مرمرة.. بحر تركي لؤلؤته جزيرة الأميرات

A man feeds seagulls near the Bosphorus on a rainy day in Istanbul, Turkey, 12 February 2015. The largest city in Turkey, straddling Europe and Asia lies between the Sea of Marmara and the Black Sea, experiences something between a Mediterranean and oceanic climate.
تنتشر على أطراف بحر مرمرة الخلجان والمرافئ المستخدمة في الإبحار وتنقل المسافرين والسياح (الأوروبية)

مرمرة بحر داخلي صغير في تركيا، منه يمتد مضيق البوسفور الذي يفصل الجزء الآسيوي عن الجزء الأوروبي منها، وقد عرف عبر التاريخ بانتشار الجزر الرخامية فيه ومنها اشتق اسمه.

الموقع
يقع بحر مرمرة شمال غرب تركيا وتطل عليه من الشمال سواحل مدينة إسطنبول، ويتصل بالبحر الأسود عبر مضيق البوسفور الذي يمتد إلى الشمال ليفصل الجزء الآسيوي من تركيا عن الجزء الأوروبي، بينما يصله مضيق الدردنيل الذي يمتد إلى الغرب ببحر إيجة.

يحمل سطحه طبيعة سطح البحر الأسود، أما قعره فهو شبيه بالمتوسط وببحر إيجة من حيث الملوحة ودرجة الحرارة ومحتوى الأوكسجين.

وأطلق على بحر مرمرة قديما اسم بروبانتس، لكن اسمه الأشهر مشتق من الكلمة الرومانية "مارماروس" وتعني الرخام، وقد عرف عبر التاريخ بانتشار الجزر الرخامية الصغيرة.

التاريخ والأسطورة
ترى بعض الفرضيات أن البحر تكون جراء "الفيضان العظيم" الذي يفترض وقوعه قبل عشرين مليون عاما، وأن بحر مرمرة كان قبل ذلك مجرد جزء من بحر واحد كبير كان يضم أيضا البحر الأسود وبحر الخزر.

كما ترى الفرضيات الجيولوجية أن البحر مر بالعديد من المراحل في تكونه، لكنه عرف باسمه الحالي بين عامي 6500 و7000 قبل الميلاد، ضمن تاريخ إسطنبول كشبه جزيرة تقع بين ثلاثة بحار هي البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه وبحر مرمرة.

وارتبط البحر بأبطال "أرغوناتوس"، الأسطورة اليونانية القديمة التي ظهرت عن محاربي البحر قبل حرب طروادة عام 1300 قبل الميلاد، وظهرت صور أسماك بحر مرمرة على الصكوك المعدنية البيزنطية.

وقد عثر في أعمال التنقيب في البحر على حطام ميناء ثيودوسيوس البيزنطي الذي يعتقد أنه كان نشطا بين القرنين السادس والثالث عشر، وحطام سفن تنتمي لغزوات خير الدين بارباروس وعلى حطام سفن عثمانية أخرى غرقت خلال الحرب العالمية الأولى خاصة في معركة جناق قلعة الشهيرة.

وقد استوحى المؤلف الروائي الأميركي هرمان ميلفيل (1819-1891) الذي عاش فترة من الزمن في إسطنبول من حيتان بحر إيجة التي كانت تهاجم السفن والمراكب المبحرة قصة روايته الشهيرة "موبي ديك" التي تروي قصة قبطان وجنوده يلاحقون أحد الحيتان في عرض البحر للثأر منه.

الأبعاد والمحتويات
تصل المساحة الإجمالية لبحر مرمرة إلى نحو 11 ألف و350 كيلومتر مربع، ويبلغ طوله بين أبعد نقطتين شرقا وغربا حوالي 225 كيلومترا، أما عرضه فيصل إلى 65 كيلومترا عند أقصى اتساع له بين مدينتي بورصة وإسطنبول، كما يبلغ أقصى عمق له 1270 مترا.

يعيش في البحر أكثر من 600 نوع من الكائنات الحية كالفقمة سوداء الظهر وبعض أسماك القرش والسلاحف البحرية.

القيمة الاقتصادية
لبحر مرمرة قيمة اقتصادية كبيرة، فهو يشكل منجم الغاز الطبيعي الأول في تركيا، وقد اكتشفت كميات ضخمة من الغاز في أعمال التنقيب شمال البحر عام 1988 وتأسست مشاريع استخراج غاز مرمرة عام 1997.

أما في جانب الصيد، فقد كان للبحر أهمية كبيرة منذ العصور القديمة، لكن هذه القيمة تراجعت بوضوح مؤخرا نظرا لعدة عوامل أهمها التلوث، الذي أدى لتراجع قيمة انتاج الصيد من البحر من 68 ألف طن عام 2004 إلى 31 ألف طن عام 2009، بينما سجلت الأسماك المصطادة من البحر ما نسبته 8.38% فقط من مجمل الإنتاج السمكي التركي عام 2010.

كما يمثل البحر مصدرا من مصادر الجذب السياحي المهمة للعملة الصعبة إلى تركيا خاصة من خلال مدن يالوة وبورصة وجزر الأميرات.

المدن والخلجان
تقع على سواحل بحرمرمرة 43 مدينة ومنطقة سكانية موزعة على سبع محافظات من بينها 14 منطقة من إسطنبول على سواحله الشمالية، وتتوزع البقية على محافظات بالكيسير وبورصة وجناق قلعة وكوجالي وتيكيرداغ ويالوا.

وتنتشر على أطراف البحر الخلجان والمرافئ المستخدمة في الإبحار وتنقل المسافرين المحليين والسياح بين المحافظات التركية أو لنقل البضائع ولصيد الأسماك، ومن أهم الموانئ الواقعة فيه ميناء إزميت وميناء جمليك وباندا وإرديك.

الجزر والأنهار
يضم البحر ثلاثة تجمعات من الجزر الصغيرة أهمها جزر الأمراء، التي تضم جزيرة الأميرات وهي إحدى أهم المزارات السياحية بتركيا، وجزيرة مرمرة التي تحتوي على كميات كبيرة من رخام المرمر ومنها اشتق اسم هذا البحر، وجزيرة أوشار.

وتصب في بحر مرمرة العديد من الأنهار أهمها نهر سوسورلوك الذي ينبع من هضبة الأناضول ويتفرع منه نهرا بيجا وغونن.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية