي الأميركي أعلنت مع بداية سبتمبر/أيلول 2016 أنها منعت الركاب من حمل "نوت 7" معهم، وسرعان ما لحقت بها مؤسسات طيران أخرى. كما أن اللجنة الأميركة لحماية المستهلكين أوصت المواطنين بإغلاق الهاتف وتوقيف استعماله حتى يتم تعويضه.

سامسونغ بنفسها خاطبت زبائنها بضرورة إغلاق الهاتف، وسارعت إلى طرح بديل للدفعات التي بها مشكل البطارية، ووفرت منتوجا وفيرا في كوريا الجنوبية أولا.

وكانت الشركة قد طلبت في بيان من جميع شركاء النقل والبيع بالتجزئة عالميا وقف مبيعات وتبديل أجهزة غلاكسي نوت 7 حفاظا على سلامة المستهلكين، كما طلبت من المستخدمين إغلاق هواتفهم إلى حين انتهاء التحقيق في التقارير الجديدة عن اشتعال النسخ البديلة من الهاتف، وهو أمر حصل لأول مرة مع شركة مصنعة للهواتف النقالة.

كما جددت الشركة عملية استدعاء هواتف نوت 7 قائلة إن المستهلكين يستطيعون مبادلة هواتفهم من هذا الطراز بطراز آخر أو استرداد ما دفعوه. 

 

الكابوس
غير أن الأمور لم تتطور إلى الأحسن، حيث أعلن عدد من الزبائن أن حرارة هواتفهم الجديدة المفترض أنها سليمة ارتفعت بشكل حاد مباشرة بعد استخدامهم للهواتف، كما سجل عدد من المستخدمين الأميركيين خروج دخان من نوت 7.

وفي الوقت الذي صرح فيه ناطق باسم سامسونغ بأن الأمر يتعلق بحالات معزولة، ازدادت حالات تسجيل ارتفاع حرارة نوت 7، بل إن السلطات الأميركية اضطرت لإخلاء الركاب يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعدما تصاعد دخان هاتف نوت 7 داخل الطائرة، وصرح صاحبه أنه من الدفعة الجديدة التي عوضت الدفعة التي قالت الشركة إنها متضررة.

واتضح أخيرا للشركة أن الوضع أسوأ مما كان يتصور، واضطرت سامسونغ للإعلان يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أنها أوقفت نهائيا صنع نوت 7.

وقالت الشركة "قررنا وقف إنتاج وبيع غلاكسي نوت 7 من أجل النظر في سلامة مستهلكينا أولا وقبل كل شيء".

وتسببت خطوة سامسونغ بوقف إنتاج وتسويق نوت 7 في خفض أسهم الشركة بنسبة 5% في جلسة التداول الصباحية في سول يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016. ولا يهدد قرار سامسونغ وقف سحب هاتف نوت 7 من السوق بإثارة مخاوف جديدة تتعلق بعملية ضبط الجودة في الشركة، ولكنه أيضا قد يضر كثيرا بسمعتها ويكلفها خسائر مالية طائلة.

فقد نقلت رويترز عن محللين -يعمل بعضهم في مجموعة كريدت سويس المالية السويسرية- قولهم إنه إذا توقفت سامسونغ عن بيع نوت 7 فإن ذلك سيُترجم إلى خسارة في بيع ما يبلغ 19 مليون هاتف أو نحو 17 مليار دولار، وهو المبلغ الذي كانت ستحققه الشركة خلال دورة إنتاج هاتف نوت 7.

ويزيد هذا المبلغ كثيرا عن الخسارة التي توقعها المحللون نتيجة المبيعات الضائعة واستدعاء الهاتف في بداية سبتمبر/أيلول 2016، التي قدرت بخمسة مليارات دولار، وبنيت على افتراض أن الشركة ستستأنف المبيعات العالمية من نوت 7.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات