فوتا جالون

A group of young Senegalese kayak on the Senegal river, in Saint-Louis, Senegal, Saturday, May 18, 2013. Saint-Louis, once the capital of colonial French West Africa, is hosting the 21st edition of its annual Jazz Festival from May 15 to 19. (AP Photo/Rebecca Blackwell)
تبنع من مرتفعات فولتا جالون أهم أنهار المنطقة وفي مقدمتها نهر السينغال (أسوشيتد برس)

مرتفعات جبلية وعرة ذات غطاء نباتي كثيف تقع في دولة غينيا، تنبع منها أهم أنهار المنطقة مثل نهري السنغال والنيجر. وتعتبر هذه المنطقة أحد مواطن قبائل الفولان وتوجد فيها أهم تجمعاتهم السكانية رغم أنَّهم ينتشرون في عدد كبير من الدول الأفريقية، ولهم امتداداتٌ في منطقة فوتاتور الممتدة بين جنوبي موريتانيا وشمالي السنغال.

الموقع
تقع جبال فوتا جالون في شمال شرقي غينيا على الحدود المشتركة مع مالي والسنغال، وتقدر مساحتها بـ81 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ متوسط الارتفاع بأعالي فوتا 1000 متر فوق سطح البحر، ويصل ارتفاع بعض القمم 1500 متر كما هو الحال في جبل "لورا".

التضاريس
تضاريس فوتا جبلية وعرة تتوزع بين المرتفعات الشاهقة والمنخفضات والمجاري المائية الطويلة، وينبع منها عدد من أنهار المنطقة مثل نهر النيجر ونهر السنغال الذي يتدفقُ على طول ألفيْ كيلومتر ليصب في المحيط الأطلسي ويُشكل حدودا طبيعية بين موريتانيا والسنغال، وتتعرض مرتفعات فوتا لأمطار غزيرة ورياح شديدة تهب عليها في أغلب فصول العام.

المناخ
تعرف فوتا جالون المناخ المداري المتأثر بمميزات الساحل الإفريقي، والمناخ السوداني وشبه الاستوائي السائد في غينيا، ويتوزع العام فيها على فصلين رئيسيين: أولهما جاف ويمتد من ديسمبر/كانون الأول إلى مايو/أيار، وثانيهما ماطر يمتد من يونيو/حزيران إلى نوفمبر/تشرين الثاني.

ويتراوح معدل سقوط الأمطار في منطقة فوتا جالون بين 1800 و2000 ميليمتر، مما جعلها من أهم موارد الماء في أفريقيا الغربية بل إنَّها سُميت "خزان الماء".

الغطاء النباتي
يتشكل الغطاء النباتي لفوتا جالون من غابات السافانا الخضراء ذات التنوع البيئي الكبير، وتنتشر فيها زراعة الفواكه المدارية مثل المانغو والباباي والموز، مستفيدة من الطقس الممطر والحار.

السكان
يُشكل الفولان أو البّول أغلب سكان فوتا جالون، وهي موطنهم منذ قرون وفيها قامت إماراتهم و"دولة الأئمة" التي قاومت الاستعمار، وكان لها دورٌ بارز في نشر الإسلام واللغة العربية في أفريقيا الغربية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادييْن.

لا تتوفر إحصائيات دقيقة عن عدد سكان فوتا جالون وتستند تقديرات السكان في أغلبها إلى معطيات تعود للحقبة الاستعمارية، وتشكل عرقية الفولان 40% من سكان غينيا مما يعني أنهم في حدود خمسة ملايين نسمة، وفوتا جالون ليست مأهولة بالفلان فقط وإن كانوا هم أغلبية سكانها.

وأهم مدن فوتا جالون هي ديابي و ودابولا ودالابا، كما تنتشرُ فيها مئات القرى المأهولة بالقرويين الفولان الذين يمارسون الرعي والزراعة.

التاريخ
ارتبطت منطقة فوتا جالون بالوجود الإسلامي في أفريقيا الغربية وانتشار الدعوة الإسلامية على أيدي التجار المسلمين القادمين من المغرب الأقصى وبلاد شنقيط (موريتانيا).

وازدهرت الدعوة الإسلامية بازدهار التجارة عبر طرق القوافل والتي اندثرت بسبب تجارة الرقيق عبر المحيط، التي نظمتها القوى الاستعمارية اعتبارا من النصف الثاني من القرن السابع عشر.

قامت في منطقة فوتا واحدة من أهم إمارات أفريقيا الغربية هي "دولة الأئمة" (أو "ألماميات"، وفق النطق السائد في المنطقة) التي تأسست نتيجة للهجرات الكبيرة للفولان إثر سقوط إمبراطورية ماسينا التي كانوا يُقيمونها في منطقة السودان الغربي (جمهورية مالي الحالية).

وبحلول عام 1725، تمكن الفولان من السيطرة على معظم فوتا جالون وكانوا أغنى فئات سكانها، لما استطاعوا جمعه من ثروة بسبب اهتمامهم بالتجارة.

دارت حرب ضروس بين المسلمين -وأغلبتهم من الفولان- والأعراق الوثنية الموجودة في المنطقة، وانتهت بإقامة أول دولة للأئمة بزعامة ألفا إبراهيم الذي لقب "بأمير المؤمنين". ومن بعد موت إبراهيم في عام 1751 جاء الإمام سوري ألفا فعزز أركان الدولة الإمامية ووسعَ نفوذها، وجعل منها نموذجا رائدا في المنطقة.

المصدر : الجزيرة