هامبورغ.. أول ولاية ألمانية تعترف بالإسلام

Sailboats sail in the beautiful weather on the Alster lake in Hamburg, Germany, 02 April 2016.
تمثل السياحة مصدرا مهما لدخل ولاية هامبورغ الساحلية التي يزورها سنويا أكثر من عشرة ملايين شخص (الأوروبية)

هامبورغ بوابة ألمانيا البحرية وثانية مدنها مساحة وتعدادا للسكان، وثالثتها جمعا بين وضع المدينة والولاية. تميزها طبيعتها الخلابة وجسور كثيفة مقامة فوق مجاريها المائية، وتضم مقر شركة صناعة الطيران والفضاء الأوروبية العملاقة (إيرباص) وتعتبر أول ولاية ألمانية تعترف رسميا بالإسلام.

الموقع
تقع هامبورغ شمالي ألمانيا على مصبيْ نهريْ أليستر وألبا، ويربطها الأخير ببحر الشمال الواقع على بعد نحو مئة كيلومتر، وتزيد مساحة هذه المدينة الساحلية على 755 كيلومترا مربعا، وهي بذلك ثانية مدن ألمانيا من حيث المساحة بعد العاصمة برلين.

ويناهز عدد الجسور المقامة فوق مجاريها المائية 2500 جسر مخصصة لعبور المشاة والسيارات والقطارات، مما يجعلها الأولى أوروبيا في هذا المضمار متقدمة بذلك على البندقية الإيطالية وأمستردام الهولندية.

ويعتبر ميناء هذه المدينة بوابة ألمانيا البحرية، وأكبر ميناء بحري فيها، وواحدا من أكبر عشرين ميناءً تجاريا في العالم، وتضم هامبورغ مقر المحكمة البحرية الدولية.

السكان
يزيد عدد سكان هامبورغ (وفقا لإحصاء 2013) على 1.8 مليون نسمة، وهو ما يجعلها ثانية المدن الألمانية من حيث عدد السكان بعد برلين، وثامنة مدن الاتحاد الأوروبي. وتشكل هذه المدينة الساحلية والمناطق المحاذية لها من ولايتيْ شليزفيج هولشتاين وسكسونيا السفلى منطقة هامبورغ الكبرى بكثافة سكانية تزيد على خمسة ملايين نسمة.

وينتمي سكانها إلى 184 جنسية، منهم 550 ألفا من الألمان ذوي الأصول المهاجرة، ويمثلون 31% من سكانها، بينما يبلغ عدد الأجانب 238 ألف نسمة بنسبة 13% من إجمالي التعداد، ويأتي أكثرهم من تركيا وبولندا وأفغانستان، ويدين 29% من هؤلاء السكان بالبروتستانتية و10% بالكاثوليكية، إضافة لأقليات صغيرة من اليهود والبوذيين.

ويقدر المجلس الممثل للأقلية المسلمة لدى سلطات ولاية هامبورغ عدد المسلمين فيها بنحو مئتي ألف نسمة، يمثلون نسبة 8.2% من السكان.

وتضم المدينة 41 مسجدا ومصلى، فرضت السلطات الأمنية رقابة مشددة على بعضها قائلة إن أصحابها ذوو "توجهات سلفية" وذلك إثر كشفها أن أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة شارك في تنفيذها الطالبان محمد عطا (مصري) وزياد الجراح (لبناني) وعدد آخر من الطلاب العرب الذين درسوا في جامعة هامبورغ.

تعد هامبورغ أول ولاية ألمانية تعترف رسميا بالدين الإسلامي، ومنحت عام 2012 مسلميها حقوقا دينية كاملة ومساوية لما يتمتع به المسيحيون واليهود وغيرهم من الطوائف المعترف بها.

التاريخ
يعود تاريخها إلى أربعة قرون قبل ميلاد المسيح عليه السلام، لكن تأسيسها الحقيقي يرجع لإطلاق الإمبراطور شارلمان اسمها على قلعة صغيرة شيدها عام 810 م، وبالقرن الـ14 ساهمت هامبورغ في تأسيس "اتحاد الهانزا" للتبادل التجاري بين سبعين مدينة غربي وشرقي أوروبا.

وشهدت المدينة عام 1558 افتتاح إحدى البورصات الأولى بألمانيا، وانضمت عام 1871 للإمبراطورية التي عرفت باسم "الرايخ الألماني الأول" بعد توحيد السياسي البروسي أوتو فون بسمارك للولايات الألمانية.

وواكب تطورها -وتحولها عبر عصور متعاقبة إلى أهم مدن شمالي ألمانيا- تعرضها لعدد من الحرائق والأوبئة والفيضانات، غير أن أشد ضرر تعرضت له هو تدمير هجمات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية لنحو 80% من مبانيها التي استهدفت باعتبارها أحد مراكز ألمانيا الصناعية بالعهد النازي.

الاقتصاد
تعتبر هامبورغ من الولايات الألمانية الثرية، ويزيد دخلها السنوي على 103 مليارات يورو، وتضم عددا كبيرا من مقار كبريات الشركات الصناعية والتجارية والخدمية، وفي مقدمتها شركة صناعة الطائرات والفضاء الأوروبية العملاقة (إيرباص) وعدد آخر من الشركات العاملة بمجالات الكيمياء وصناعات السفن والتقنية والخدمات إضافة إلى المصارف.

وتمثل السياحة مصدرا مهما لدخل هذه الولاية الساحلية التي يزورها سنويا أكثر من عشرة ملايين شخص، كما تعتبر هامبورغ مركزا إعلاميا مهما بألمانيا لكونها مقر شبكة التلفاز الألمانية الأولى شبه الرسمية (أي.آر.دي) ومجلات وصحف تعتبر الأكثر توزيعا بأوروبا مثل: دير شبيغل وشتيرن ودي تسايت ودي فيلت وبيلد.

المعالم
تحتوي المدينة على ما يزيد على ستين مسرحا، وأكثر من ستين متحفا ومعرضا دوليا للفنون، وتشتهر بسوق السمك الضخم الذي يقام أسبوعيا ويتكون من سبعين متجرا ويزوره كل أحد نحو سبعين ألف شخص.

وإضافة لطبيعتها الخلابة التي تجمع بين المسطحات المائية والمروج الخضراء، ينتشر في هامبورغ عدد كبير من الحدائق العامة ومراكز التسوق التاريخية، والمباني العائدة لأنماط معمارية تاريخية مختلفة، كالكنائس ومحطة القطارات المركزية ومباني البلدية والجامعة.

المصدر : الجزيرة