ماذا تعرف عن "وادي الفراشات" بتركيا؟

OLUDENIZ, TURKEY - SEPTEMBER 05: Tour boats are seen at Butterfly Valley on September 5, 2017 in Oludeniz, Turkey. Turkey's tourism industry spiraled into crisis in 2016 after a year of terrorist attacks, diplomatic rows and political uncertainty. Since then the tourism industry has struggled with foreign tourist numbers plummeting. However recent government figures for May 2017, show a 16per cent rise in numbers on the previous year, bringing hope to local businesses and tour operators. Despite the return of Russian and European charter tour flights to Turkey and the overall increase in tourist numbers the industry is burdened with a 17bn debt and with the current political crisis between Turkey and Germany continuing to deepen recovery continues to be slow. (Photo by Chris McGrath/Getty Images)
الوادي يتميز بجماله وطبيعته الساحرة ووجود أسراب كثيرة من الفراشات (غيتي)

وادي الفراشات أو "حديقة الفراشات" محمية طبيعية تركية، هي الأكبر في القارة الأوروبية من حيث المساحة، تتميز بجمالها وطبيعتها الساحرة ووجود أسراب كثيرة من الفراشات تزيد على مئة نوع بعضها نادر تعيش بالقرب من الشلالات، مما يجعل هذه المحمية إحدى الوجهات السياحية الطبيعية المتميزة في تركيا.

الموقع
يقع وادي الفراشات في ولاية قونية وسط هضبة الأناضول بتركيا، وتبلغ مساحته 1600 متر مربع ليكون بذلك المحمية الكبرى في القارة الأوروبية، بحسب وكالة الأناضول للأنباء.

ويحاط الوادي بجبال عالية يصل ارتفاعها إلى 350 مترا تقريبا.

ومن المناطق الجميلة في المنطقة شلال هادر ينحدر من الوادي الضيق إلى نهر رقيق يروي الأشجار البسيطة التي تزهر بأوراق اللافندر العطرة، وهي البيئة الطبيعية للفراشات.

التسمية
سميت المنطقة بوادي الفراشات بسبب وجود الأسراب الكثيرة من الفراشات التي تعيش فيه بالقرب من الشلالات.

المناخ
تتميز المنطقة بشكل عام بطقسها المداري الجاف والبارد، ومع ذلك فإن دخول "وادي الفراشات" الواقع في قضاء سلجوق أشبه ما يكون بالانتقال عبر آلة الزمن من طقس مداري جاف إلى أجواء استوائية ماطرة ورطبة، فضلا عن حشرات لا تشبه تلك التي تعيش في البيئة المحيطة.

التاريخ
اشترت هيئة تنمية السياحة في تركيا وادي الفراشات من سكان قرى فاراليا عام 1981 ودشنته للسياحة عام 1984، وبعدها بثلاث سنوات وعندما أعلنت الحكومة وادي الفراشات محمية طبيعية بالنظر إلى الإمكانيات الطبيعة التي تتوفر عليها المنطقة اعتبرت الحكومة التركية الوادي محمية طبيعية عام 1987 لحماية الفراشات والزهور المحلية هناك.

المميزات
يحوي الوادي العديد من أنواع الحشرات، مثل "عثة أطلس" أو "فراشة رأس الثعبان" (The Atlas moth)، وهي أكبر أنواع الفراشات على الإطلاق بفضل طول جناحها البالغ حوالي 12 بوصة أو ثلاثين سنتمترا، ومساحة الأجنحة التي تتجاوز 62 بوصة مربعة أو حوالي أربعمئة سنتيمتر مربع.

واكتشفت هذه الفراشة في موطنها الأصلي بقارة آسيا، خاصة في أرخبيل الملايو بماليزيا، إضافة إلى جنوب الصين وتايلند وإندونيسيا.

ومن عجائب هذه الفراشة أنه ليس لديها فم، فهي لا تستطيع أن تتغذى بعد خروجها من شرنقتها، بل تعتمد على الدهون التي تغذت عليها في مراحلها الأولى.

ويقتصر عمل تلك الفراشة في مرحلة البلوغ على التزاوج ووضع البيض لضمان استمرارية السلالة، ثم تموت بعد فترة من الوقت تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع من فرد أجنحتها فاتنة الجمال.

فراشة الملك
لا بد لزائر الوادي أن يلفت انتباهه نوع آخر من الفراشات يسمى "الفراشة الملكية" أو "فراشة الملك" (monarch butterfly) وهو من أنواع الفراشات الكبيرة، تتميز بلونها البرتقالي والأسود، وموطنها الأصلي قارة أميركا الشمالية، وانتشرت خلال القرن الـ18 عبر جنوب المحيط الهادي حتى وصلت أستراليا.

وهذه الفراشة من أكثر الفراشات التي بحثها العلماء، وتشتهر بقطعها مسافات طويلة تبلغ أحيانا أربعة آلاف كيلومتر.

وتهاجر "فراشة الملك" من شمال الولايات المتحدة وكندا خلال الشتاء جنوبا حتى تصل إلى وسط المكسيك، ويقدر عدد السرب منها سنويا بنحو مئة مليون فراشة.

كذلك تضم هذه المحمية الاستوائية حشرات أخرى، منها "فرس النبي"، و"اليعسوب"، و"خنفساء وحيد القرن" النادرة، و"خنفساء الغزال الذهبية" والحشرات "العصوية" الأطول في العالم، فضلا عن أنواع مختلفة من النحل.

وفي المجمل يؤوي "وادي الفراشات" أكثر من مئة نوع من الفراشات بألوان وأشكال مختلفة.

تغذية طبيعية واصطناعية
القائمون على "وادي الفراشات" يوفرون أنواعا عديدة من الأزهار داخل المحمية، إلى جانب أكثر من مئتي ألف نبتة من 98 نوعا لتأمين الغذاء للحشرات، إضافة إلى أجهزة التغذية الاصطناعية والفواكه التالفة.

وقد عمل الخبراء الأتراك على توفير كافة الشروط المناخية في ذلك الوادي المميز، مثل الأمطار الاصطناعية ومعدلات الرطوبة، والإضاءة، لملاءمة عيش الفراشات والحشرات الاستوائية ذات الألوان الساحرة.

وقال رئيس "بلدية سلجوق" أوغور إبراهيم ألطاي في تصريح لوكالة الأناضول للأنباء "من الغريب أن ترى هنا في قونية ذات الطقس المداري حشرات تعيش في الإكوادور.. هذه الحديقة لا تقتصر على حشراتها فقط، بل على النباتات، فمعظمها جيء بها من الخارج".

وعن البيئة الطبيعة للمنطقة تابع أن "درجة حرارة الوادي تبلغ 28 (مئوية)، ونسبة الرطوبة 80% بشكل دائم"، مضيفا أن "الوادي عبارة عن قطعة من الجنة وسط قونية الواسعة.. الفراشات التي لا يمكن لك أن تراها في أي منطقة في تركيا تتطاير أمام عينيك بألوان الزاهية".

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات