سول.. مدينة خرجت من الحرب لتعانق التطور

SEOUL, SOUTH KOREA - JANUARY 25: The general view of Seoul City ahead of PyeongChang 2018 Winter Olympic Games on January 25, 2017 in Seoul, South Korea. (Photo by Chung Sung-Jun/Getty Images)
عدد سكان سول بلغ عام 2013 حوالي عشرة ملايين نسمة (غيتي)

سول هي العاصمة الرسمية لكوريا الجنوبية منذ عام 1948، تعتبر من أكبر المدن على مستوى الدول المتقدمة في العالم، وهي محور التكنولوجيا الرائدة في العالم، وبها "فورتشن غلوبال" لخمسمئة من الشركات المتعددة والجنسيات.

الموقع
تقع مدينة سول في الشمال الغربي من كوريا الجنوبية، على طول نهر الهان الذي يقسمها نصفين، شمالي وجنوبي، وهي قريبة إلى حد ما من الحدود الكورية الشمالية.

تتكون مدينة سول من 25 حيا مختلفا، أشهرها دوبونغ وغانغبك ودونغغاك ودونغدايمن وأنبيونغ وغمتشون وغرو وغواناك وغانغدونغ والعديد من الأحياء الأخرى.

السكان
بلغ عدد سكان سول في ديسمبر/كانون الأول 2013 حوالي عشرة ملايين نسمة، وانخفض عدد السكان منذ أوائل التسعينيات، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وشيخوخة السكان. وتنتشر في المدينة ديانتان رئيسيتان هما المسيحية والبوذية.

المناخ
تتميز سول بمناخها القاري الرطب، فتكون عادة ساخنة ورطبة في فصل الصيف، وغالبا ما يكون الشتاء باردا حتى التجمد مع متوسط درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة في يناير/كانون الثاني، وفي بعض الأحيان تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير.

التاريخ
تأسست سول من قبل بايك جي، إحدى الممالك الثلاث في كوريا، حيث بنيت عاصمتها في تلك المنطقة، وتقول الأساطير إن المدينة اختيرت عام 1394 لتكون عاصمة مملكة جوسون في أواخر القرن الرابع عشر نظرا لحيويتها الطبيعية المنبعثة من جبالها وممراتها المائية.

مرت سول بمراحل وتحولات، منها تعرضها للاحتلال الياباني منذ عام 1910 إلى حين انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.

لم تهنأ المنطقة طويلا، فبعد حوالي خمس سنوات اندلعت الحرب الكورية، وكان المخطط العسكري الكوري الشمالي صارما، فبعد خمسة أيام من الغزو دخلوا سول عاصمة كوريا الجنوبية وحاصروا خصومهم في قطاع أرضي ضيق حول المدينة الساحلية "بوسان" في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة الكورية.

جاء رد فعل الولايات المتحدة بعد شهرين ونصف، ففي 15 سبتمبر/أيلول 1950 قام الجنرال الأميركي ماك آرثر بإنزال بحري خلف خطوط الدفاع الكورية الشمالية، وتحصنت قواته قرب إنشون وهي مدينة ساحلية في غرب كوريا الجنوبية وتبعد عن العاصمة سول بنحو أربعين كيلومترا غربا.

ولم يمض أسبوعان حتى تجلى النصر الأميركي على الكوريين الشماليين فاستعيدت سول عاصمة الجنوب يوم 28 سبتمبر/أيلول، وأُرغم الكوريون الشماليون في الثلاثين من الشهر نفسه على التراجع إلى حدود خط العرض 38.

بعد أن وضعت الحرب أوزارها، انطلقت سول انطلاقة اقتصادية قوية وعرفت نهضة عمرانية واقتصادية في الستينيات والسبعينيات وما تلاهما من سنوات.

الاقتصاد
تعتبر سول محور المال والأعمال في كوريا الجنوبية، وهي مدينة عالمية رائدة ومتصاعدة،  ويعرف اقتصادها ازدهارا متصاعدا، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي عام 2014 بـ 845.9 مليار دولار أميركي.  

وتوجد في العاصمة الكورية الجنوبية كبرى الشركات العالمية مثل "فورتشن غلوبال الـ 500" من الشركات المتعددة الجنسيات، وبها أيضا  شركة سامسونغ التي تعتبر واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بالإضافة إلى "أل جي" و"هيونداي-كيا".

وتمتلك المدينة شبكة نقل حديثة عمادها أكبر شبكة مترو أنفاق في العالم من حيث الطول، كما تمتلك أعلى نسبة انتشار من النطاق العريض للألياف البصرية في العالم.

ونالت سول بفضل مكانتها ألقاب وتصنيفات عدة، منها أنها جاءت في المرتبة 76 في مؤشر "جودة الحياة لعام 2017" لشركة "ميرسر"، وحلت في الترتيب السادس لأغلى مدن العالم، بحسب "مؤشر تكاليف المعيشة لعام 2017" الذي أصدرته "وحدة المعلومات الاقتصادية" في مجلة الإيكونوميست.

كما احتلت سول المرتبة التاسعة في تصنيف مؤشر مراكز التجارة العالمية عام 2008، وأدرجها مؤشر المراكز المالية العالمية عام 2015 باعتبارها المدينة السادسة الأكثر تنافسية من الناحية المالية في العالم.

المعالم
تضم منطقة العاصمة سول خمسة مواقع للتراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) منها قصر تشانغ ديوك، وضريح جونغميو، والمقابر الملكية في مملكة جوسون، إضافة إلى قلعة هواسونغ المشيدة عام 1794 التي تجسد التاريخ العسكري للحقبة التي بُنيت فيها.

كما توفر لزوارها الفرصة لرؤية مشهد طبيعي خلاب، إذ يجري وسطها رافد مائي يحمل اسم "سيوانتشين"، جنبا إلى جنب مع المروج الخضراء الوادعة الموجودة هناك.

وتشمل المدينة على معالم سياحية جميلة منها برج سول الشهير، وميدان دونغ ديمون ديسين بلازا ولوت وورد، أكبر منتزه داخلي في العالم، ونافورة ضوء القمر وهي أطول جسر نافورة في العالم.

وبسبب معالمها الجميلة، زار سول أكثر من عشرة ملايين زائر دولي عام 2014، مما يجعلها المدينة التاسعة الأكثر زيارة في العالم.

وقد استضافت سول العديد من الفعاليات منها دورة الألعاب الآسيوية عام 1986 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1988 وكأس العالم لكرة القدم 2002، وقمة مجموعة العشرين عام 2010.

المصدر : مواقع إلكترونية