تعرف على المناطق المتنازع عليها بالعراق

خارطة محافظة كركوك
تتنازع الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق منذ سنوات على مناطق بعدة محافظات يقطنها خليط من القوميات والطوائف: عرب، أكراد، تركمان، مسلمون، ومسيحيون، وعاد التوتر بين الطرفين بسبب تلك المناطق مع إصرار كردستان على إجراء استفتاء على الانفصال في 25 سبتمبر/أيلول 2017.
وتعرف لجنة تنفيذ المادة 140 من دستور جمهورية العراق المناطق المتنازع عليها في العراق بأنها تلك التي تعرضت للتغيير الديمغرافي ولسياسة التعريب على يد النظام السابق، وذلك خلال فترة حكمه من عام 1968 إلى غاية إسقاطه خلال الغزو الأميركي في أبريل/نيسان 2003.

والمناطق المتنازع عليها يقع بعضها تحت سيطرة حكومة بغداد، والبعض الآخر تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان، وتتوزع هذه المناطق في المحافظات التالية:

كركوك (شمال بغداد): وتضم مناطق النزاع فيها كافة أقضيتها ونواحيها، بينها قضاء طوزخورماتو التابع إداريا لمحافظة صلاح الدين.

وتتميز محافظة كركوك بوضع استثنائي، فهي أبرز المناطق المتنازع عليها في العراق، حيث شكلت مصدر تجاذبات وتصعيد بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق.

وفي 27 يونيو/حزيران 2014 أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أن سيطرة قوات البشمركة على كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها مع الحكومة العراقية تعني أنه لم يعد هناك مجال للحديث عن مناطق متنازع عليها. 

وأضاف "لقد صبرنا عشر سنوات مع الحكومة الاتحادية لحل مشاكل هذه المناطق وفق المادة 140 ولكن دون جدوى، والآن أنجزت هذه المادة ولم يبق لها وجود".

محافظة نينوى (شمالي العراق): وتتنازع حكومة بغداد وإقليم كردستان على أقضية سنجار والشيخان والحمدانية وناحية بعشيقة والقحطانية.

وتضم هذه المحافظة أقليات من الأكراد والمسيحيين والشيعة والإيزيديين وغيرهم، وصوت مجلس النواب العراقي في 26 سبتمبر/أيلول 2016 على بقاء نينوى ضمن حدودها الإدارية قبل 2003، وعدّ مجلس النواب أي تغيير يحدث في وضع المحافظة القانوني والإداري باطلا ومخالفا للدستور العراقي.

محافظة ديالى (شمال شرق بغداد): وتتنازع حكومة وبغداد وإقليم كردستان العراق على قضاء خانقين ونواحيه، إضافة إلى قضاء بلدروز.

الاستفتاء
عاد التوتر بين حكومة بغداد وإقليم كردستان العراق بشأن المناطق المتنازع عليها على خلفية سعي سلطات الإقليم إلى تضمين مناطق متنازع عليها في الاستفتاء على الانفصال المزمع تنظيمه في 25 سبتمبر/أيلول 2017.

وتعتبر مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق أن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البشمركة الكردية في محافظة نينوى ومناطق أخرى -منها كركوك- ستشارك في الاستفتاء، كما صوت مجلس محافظة كركوك يوم 29 أغسطس/آب 2017 بالموافقة على انضمام المحافظة إلى الاستفتاء رغم مقاطعة الأعضاء التركمان والعرب.

حكومة بغداد التي ترفض الاستفتاء اعتبرت قرار مجلس كركوك "أمرا مرفوضا وخاطئا"، وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم 7 سبتمبر/أيلول 2017 في مؤتمر صحفي إن إصرار سلطات كردستان على إجراء الاستفتاء سواء في الإقليم أو في المناطق المتنازع عليها "سيعرض أمن العراق والمنطقة إلى الخطر".

من جهته، اعتبر أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي في بيان أن "ضم كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها للاستفتاء تصرف غير دستوري وغير قانوني، ويتضمن اعتداء جليا على حقوق المكونات المتآخية من عرب وتركمان، ولذلك نرفضه رفضا قاطعا".

ودعا النجيفي العرب والتركمان في المناطق المتنازع عليها إلى رفض الاستفتاء وعدم المشاركة فيه.

مع العلم أن مجلس محافظة ديالى رفض في 12 سبتمبر/أيلول 2017 إجراء الاستفتاء بأي منطقة تقع ضمن نطاق المحافظة، في إشارة إلى مناطق متنازع عليها وتقع داخل حدود ديالى، ويسعى إقليم كردستان لتضمينها في الاستفتاء.

المصدر : الجزيرة