قباب المسجد الأقصى الـ13

قبة السلسلة في المسجد الأقصى
قبة السلسلة بنيت بوصفها نموذجا طورت على أساسه قبة الصخرة (أطلس معالم الأقصى)
يضم المسجد الأقصى المبارك عددا من القباب يبلغ ثلاث عشرة قبة، بُني أغلبها في العهدين الأموي والأيوبي، وتختلف في طراز بنائها وارتفاع كل منها، وكذلك في استخدامها في الوقت الحالي.

قبة السلسلة
تقع على بعد ثلاثة أمتار من الباب الشرقي لقبة الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى. أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، واختلف في الحكمة من بنائها، ويرجح أنها بنيت بوصفها نموذجا طورت على أساسه قبة الصخرة، وكان ذلك بين عامي 65-68هـ/685-688م، أي قبل بناء قبة الصخرة.

وكان الخليفة سليمان بن عبد الملك يجلس فيها وينظر في أمور الرعية. كما استخدمت فيما بعد مقرا للعلم والعلماء للتدريس والسماع, واستخدمت أيضاً للصّلاة والتعبّد.

وفي عهد الاحتلال الصليبي للقدس، حولت إلى كنيسة "القديس جيمس". أما اسمها الحالي, فيقال إنها أخذته من سلسلة حديدية كانت تتدلى في وسطها, لكنه أمر لا دليل عليه.

والقبة عبارة عن مبنى صغير الحجم جميل الشكل والزينة, جدرانه مفتوحة، له 11 ضلعا ومحراب واحد في جنوبه جهة القبلة، وتستند هذه الأضلاع إلى 11 عموداً رخاميا، وفي وسطها ستة أعمدة أخرى تحمل رقبة مغلقة سداسية، تعلوها القبة.

قبة المعراج
إحدى قباب المسجد الأقصى الواقعة فوق صحن الصخرة إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة، بناها الأمير الإسفسهلار عز الدين، متولي القدس الشريف عام 597هـ/1201م، أي في العهد الأيوبي، مكان قبة أقدم أقيمت تخليدا لمعراج الرسول. وتم تجديدها في العهد العثماني.

وقبة المعراج عبارة عن مبنى صغير ثماني الأضلاع، جدرانه مغلقة بألواح من الرخام الأبيض، وله محراب واحد جهة الجنوب، وباب جهة الشمال، ويقوم على ثلاثين عمودا، وتعلوه قبة مغطاة بصفائح من الرصاص. وتتميز هذه القبة بوجود قبة أخرى صغيرة فوقها، بما يشبه التاج فوق رأسها.

القبة النحوية
تقع في الطرف الجنوبي الغربي لصحن الصخرة، مقابل باب السلسلة. أنشأها الملك شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي عام 604هـ/1207م، على يد الأمير حسام الدين أبي معد قمباز، لتكون مدرسة متخصصة لتعليم العلوم اللغوية من صرف ونحو داخل المسجد الأقصى المبارك, فعرفت بالقبة النحوية، والمدرسة النحوية.

أوقف لها الملك عيسى أوقافا كثيرة لتصرف عليها، حيث كان من أبرز من حرصوا على إعمار هذا المسجد الشريف، كما كان محبا للقرآن الكريم ولغته.

تتكون القبة من ثلاث غرف متصلة، تقوم قبتها الكبرى فوق الغرفة الغربية، بينما توجد قبة أخرى أقل ارتفاعا فوق الغرفة الشرقية، ولها مدخل رئيسي يقع في واجهتها الشمالية.

تحولت القبة النحوية إلى مكتبة في عهد الاحتلال البريطاني، وتستعمل اليوم مقرا لمحكمة الاستئناف الشرعية، واسمها الدقيق الآن: مكتب القائم بأعمال قاضي القضاة، ومن تحتها أرشيف المحكمة.

قبة موسى
تقع هذه القبة فوق مصطبة موسى، وسط الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك، بين باب السلسلة غربا والقبة النحوية شرقا.

بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 647هـ/1249م ليتعبد فيها الزهاد، وعرفت باسم أحد الشيوخ الذين كانوا يؤمونها، كما قيل إنها سميت بذلك تيمناً بنبي الله موسى. كما سميت سابقا قبة الشجرة، نسبة إلى شجرة نخل ضخمة كانت بجوارها. وأيضا سميت بالقبة الواسعة.

وهي عبارة عن غرفة كبيرة مربعة طولها ستة أمتار، وعرضها ستة أمتار، فيها ستة شبابيك، تعلوها قبة، ولها محراب ناتئ للخارج، ومدخل شمالي, والمصطبة التي تحيط بها لها محراب آخر من جدار مرتفع.

تستخدم القبة اليوم دارا لتحفيظ القرآن الكريم، حيث تم فتح أول دار للقرآن الكريم في فلسطين فيها، وما زالت تخرج الأفواج من الطلبة الذين يتعلمون أحكام التجويد فيها.

قبة سليمان
تقع إلى الجنوب الغربي من باب فيصل، وسط الساحات الشمالية للمسجد الأقصى المبارك. وتنسب إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك, حيث يذكر بعض المؤرخين أنها من بناء الأمويين. ولكن يعتقد أن بناءها الحالي تم في العهد الأيوبي، وتحديدا عام 600هـ/1203م، خاصة وأنها تكاد تطابق قبة المعراج الأيوبية العهد. وقد جرى ترميمها في العهد العثماني.

والقبة عبارة عن بناء مثمن يعتقد أنه أنشئ للحفاظ على جزء واضح وظاهر من صخرة بيت المقدس يقع بداخله، وفوقها قبة، محمولة على 24 عمودا رخاميا، ولها محراب في جنوبها، وباب مفتوح في واجهتها الشمالية.

استخدمت هذه القبة مكانا للعبادة والتأمل والخلوة، ثم لحفظ أوراق وسجلات المحكمة الشرعية وسجلات الأقصى، ثم قامت دائرة الأوقاف ولجنة الإعمار بترميمها، واستخدمت مقرا لقسم الواعظات، وكان بها درابزين يحيط بالصخرة ويقطع القبة، ولكنه أزيل منها حديثا، والمبنى الآن بحاجة لترميم.

قبة النبي
تقع فوق صحن الصخرة إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة، بينها وبين قبة المعراج. يعتقد أنها بنيت في المكان الذي صلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إماما بالأنبياء والملائكة ليلة الإسراء.

يعود بناء هذه القبة إلى العهد العثماني، حيث بنيت على مرحلتين، إحداهما في عهد السلطان سليمان القانوني عام 945هـ/1538م، حيث أقيم المحراب الذي يوجد الآن بداخلها، على ارتفاع 70 سم. أما المرحلة الثانية فكانت في عهد السلطان عبد المجيد الثاني عام 1261هـ/1845م حيث أنشئت القبة فوق المحراب.

تقوم القبة على ثمانية أعمدة رخامية، تعلوها ثمانية عقود مدببة، وهي مفتوحة الجوانب، ويوجد بلاط أحمر في أرضية القبة يحيط به المحراب، ومن المرجح أنه يعود إلى العهد الأموي.

قبة الأرواح
تقع على صحن الصخرة التي تتوسط المسجد الأقصى، وتحديدا شرقي البائكة الشمالية الغربية، أمام خلوة شمالية اتخذت مكتبا لحرس الأقصى، وتبعد عنها حوالي عشرة أمتار. تعود إلى القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي, أي أن بناءها عثماني.

اختلف في سبب تسميتها، فقيل لعلها سميت بذلك استئناسا بالأحاديث التي وردت في فضل صخرة بيت المقدس وأنها أرض المحشر والمنشر وأن أرواح العباد تحشر عليها، وقيل لعلها سميت بذلك لقربها النسبي من المغارة المعروفة باسم مغارة الأرواح، التي ينزل إليها بدرجات من داخل قبة الخليلي المجاورة.

القبة مفتوحة الجوانب، ومكونة من ثمانية أعمدة رخامية تقوم عليها ثمانية عقود مدببة، وفوقها قبة واسعة، وعند قواعد أعمدتها درابزين حجري واحد يلفها، وينتهي على شكل محراب في اتجاه القبلة.

قبة الخضر
تقع هذه القبة فوق صحن قبة الصخرة التي تتوسط المسجد الأقصى جنوبي البائكة الشمالية الغربية، وملاصقة لسُلمها. أنشئت في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي, أي في العهد العثماني، فوق مكان قيل إن الخضر كان يؤمه ويصلي فيه, حيث يوجد تحتها مبنى عثماني واسع استخدم زاوية للذكر والدعاء والعلم والاعتكاف عرفت بزاوية أو مقام الخضر لنفس السبب.

وهي قبة صغيرة الحجم، ومحكمة البناء، ولطيفة المنظر، ومرفوعة على ستة أعمدة رخامية جميلة، فوقها ستة عقود حجرية مدببة، وبداخلها بلاطة حمراء على شكل محراب باتجاه القبلة.

قبة يوسف أغا
تقع داخل المسجد الأقصى إلى الغرب من الجامع القِبْلي، قبالة المتحف الإسلامي (جامع المغاربة). دعيت باسم منشئها الوالي العثماني يوسف أغا، وكان ذلك عام 1092هـ/1681م, وهو الذي أنشأ أيضا قبة يوسف في صحن الصخرة.

وهي عبارة عن غرفة مربعة تعلوها قبة. وتستخدم اليوم مكتبا لبيع تذاكر دخول المتحف الإسلامي لزوار المسجد الأقصى من غير المسلمين، وتستعمل كذلك مكتبا للاستعلامات.

قبة يوسف
تقع هذه القبة جنوبي صحن الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى، بين منبر برهان الدين والقبة النحوية، بناها الوالي العثماني يوسف أغا عام 1092هـ/1681م.

شاع بالخطأ أنها سميت بقبة يوسف تيمنا بنبي الله يوسف عليه السلام، وهذا محتمل، إلا أن وجود النقش الأيوبي الذي وضعه الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في جدار مدينة القدس في هذه القبة يرجح أن يكون بناؤها بهدف حفظ هذا النقش، وذلك بعد أن أعيد بناء السور على يد العثمانيين. فيوسف المقصود هو الاسم الأول للسلطان صلاح الدين.

وهذه القبة عبارة عن بناء مربع مفتوح الجوانب باستثناء الجانب الجنوبي الذي يرتكز على الحائط الجنوبي لصحن قبة الصخرة. وعلى هذا الحائط المغلق، وضع النقش بداخل القبة وفوقه المحراب. والمبنى الذي يشبه المصلى الصغير تعلوه قبة محمولة على أربعة أعمدة، وهي ضحلة يعلوها هلال على النمط العثماني.

قبة عشاق النبي
تقع هذه القبة داخل المسجد الأقصى، إلى الجنوب الشرقي من باب فيصل، ويعود إنشاؤها إلى عهد السلطان العثماني محمود الثاني، وتحديدا في عام 1233هـ/1817م، ولهذا تعرف أيضا باسم إيوان السلطان محمود الثاني. وأما اسمها الحالي فمصدره اعتياد بعض شيوخ الصوفية الاجتماع للذكر تحتها.

وهي عبارة عن مبنى مربع الشكل طول ضلعه 7 أمتار، قائم على أربع دعائم ركنية تعلوها أربعة عقود مدببة تعلوها قبة ضحلة.

والمبنى مفتوح الجوانب، وبه محراب حجري مجوف جميل يبدو أنه أضيف في فترة لاحقة في وسط الجهة الجنوبية. ويصعد إلى صحن هذه القبة من خلال ثلاث درجات من الجهتين الغربية والشرقية، وأرضيتها مبلطة بالحجر، وعلى حافتها من الجهة الشمالية عمودان نائمان يبدو أنهما وضعا في زمن متأخر كدربزين.

قبة الشيخ الخليلي
تقع في صحن الصخرة إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة المشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى، تفصل بينهما قبتا النبي والمعراج.

أنشئت في العهد العثماني عام 1112هـ/1700م, وعرفت باسم شيخ صوفي كان يؤمها ويتعبد فيها, وتعرف كذلك بقبة بخ بخ، ومصلى الخضر، ومسجد النبي، وهي اليوم مكتب لجنة إعمار المسجد الأقصى.

والقبة عبارة عن مبنى مربع مقام على أربعة أركان، تعلوه قبة ضحلة على الطراز العثماني، وفي واجهاته الأربع ثماني نوافذ مستطيلة الشكل. وفي واجهة المبنى الشرقية باب صغير يعلوه نقش يحمل اسم وتاريخ المبنى.

وبداخل هذه القبة من جهة القبلة محراب من حجر كلسي ملكي فيه حنية حجريّة ضحلة، وتحت مبنى قبة الخليلي يوجد مبنى سفلي، يسمى كهف أو مغارة الأرواح، يتوصل إليه من خلال سلم حجري مقطوع من الصخر، وهذا الكهف قليل التهوية عديم النور لا يستعمل.

قبة مهد عيسى
بناء تذكاري داخل المسجد الأقصى، أنشأه المسلمون في العهد العثماني عام 1315هـ/1898م, يقع عند منتصف درج قائم في الزاوية الجنوبية الشرقية للمصلى المرواني يوصل إلى سطح المصلى.

والبناء عبارة عن قبة صغيرة تحملها أعمدة أربعة، ومن دونها حوض حجري يسمى "مهد عيسى" وضع هناك على الأرجح في العهد العباسي أو الفاطمي، وأمامه محراب حجري كذلك.

ويقال إن المسيح عيسى بن مريم نام في هذا المكان وهو طفل صغير، وهو أمر لا دليل عليه وغير صحيح على الأرجح, ولا يعتقد به النصارى.

ويؤكد باحثون أن محراب أو مهد عيسى هو في الأصل مقصورة الخليفة، وهي حجرة من حجر دار كبيرة محصنة بالحيطان من عناصر المسجد تقام قرب المحراب.

وكان الفاطميون قد اتخذوا من هذا المحراب وهذه المقصورة مكاناً للعبادة، وأطلقوا عليه وهما اسم مسجد مهد عيسى.

المصدر : أطلس معالم المسجد الأقصى