دهوك.. بوابة كردستان العراق على تركيا

الموسوعة - صورة لمحافظة دهوك - Iraq, Dahuk
إضافة لأهميتها الاقتصادية تعد محافظة دهوك مقصدا سياحيا جاذبا بسبب مناخها المعتدل وتضاريسها المتنوعة (الجزيرة)
محافظة عراقية، وإحدى ثلاث محافظات يتكون منها إقليم كردستان العراق الذي يحظى بحكم ذاتي وإدارة محلية، وتمثل مدينة دهوك مركز المحافظة الشمالية ذات الأهمية الكبيرة تجاريا واقتصاديا، ويتبع لها عدد من النواحي والأقضية.

الموقع
تقع محافظة دهوك بالشمال الغربي للعراق، وترتبط بحدود مع تركيا، وهو ما يعطيها أهمية إستراتيجية، كما تتميز تضاريسها بالوعورة والمرتفعات الجبلية.

السكان
يقدر عدد سكان محافظة دهوك بنحو مليون ومئتي ألف، حسب إحصاءات 2014، غالبيتهم من المسلمين، وتقطن في المحافظة قوميات متعددة تشمل الأكراد والعرب والتركمان.

وتشير الأرقام والمعطيات الرسمية إلى أن تعداد سكان المحافظة ينمو بسرعة بسبب هجرة الأكراد من أجزاء أخرى من العراق، فضلا عن العرب العراقيين الذين يبحثون عن الأمن وتحسين فرص العمل.

الاقتصاد
لمحافظة دهوك أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة للعراق ولإقليم كردستان، حيث تمثل معبرا حدوديا عبر معبر خابور مع تركيا، وهو ما أكسبها أهمية اقتصادية كبيرة.

وتذهب نسبة كبيرة من صادرات تركيا إلى العراق وإلى مناطق في الشرق الأوسط عبر هذه البوابة الحدودية، وتعبرها يوميا مئات الشاحنات في الاتجاهين، وهو ما يعطي أهمية تجارية واقتصادية متزايدة للمحافظة.

وبالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية، تعد المحافظة أيضا مقصدا سياحيا محليا جاذبا بسبب مناخها المعتدل ومرتفعاتها الجبلية وتضاريسها المتنوعة.

وتشتهر المحافظة أيضا باحتضانها العديد من المواقع الأثرية التي يقبل عليها السياح والمهتمون بالآثار، مثل كهف جار ستين الواقع في جبل بمنطقة سد دهوك، وتشير بعض التقديرات إلى وجود أكثر من 150 موقعا أثريا تاريخيا فيها.

ونتيجة لما تعيشه المحافظة من أمن واستقرار وازدهار، شكلت -مع بقية مناطق كردستان العراق- مأوى وملجأ لمئات آلاف اللاجئين والنازحين منذ انهيار الأوضاع في سوريا والمدن العراقية القريبة، وخصوصا بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل وما حولها.

ومع مرور الوقت أصبحت دهوك تحوي أكثر من 27 مخيما، زاد التوافد إليها إبان سيطرة تنظيم الدولة على جبل سنجار الذي كانت تقطنه أقلية من الإيزيديين.

وبحسب تصريح المدير العام للشؤون الإنسانية إدريس نبي صالح في دهوك فإن أكثر من 715 ألف نازح ولاجئ يعيشون فيها، سواء في المخيمات أو في بيوت تم استئجارها داخل المدينة، وهم من قوميات وديانات مختلفة من عرب ومسيحيين وإيزديين.

وكان الأكراد قد وقعوا مع الحكومة العراقية عام 1979 اتفاقية حصلوا بموجبها على حكم ذاتي، وحمل الإقليم اسم منطقة الحكم الذاتي، وظل يعرف بها حتى أخذ اسمه الرسمي عام 2005 وأصبح له علم ودستور ونشيد وحكومة وبرلمان.

ومنذ عام 1975 ظلت السيطرة الفعلية في جزء كبير من المنطقة الكردية بيد بغداد، التي تمركزت وحدات من جيشها بالمدن الكردية الكبرى.

ولكن في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991 وإنشاء منطقة الحظر الجوي لم يعد لبغداد تأثير يذكر بمنطقة الحكم الذاتي الكردي، وأدت مشاركة الأكراد في الغزو الأميركي البريطاني للعراق 2003 إلى تكريس سيطرتهم على إقليمهم وتوسيعهم لمساحة أراضيه.

آثار
وتضم المحافظة عددا كبيرا من المعالم والآثار، خصوصا الآثار الآشورية، حيث تضم منحوتات معلثايا الأثرية المكتشفة عام 1845. والآثار التي خلفها الملك الآشوري سنحاريب ومنها معبر يربط بين دهوك ونينوى وقناة سنحاريب، وهي مشروع لإرواء الأراضي الزراعية في نينوى عبر نقل المياه من منطقة خنس إلى أراضي نينوى.

ومن تلك الآثار أيضا مدرسة قبهان الواقعة في قضاء العمادية على بعد 70 كلم من مدينة دهوك عاصمة محافظة دهوك في كردستان العراق. ويقول المؤرخون إن تلك المدرسة كانت في وقت من الأوقات قبلة الدارسين في المنطقة، ولعبت دورا كبيرا في نشر العلوم والمعرفة، حيث كانت بمثابة جامعة يقصدها الطلاب من تركيا وإيران والعراق.

وقد أولاها السلاطين الذين حكموا إمارة بادينان التاريخية اهتماما خاصا، ويقال إنها في وقت من الأوقات كانت تضاهي جامعة الأزهر.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية