بريطانيا رصدت 120 مليون إسترليني لترحيل اللاجئين إليها.. ماذا تعرف عن رواندا؟

رواندا تقع شرق ووسط أفريقيا وتتألف من قبيلتي الهوتو والتوتسي ويحكمها نظام رئاسي (الجزيرة)

أيد القضاء العالي البريطاني، اليوم الاثنين 13 مايو/أيار 2022، خطة الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، في حين اعتبرت الأمم المتحدة الخطوة سابقة كارثية.

وسبق أن حذرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وزارة الداخلية البريطانية من عدم قانونية خطتها لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.

وفي 15 أبريل/نيسان 2022، كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن اتفاق يتيح لبلاده إرسال طالبي اللجوء الذين يعبرون بحر المانش إلى رواندا.

وخلال زيارة لوزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل إلى كيغالي، أكدت السلطات الرواندية أنها وقعت "اتفاق شراكة" مع بريطانيا بملايين الدولارات. وتحدثت باتيل عن محتوى الاتفاق خلال مؤتمر صحفي في كيغالي مع وزير الخارجية الرواندي فانسان بيروتا.

وبموجب الخطة التجريبية التي ستكلف بريطانيا 120 مليون جنيه إسترليني، سيتم نقل الأشخاص الذين دخلوا أراضي المملكة بصورة غير شرعية إلى رواندا، ليقدموا طلبات اللجوء والبقاء فيها في حال قبول طلب اللجوء، فماذا تعرف عن رواندا؟

أرض الألف تل

ـ الموقع: تقع رواندا، التي تعني أرض الألف تل باللغة المحلية للبلاد، في وسط القارة الأفريقية وشرقها وتحديدا في منطقة البحيرات العظمى، تحدها شرقا تنزانيا، وشمالا أوغندا، وغربا جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوبا بوروندي.

ـ العاصمة: كيغالي.

ـ اللغات: الفرنسية، والإنجليزية، والسواحلية.

ـ النظام السياسي: تخضع رواندا لنظام رئاسي موحد مع برلمان من مجلسين تحكمه الجبهة الوطنية الرواندية منذ عام 1994.

ـ تاريخ الاستقلال: 1 يوليو/تموز 1962.

ـ العملة: الفرنك الرواندي.

ـ المساحة: 26 ألفا و338 كيلومترا مربعا.

ـ الموارد الطبيعية: الذهب والقصدير بالإضافة إلى المساحات الزراعية.

ـ المناخ: استوائي مع أمطار غزيرة.

ـ عدد السكان: نحو 13 مليون نسمة (تقديرات عام 2020).

ـ التوزيع العرقي: يشكل الهوتو نحو 84%، فيما تبلغ نسبة التوتسي حوالي 15%، و1% عرقيات أخرى.

ـ الديانة: 56% الروم الكاثوليك، 39.4% بروتستانت، 4.5% طوائف مسيحية أخرى، 1.8% مسلمون، فضلا عن ديانات أخرى.

"الهوتو" و"التوتسي"

ـ عام 1901: وقَعت رواندا في قبضة الاستعمار البلجيكي حتى عام 1962.

ـ يتألف سكانها من قبيلتين، قبيلة الهوتو التي تشكل نسبة 84% من السكان وقبيلة التوتسي التي تشكل 15%.

ـ عام 1990: بعد خروج بلجيكا منها حدثت خلافات بين القبيلتين نتيجة الصراع على الحكم والتفرقة العنصرية، مما أدى إلى وقوع حرب طاحنة بين القبيلتين وعمليات انتقام استمرت 4 سنوات.

ـ قتل في هذا الصراع حوالي مليون إنسان ودمرت البلاد وتشرد الناس وتفرقوا، وساد الحقد والبغض والكراهية والانتقام عموم البلاد.

ـ من عجائب هذا الصراع أن أحدهم حينما كان يمسك بالآخر-من القبيلة الأخرى- كان يخيّره بين أن يموت بالرصاص أو بأداة حادة، وإذا اختار أن يموت بالرصاص يجب عليه أن يدفع مالاً مقابل ذلك.

ـ عام 1994: قتل رئيس البلاد كابيلا -ينتمي إلى قبيلة الهوتو- إثر انفجار طائرته بعد تعرضها لهجوم لصاروخي، اتهمت قبيلةُ الهوتو قبيلةَ التوتسي بقتله.

ـ تمكنت بعدها قبيلة التوتسي من السيطرة على البلاد بقيادة بول كاغامي زعيم الجبهة الوطنية وتم تعيين باستور بيزيمونجو رئيسا للبلاد.

ـ بدأت الحكومة في ملاحقة المتورطين في الأحداث، وبدأت عمليات قتل مرة أخرى، لكن أقل وتيرة من الأولى.

ـ عام 2000: قام زعيم الجبهة الوطنية كاغامي بإقالة الرئيس الرواندي وتسلم السلطة مكانه.

ـ بعد تسلم كاغامي للسلطة قام بثورة على الحرب التي مزقت البلاد وشردت العباد وفرقتهم، فقضى عليها بشكل نهائي من خلال إجراءات وقوانين صارمة أعادت الحياة إلى طبيعتها وفتحت الباب لبدء عصر جديد لرواندا الجميلة المتعبة والممزقة من اقتتال أبنائها فوق ثراها.

Rwandan President Paul Kagame addresses the public and dignitaries at a ceremony to mark the 20th anniversary of the Rwandan genocide, at Amahoro stadium in Kigali, Rwanda Monday, April 7, 2014. Sorrowful wails and uncontrollable sobs resounded Monday as thousands of Rwandans packed the country's main sports stadium to mark the 20th anniversary of the beginning of a devastating 100-day genocide. (AP Photo/Ben Curtis)
بعد تسلم كاغامي للسلطة عام 2000 قام بثورة على الحرب التي مزقت البلاد (أسوشيتد برس)

إصلاحات كاغامي

ـ قبل أن تخرج بلجيكا من رواندا كانت قد طبعت بطاقات الهوية للمواطنين حسب الانتماء القبلي، فأمر كاغامي بإلغاء هذه البطاقات.

ـ تشكيل مجلس حكماء (لجان مصالحة وطنية) في كل منطقة من البلاد للإصلاح بين الناس، حيث يقوم المجلس بجلب الطرفين والجلوس معا، ويقوم المذنبون بالاعتراف بجرائمهم وذنوبهم، وبعدها يبدأ العفو والتسامح والصفح.

ـ وضع دستور للبلاد ينص على المصالحة والوحدة الوطنية، وتجريم كل من يتلفظ بلفظ عنصري في البلاد.

ـ إعداد وتطبيق برامج تثقيفية وتعليمية لإعادة تأهيل المواطنين وخاصة الذين شاركوا في عمليات القتل والتدمير والتخريب.

ـ إعادة تقسيم المحافظات، حيث كانت كل قبيلة تسيطر على عدة محافظات ومناطق، وقامت الحكومة بوضع برامج لإعادة التوزيع السكاني في المحافظات وفتح مدارس تضم أبناء القبيلتين معا بعد أن كانت لكل قبيلة مدارسها الخاصة.

ـ تنمية وتطوير القطاع التعليمي والقيام بحملات توعية في عموم البلاد تحارب العنصرية وتبين مساوئها ونتائجها الكارثية على الجميع، وتخصيص ميزانية كبيرة لأبناء الفقراء لينالوا نصيبهم من التعليم والتثقيف.

ـ وضع قانون خاص بالمدارس، يمنع منعا باتا التلفظ باسم القبيلة أو القول بالانتساب إليها، ومن يفعل ذلك يعاقب.

ـ تطوير وتنمية القطاع الصحي ووضع ميزانية كبيرة له.

ـ تسهيل الإجراءات على المستثمرين، حتى بات بإمكان رجل الأعمال أن ينشئ شركته في يوم واحد فقط وبمكان واحد.

ـ تشكيل مجلس استشاري يتألف من ذوي الكفاءات والخبرة والعلم من إداريين وأطباء وخبراء وعلماء في شتى المجالات لوضع خطط إستراتيجية لتنمية وتقدم البلاد ولطرح حلول للمشاكل التي تواجه الدولة.

ـ الاهتمام بجلب شركات كبيرة للاستثمار في البلاد من أمثال ستاربوكس العملاقة التي باتت اليوم -لها أكثر من 16 ألف فرع في العالم- أكبر مصدر وبائع للقهوة الرواندية في العالم.

ـ الانتهاء من عصر القتل على الهوية والتفرقة العنصرية المقيتة.

ـ تعتبر رواندا اليوم من أوائل الدول الأفريقية جذبا وجلبا لرجال الأعمال والمستثمرين.

ـ ارتفاع دخل الفرد بمقدار 30 ضعفا مقارنة بالسابق.

ـ صرحت منظمة الكوميسا أن الاقتصاد الرواندي سجل أكبر نمو على مستوى العالم منذ عام 2005، وهو ما أكده تقرير البنك الدولي بأن اقتصاد رواندا شهد التطور الأكبر على مستوى العالم منذ عام 2005.

ـ انخفاض مستوى الأمية بنسبة 50%.

ـ أصبحت ميزانية الدولة تعتمد على 20% فقط من القروض والديون والدعم الخارجي بعد أن كانت الدولة تعتمد بنسبة 100% على الخارج بديونه وقروضه ومنحه.

ـ بات أفراد القبيلتين يعملون معا وينشئون الشركات معا ويخدمون بلادهم معا، بعد أن كان يقتل بعضهم بعضا على الهوية.

المصدر : الجزيرة