تطاوين.. ولاية غنية يشكو سكانها الفقر

الموسوعة - Located about 18 km west of Tataouine, Chenini is a ruined Berber village in the Tataouine district in southern Tunisia, North Africa. It was a fortified granary, or Ksar. The cells are no longer occupied, the Berber community moved down the hill into modern housing 50 years ago. The oldest structures on the hillside date back to the 12th century.
قرية شنني الجبلية من أشهر قرى تطاوين (الجزيرة)

وثمة نظرية يشير إليها المؤرخ التونسي منصور بوليفة تقول بالطريق الحبشي، أي ما يعني دخول العنصر اليمني عن طريق الحبشة. أما النظرية الأخيرة فترى أن سكان المنطقة من البربر، وهم الأوائل الذين كانوا فيها بداية ولم يأتوا من خارجها.

التسمية
أورد بوليفة في حلقة "المشاء" أن الاسم في الأصل الأمازيغي يلفظ بكسر التاء وفتح الطاء المشددة: تِطّاوين، وتعني العيون، حيث عرفت المنطقة بعيون الماء. أما الاسم الذي يلفظ على وزن مفاعيل فقد جرى تعريبه من اللفظ الذي كان يستخدمه المستعمر الفرنسي.

التاريخ
تعد تطاوين من أقدم المدن التونسيّة، حيث يعود تاريخ الحضارة البشرية فيها إلى آلاف السنين، فقد  اكتشفت بها معالم تاريخية، منها كهوف صخرية على جدرانها وأسقفها رسوم يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد.

وتم اكتشاف آثار وبقايا لأنواع مختلفة من الديناصورات في قرية قصر الحدادة ووادي الخيل.

كما احتضنت تطاوين ثوار تونس الذين كانوا يناضلون ضد المحتل الفرنسي الذي حرص على استغلال المدينة كمركز لوجوده الأمني والعسكري كي يحكم قبضته على ثرواتها.

وتعتبر مدينة تطاوين من أكبر مدن أو ولايات تونس مساحة، وهي حديثة التكوين إذ أنشئت عام 1981، لكن تاريخ الحضارة البشرية فيها يعود إلى آلاف السنين.

الاقتصاد
تزخر تطاوين بثروات الطبيعية، منها النفط والغاز، وبها أيضا منشآت صناعية حديثة، والعديد من الشركات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب عن النفط والغاز.

الفقر والتهميش
رغم أنها تزخر بالثروات الطبيعية، فإن ولاية تطاوين عانت الفقر والتهميش خلال الحقبة التي أعقبت استقلال البلاد، مما جعل سكانها يدخلون في مواجهة مباشرة مع النظام الحاكم للمطالبة بحقوقهم.

ويشتكي الأهالي مما يعدّونها مفارقة صارخة، فمنطقتهم تحتوي على ثروات نفطية لكنها من المناطق المهمشة، بينما ترتفع البطالة فيها لتبلغ أعلى معدلاتها بنسبة تتجاوز 30%.

وتعيش تطاوين منذ مطلع أبريل/نيسان 2017 على وقع احتجاجات مطالبة بالتنمية والتوظيف داخل حقول النفط في المنطقة، ورصد 20% من عائدات الطاقة لصالح تطاوين، إضافة إلى تخصيص نسبة 70% من الوظائف بالشركات البترولية لسكان المدينة، وإنشاء فروع للشركات الأجنبية داخل المحافظة.

وقام مئات المعتصمين بمنع عبور الشاحنات والسيارات إلى حقول النفط في تطاوين، ونصبوا خياما في منطقة "الكامور" التي تمثل نقطة العبور الرئيسية نحو حقول البترول، وتبعد قرابة 110 كلم عن مركز محافظة تطاوين.

وإضافة إلى المطالب التشغيلية، ينادي المحتجون بضرورة الكشف عن حجم الثروات الطبيعية المستخرجة من حقول النفط والغاز المنتشرة في الصحراء التونسية.

وعلى خلفية الحركة الاحتجاجية، أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أثناء زيارته لتطاوين في أبريل/نيسان 2017 عن جملة إجراءات في مجالات مختلفة وفي تواريخ محددة ومضبوطة.

ورغم حديث الشاهد عن ضمانات فعلية لتنفيذ أكثر من ستين إجراء لفائدة المنطقة، فإن ذلك لم يغير من حالة الغضب لدى المحتجين الذين استمروا في اعتصاماتهم.

وأدت الاحتجاجات والاعتصامات في تطاوين إلى توقف الإنتاج في بعض حقول النفط والغاز أو إغلاقها، مما جعل الرئيس الباجي قايد السبسي يعلن في خطاب له يوم 10 مايو/أيار 2017 تكليف الجيش بحماية موارد الإنتاج.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية