"نيوم" بن سلمان.. حقيقة أم خيال؟

Visitors watch a 3D presentation during an exhibition on 'Neom', a new business and industrial city, in Riyadh, Saudi Arabia, October 25, 2017. REUTERS/Faisal Al Nasser
السعودية قالت إن مشروع "نيوم" يقدم معايير عالمية لنمط العيش (رويترز)

مشروع منطقة اقتصادية خاصة تقيمها السعودية بتكلفة خمسمئة مليار دولار، في شمال غرب المملكة وتمتد بين ثلاث دول هي السعودية ومصر والأردن، وصفت بأنها ستكون مدينة المستقبل والأحلام.

وكشف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017 عن مشروع مدينة "نيوم" خلال مؤتمر استثمار دولي عقد في الرياض.

وبدأ العمل في المشروع بعد أن أجرى المسؤولون السعوديون مشاورات واجتماعات مع مستثمرين محليين ودوليين، على أن تنتهي المرحلة الأولى للمشروع بحلول 2025.

وبحسب وسائل إعلام سعودية، فإن "نيوم" تعني "المستقبل الجديد"، حيث أن كلمة"Neo "تعني باللاتينية "جديد"، وحرف"m" منفصلا، ويشير باللغة العربية إلى كلمة "مستقبل".

الموقع
يقع مشروع "نيوم" شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية، وتطل المدينة من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 486 كيلومترا، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2.500 مترا.

ويقام المشروع على مساحة تقدر بـ 26,500 كيلومتر مربع. مع العلم أن مسؤولا سعوديا كشف لوكالة رويترز أن مصر تعهدت بألف كيلومتر مربع من الأراضي في جنوب سيناء لتكون ضمن مدينة "نيوم"، وهذه الأراضي الواقعة بمحاذاة البحر الأحمر هي جزء من صندوق مشترك قيمته عشرة مليارات دولار أعلنت الدولتان تأسيسه أثناء زيارة ولي العهد السعودي بن سلمان للقاهرة في الرابع من مارس/آذار 2018.

وتتميز المنطقة بشواطئها وجبالها وجزرها المطلة على خليج العقبة والبحر الأحمر الذي تمر عبره 10% من حركة التجارة العالمية، كما أن المنطقة غنية بالنفط والغاز والمعادن الطبيعية، بحسب ما ورد في الموقع الرسمي لمشروع "نيوم" على شبكة الإنترنت.

الرؤية والمزايا
بحسب الموقع الإلكتروني للمشروع، فإن "نيوم" قد صمم ليكون منطقة اقتصادية خاصة، تحكمها أنظمتها وقوانينها الضريبية الخاصة، وسيكون للحياة شكل مختلف فيها، بفعل تسعة قطاعات اقتصادية هي الطاقة والمياه، التنقل، التقنيات الحيوية، الغذاء، التصنيع المتطور، الإعلام والإنتاج، الترفيه، العلوم التقنية والرقمية، المعيشة كركيزة أساسية.

ويقدم المشروع "معايير عالمية لنمط العيش" من حيث الجوانب الثقافية والفنون والتعليم، ويوفر بيئة معيشية رفيعة المستوى، وتخطيط عمراني متطور وبنية تحتية تحاكي مستقبل الابتكار والتقنية.

كما يقدم مزايا قيمة للشركات والأفراد، حيث يلبي احتياجات المملكة ويستقطب أفضل الشركات وأصحاب الكفاءات من جميع أنحاء العالم.

ومن مزايا مشروع "نيوم" أيضا أنه يقدم بنية تحتية تحاكي المستقبل، و"تضع الإنسان على رأس الأوليات وتخضع التقنيات الحديثة لخدمته ليعيش المستقبل". 

الأهداف
يهدف المشروع -حسب ما أورد موقعه على شبكة الإنترنت- إلى إنجاز رؤية المملكة 2030، وإلى تطوير قطاعات اقتصادية رئيسية للمستقبل وجذب المستثمرين وتوظيف كبرى الشركات العالمية، بالإضافة إلى جذب رؤوس الأموال العالمية والاستثمارات إلى المنطقة.  

وستدعم السعودية المشروع بأكثر من خمسمئة مليار دولار خلال الأعوام القادمة، ويشارك في الدعم صندوق الاستثمارات العامـة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.

ويرجح أن تصل مساهمة المشروع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى مئة مليار دولار بحلول 2030، بالإضافة إلى أن الناتج المحلي للفرد في هذه المنطقة الخاصة سيكون الأعلى في العالم.

وقد تصل مساهمة المشروع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى مئة مليـار دولار بحلول عام 2030، وقد تتجاوز ذلك، بالإضافة إلى أن الناتج المحلي للفرد في هـذه المنطقـة الخاصة سيكون الأعلى في العالم.

قصور فخمة
طلبت القيادة السعودية تشييد مجمع قصور ملكية على ساحل البحر الأحمر، في إطار مشروع "نيوم"، ونقلت وكالة رويترز في وقت سابق أن الحكومة السعودية أمرت بتشييد خمسة قصور للملك وولي العهد وشخصيات أخرى بارزة من العائلة المالكة في المنطقة نيوم الاقتصادية.

والقصور الخمسة التي ستقع على ساحل البحر الأحمر على بعد 150 كيلومترا غرب مدينة تبوك هي من العقود الأولى التي جرت ترسيتها في المشروع، كما كلفت السلطات -بحسب مصادر رويترز- مجموعة بن لادن السعودية أكبر شركة للإنشاءات في المملكة ببناء أحد تلك القصور.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية