"الناخبون الكبار".. كلمة الفصل باختيار المرشح الديمقراطي

US Democratic presidential candidate Hillary Clinton speaks at campaign rally at the Jacob K. Javits Convention Center in New York, New York, USA, 02 March 2016. New York will hold their Presidential primary on 19 April.
لجنة الناخبين الكبار خاصة بالحزب الديمقراطي الأميركي فقط (الأوروبية)

شخصيات سياسية من الحزب الديمقراطي الأميركي اشتهرت باسم super delegate (الناخبون الكبار)، وهي التي تحسم بشكل كبير في ترجيح كفة أي من مرشحي الحزب لسباق الانتخابات الرئاسية، وهو أسلوب خاص بالحزب الديمقراطي.

التاريخ
بعد هزيمة السناتور ماكفورن أمام منافسه هيوبرت همفري عام 1968 في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة التي خسرها أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون، ثار ماكفورن وطالب حزبه بطريقة أكثر ديمقراطية لاختيار مندوبيه في المؤتمر، فكوّن الحزب عام 1970 "لجنة ماكفورن وفريزر".

أوصت تلك اللجنة بإلغاء اختيار قيادة الحزب للمندوبين في مؤتمر الحزب العام، ودعت إلى إجراء انتخابات حرة لاختيار المندوبين وأوكلت إلى لجنة الحزب في كل ولاية الإشراف على تلك الانتخابات، مما أدى إلى ظهور "الانتخابات الأولية أو التمهيدية" (Primary election) مقابل لجنة "Caucus"، وهو تجمع تختار فيه لجنة الحزب في كل ولاية مندوبين وترسلها إلى مؤتمر الحزب العام.

وبعد عدة تطورات في الانتخابات الرئاسية اللاحقة اختار قادة الحزب الديمقراطي عام 1982 لجنة برئاسة جيم هانت (حاكم ولاية نورث كارولينا آنذاك)، وأوصت تلك اللجنة عام 1983 بتعديل لوائح الحزب من خلال استمرار الانتخابات الأولية لاختيار ممثلي الولايات في المؤتمر العام للحزب، والتزام هؤلاء بالتصويت حسب تصويت ولاياتهم.

كما أوصت اللجنة أيضا باختيار قيادة الحزب نسبة 15% من المندوبين في المؤتمر العام يصوتون بكل حرية، وهم الذين يعرفون بـ"المندوبين الكبار" أو "الناخبين الكبار". ويسمح قانون الحزب المنظم لعمل هؤلاء بتصويتهم لمن يريدون حتى لأولئك المرشحين الذين خرجوا من المنافسة على الرئاسة.

دوافع
الهدف من اعتماد أسلوب "الناخبين الكبار" هو رغبة الحزب الديمقراطي في قطع الطريق على المرشحين الذين لا يمثلون خطه السياسي بمنح دور أكبر للسياسيين النشيطين، باعتبارهم حسب جيم هانت "لا يتأثرون بنتائج الانتخابات الأولية، ولديهم قدرة على التأمل أكثر والنظر إلى الوضع العام من زاوية أكبر، مقارنة باعتماد مندوبي الولايات على ولاياتهم".

تصنيف
تضم شريحة "الناخبين الكبار" 796 ناخبا يعينون من بين العدد الإجمالي للمندوبين البالغ 4483، ويختلفون عن المندوبين العاديين المنتخبين الذين يمثلون الولايات حسب تصويت كل ولاية يمثلونها.

ويتم تعيين "الناخبين الكبار" اعتمادا على وضعهم الرسمي في الحزب الديمقراطي، أو باعتبارهم منتخبين أو منتخبين سابقين، ويتغير عددهم باستمرار.

ويتكونون أساسا من رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في واشنطن ونوابه ومساعديه وكبار المسؤولين في اللجنة، إضافة إلى قادة لجان الحزب في الولايات، وجميع أعضاء الكونغرس من النواب والشيوخ، وقادة مجلس الشيوخ السابقين ورؤساء الفريق الديمقراطي داخل المجلس، وجميع رؤساء مجلس النواب الأميركي الديمقراطيين السابقين، وحكام الولايات المنتمين للحزب، وكذا أصحاب المناصب الرفيعة من الديمقراطيين.

ويفقد "الناخب الكبير" هذه الصفة في حال تأييده مرشحا من حزب آخر، ووقعت هذه الحالة عام 2008 عندما نـُزعت تلك الصفة عن عضو مجلس الشيوخ جو ليبرمان بعد إعلان تأييده للمرشح الجمهوري آنذاك جون ماكين في مواجهة باراك أوباما.

وفي المقابل، يعتمد الجمهوريون على ثلاثة مندوبين "غير ملتزمين" عن كل ولاية، يتكونون من رئيس لجنة الحزب في الولاية وعضويْ اللجنة الوطنية للحزب، لكن قوانين الحزب تفرض على أعضاء اللجنة الالتزام بالتصويت حسب ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات التمهيدية في ولاياتهم.

يرى خبراء قانونيون أن خيار "الناخبين الكبار" يتعارض مع الديمقراطية من حيث المبدأ، لأن الكلمة الفاصلة في اختيار المرشح تكون لهم مهما كانت إرادة الناخبين، وهو ما يجعلهم يتحكمون في هوية المرشح الفائز في سباق الانتخابات الرئاسية.

وينبه آخرون إلى أن هذا النظام له مخاطر تنطوي على عودة الحزب الديمقراطي إلى فترة ما قبل عام 1972 حين لم تكن هناك انتخابات تمهيدية أو اجتماعات حزبية موحدة، وكان اختيار المرشحين يتم بواسطة المندوبين والمسؤولين الحزبيين في قاعة المؤتمر القومي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية