"ساعة القيامة": دقيقتان ونصف على "نهاية" العالم

Theoretical physicist Lawrence Krauss (L) and former US Ambassador to the United Nations Thomas Pickering (R) announce The Bulletin of Atomic Scientist's decision to move the so-called 'Doomsday Clock' to two and a half minutes to midnight at the National Press Club in Washington, DC, USA, 26 January 2017. Founded by scientists who worked on the Manhattan Project, the Bulletin of Atomic Scientists designed the clock to 'convey how close we are to destroying civiliza
العلماء قدموا "ساعة القيامة" نصف دقيقة عام 2017 (الأوروبية)

نشرة العلماء
تأسست نشرة علماء الذرة عام 1945 من قبل علماء بينهم من ساعد على تطوير القنبلة النووية من "الذين لا يستطيعون البقاء بمعزل عن تأثيرات ونتائج ما صنعوه".

وخلال سنوات طويلة من وجودها، طورت "النشرة" أداءها وهيكلتها، وأصبحت الآن منظمة دولية ذات منفعة عامة لا تهدف إلى الربح، تحارب انتشار السلاح النووي، وتدعو إلى تجريمه.

ويعد موقعها الرسمي على الإنترنت أهم وسائل تواصلها مع العالم، حيث يحظى بزيارة نحو 160 ألف شخص شهريا، ولديه مجلة نصف شهرية توجد بنحو 15 ألف جامعة ومؤسسة عبر العالم.

وتحرص المنظمة على كشف وتحليل كل ما يهم انتشار السلاح النووي من مفاوضات ومعاهدات ومناقشات وسياسات.

ساعة القيامة
تحظى "ساعة القيامة" بمتابعة كبيرة على الرغم من أنها إحدى خدمات نشرة العلماء فقط، وأهميتها تكمن في أنها تمثل وجهة نظر العلماء بخصوص اقتراب نهاية العالم بسبب أخطار السلاح النووي والتغيرات المناخية، وكلما اقترب العد العكسي من النهاية (منتصف الليل) دل ذلك على أن خطورة انتشار السلاح النووي وتأزم السياسات الدولية المرتبطة بمجال المناخ هي في حالة متقدمة.

وسنويا، يتم تحريك عقارب الساعة بالتشاور مع رعاة المجلس، وبينهم 15 عالما فازوا بجوائز نوبل.

ويضم المجلس علماء في الطاقة النووية والفيزياء والبيئة من جميع أنحاء العالم، ويجتمعون لاتخاذ قرار بشأن تحريك عقارب الساعة من عدمه.

وفي 2016، وضعت النشرة العقارب عند ثلاث دقائق قبل منتصف الليل، وقرر العلماء عام 2017 تحريك عقارب الساعة نصف دقيقة، بعد وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وعُدّ ذلك دليلا على غضب العلماء من عدم أخذ المسؤولين الدوليين التهديد النووي بجدية، إلى جانب فشلهم في اتخاذ قرارات سريعة وناجزة لمواجهة التغيرات المناخية التي تهدد الحياة على سطح الكوكب الأزرق.

وقالت المديرة التنفيذية لنشرة علماء الذرة كينيت بنيديكت، وهي التي تدير عمل ساعة يوم القيامة، "لقد فشل زعماء العالم في العمل بسرعة على النطاق المطلوب لحماية المواطنين من كارثة محتملة"، وحذرت من أن خطر التغيرات المناخية يوازي خطر السلاح النووي، وشددت على أن العالم فشل في الحد من التهديدين معا، إذ إن العالم ما يزال يتوفر على نحو 16300 سلاح نووي، منها بين خمسين ومئة قادرة على إحداث تغيير خطير في حال استخدمت.

وطالبت رئيسة نشرة علماء الذرة راتشيل برونسون قادة العالم على "تهدئة الأوضاع بدلا من تغذية التوتر الذي قد يقود إلى الحرب".

وقالت النشرة في تقرير "خطابات الرئيس دونالد ترمب حول تغيرات المناخ، وتعزيز الترسانة النووية الأميركية وزيادة نفوذ وكالات الاستخبارات في التحقيقات؛ زادت من المخاطر التي تحدق بالعالم".

تحريك العقارب
وتغير توقيت ساعة القيامة 21 مرة منذ إنشائها، وكان أسوأ توقيت وصلت إليه عام 1953 عندما تم تحريك عقاربها إلى أقل من دقيقتين من منتصف الليل، بسبب تجارب متواصلة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة لتطوير برنامج القنبلة الهيدروجينية.

وفي عام 1991 وبعد أن وقع الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة اتفاق تقليص الأسلحة الإستراتيجية، تم إرجاع عقارب الساعة إلى 17 دقيقة قبل منتصف الليل، لكن منذ عام 2005 كانت عقارب الساعة تتقدم إلى الأمام سنة بعد سنة بسبب تدهور الأوضاع المناخية.

وسبق للنشرة أن أشادت بالاتفاق الدولي للحد من برنامج إيران النووي عام 2015، وكذلك اتفاق باريس للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المتسبب الرئيسي في التغيرات المناخية، غير أنها شددت على أن تلك "التطورات الإيجابية" لا تعدو أن تكون نقاط ضوء خافتة في عالم مظلم بسبب تجاهل المخاطر الكبرى التي تهدد الكوكب.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات