المنامة.. عاصمة البحرين و"لؤلؤة الخليج"

epa02416987 Bahraini anti-riot police guard the court house in the Bahraini capital Manama Bahrain on 28 October 2010. The trial of 25 key-ring leaders of an all-Shiite alleged terror group that the authorities in Bahrain accuse of conspiring to overthrow the régime began 28 October 2010 accompanied by tight security around the court house and many of the Shiite villages. The trial, where some of the defendants face life in prison if convicted, is taking place at a sensitive time as the small Gulf island prepares to go the polls on 30 October 2010 for a critical second-round parliamentary and municipal elections vote. EPA/Mazen Mahdi
المنامة أكبر تجمع سكاني وعمراني في البحرين وتستوعب معظم أنشطتها العمرانية والاقتصادية (الأوروبية)

المنامة عاصمة مملكة البحرين وكبرى مدنها؛ تأسست قبل سبعة قرون وظلت مركزا تجاريا حيويا بمنطقة الخليج. تعتبر أكبر تجمع سكاني وعمراني وسياحي في البلاد، وتستوعب معظم أنشطتها العمرانية والمالية والاقتصادية التقليدية والحديثة.

الموقع
تقع مدينة المنامة في أقصى الطرف الشمالي الشرقي لجزيرة البحرين بالخليج العربي. تبلغ مساحتها 25 كلم2، وتتصل عبر جسور تمر فوق مياه الخليج بجزيرة المحرق (شمال شرق) ومنطقة سترة (جنوب). وهي إحدى محافظات البلاد الأربع (محافظة العاصمة) وبلدياتها الاثنتي عشرة.

السكان
يقدر عدد سكان المنامة بنحو 160 ألف نسمة طبقا لبيانات رسمية بحرينية نشرت عام 2009، وفيها إحدى أعلى نسب الكثافة السكانية في العالم.

التاريخ
تأسست المنامة عام 1300م وأصبحت -منذ ذلك التاريخ- مركزا بحريا مهما، لوقوعها وسط الطرق التجارية الرئيسية الرابطة بين البلدان الواقعة على سواحل الخليج والعراق وبين العالم الخارجي.

ظهر اسمها على الخرائط العالمية أول مرة عام 1635م في خريطة للبرتغاليين الذين احتلوا جزر البحرين خلال 1521-1602، فاتخذوا من المنامة مركزا لهم وبنوا فيها قلعة عُرفت باسم "قلعة البرتغال"، ثم دخلت تحت سيادة الأنظمة الحاكمة في إيران بدءا من 1602، ثم حكمها "آل مذكور" العمانيون في منتصف القرن الـ18، وظلوا فيها إلى أن "فتحها" حكام البلاد الحاليون من "آل خليفة" 1783.

شهدت المنامة أحداثا مهمة في تاريخ البحرين المعاصر بدءا من دخول البلاد تحت الوصاية البريطانية 1861، كما أنشئت فيها عام 1919 -بتمويل ذاتي من الأهالي- أول مدرسة ابتدائية بالبلاد، وتأسست 1939 أول غرفة تجارية في منطقة الخليج العربي، وصدرت فيها مجلة "صوت البحرين" عام 1949 فكانت أولى المجلات البحرينية.

وفي 1954 احتضنت المنامة انتخاب قادة أول تنظيم سياسي في البلاد تحت اسم "هيئة الاتحاد الوطني" لتمثيل جميع أطياف الشعب البحريني، ثم أصبحت عاصمة البلاد الرسمية بعد استقلالها عن بريطانيا عام 1971.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1982 انعقدت فيها القمة الثالثة لدول مجلس التعاون الخليجي، فكانت أول قمة خليجية تستضيفها البلاد منذ إنشاء المجلس. كما أنها تستضيف بشكل دائم قاعدة أميركية ترابط فيها قيادة وقطعات الأسطول البحري الخامس، وبالتالي فهي تشكل أهمية إستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وإثر اندلاع احتجاجات الربيع العربي مطلع عام 2011 كان للبحرين نصيبها منها، فأصبحت المنامة البؤرة الكبرى لنشاط المحتجين الذين اتخذوا من "دوار اللؤلؤة" ميدانا لتنظيم احتجاجاتهم واعتصاماتهم لأهمية موقعه الجغرافي المتحكم في حركة النقل من وإلى المدينة، فنصبوا فيه خياما للإقامة فيها على مدار الساعة وارتاده آلاف البحرينيين لحضور مختلف البرامج الاحتجاجية.

احتضنت المنامة كذلك أحداثا ثقافية مهمة؛ ففي 27 أبريل/نيسان 2005 نظمت في "قرية القلعة" على ساحلها الشمالي احتفالات الذكرى الخمسين لاكتشاف حضارة دلمون، وذلك بحضور فريق من خبراء الآثار الدوليين من الدانمارك والبرتغال وفرنسا وبريطانيا، إضافة لوفد من منظمة اليونسكو مهمته تسجيل "قلعة البحرين" -التي تعتبر أقدم قلعة بالخليج- في قائمة التراث الإنساني.

وفي 2 فبراير/شباط 2012 استضافت المنامة احتفالية إعلانها عاصمة للثقافة العربية لعام ٢٠١٢، بحضور بعض وزراء الثقافة العرب وممثلين عن دول أجنبية، واشتمل برنامج الاحتفالية على تنظيم فعاليات ثقافية طوال ذلك العام، بدءا بحفل افتتاح رسمي تضمن أمسية لأوركسترا عربية وغربية وعرضا فنيا تراثيا برؤية معاصرة بعنوان "طريق اللؤلؤ".

وتعد المنامة إحدى الوجهات السياحية المهمة؛ ففي عام 2007 اختارها المغتربون كأفضل مكان للعيش في منطقة الشرق الأوسط، حسب استطلاع رأي نشرته وكالة رويترز للأنباء يوم 4 مارس/آذار 2008. وقد بلغ عدد السياح في البلاد 10 ملايين سائح عام 2015.

الاقتصاد
تعد المنامة مركزا تجاريا وخدميا رئيسيا في منطقة الخلج، فهي تحتوي على مرافق خدمات عامة ممتازة، من فنادق فخمة ذات مستويات جودة عالية ومصارف مالية وبيوت مال استثمارية وشركات تأمين ومجمعات تجارية على أرفع المستويات. وفيها مطار دولي كبير يعتبر ملتقى للرحلات الجوية بين الشرق والغرب وبين دول منطقة الخليج، هذا إلى جانب أهم مصافي النفط في البلاد. 

كما تكثر فيها أشجار النخيل وعيون المياه العذبة، وتنتشر فيها مزارع للحمضيات وأنواع أخرى من الفواكه. وإلى الجنوب منها قرب ميناء سلمان في الجفير تقوم "المنطقة الصناعية الحرة"، وهي أكبر تجمع صناعي في المدينة وتضم مصانع لتعليب الأسماك والصناعات الثقيلة، ومطاحن للدقيق، وأحواضا لبناء السفن وإصلاحها.

المعالم
من أهم معالم المنامة "باب البحرين" وهو بناية شيدت عام 1945 للاستعمال الحكومي، وكذلك الأسواق الشعبية القديمة التي من أهمها "سوق الأربعاء" الزاخر بالمنتجات المحلية والصناعات الشعبية، و"سوق الحدادين" و"سوق التنباك" (التبغ) الذي يعد من أقدم أسواق الخليج، و"سوق الصفافير" حيث تلمّع الأواني الفضية والنحاسية.

أما "سوق الطواويش" فيقع في المحرق ضاحية المنامة الشمالية الشرقية، وهو من أهم أسواق بيع اللؤلؤ في الخليج، والمعروف عن البحرين أنها كانت من أهم مراكز إنتاج اللؤلؤ الطبيعي الذي كان يشكل السلعة الرئيسية في اقتصادها حتى ثلاثينيات القرن العشرين. وهناك "سوق العباءَة" أو القيصرية حيث تحاك وتباع العباءات النسائية الفاخرة.

ومن معالم المنامة السياحية البارزة "بيت القرآن" الذي يضم أندر النسخ القرآنية في العالم، محفوظة في مسجد فوقه قبة من الزجاج المعشق والملون وغير القابل للكسر، وهي تعتبر أكبر قبة من هذا الطراز في الشرق. إلى ذلك توجد في المنامة منارتا "مسجد الخميس" المشيد في عهد عمر بن عبد العزيز.

وعلى مسافة ثلاثة أميال من المنامة تقوم "قلعة البحرين" (قلعة البرتغال) الشهيرة التي يعود تشييدها إلى القرن السادس عشر الميلادي، وفيها "قلعة عراد" التي بنيت في الخامس عشر ميلادي، و"بيت سيادي" العريق الذي يعتبر متحفا بطراز عمراني فائق الجمال والروعة.

ومن أبرز معالمها الحديثة مركز وجامع أحمد الفاتح، والجسر المعلق الواقع شمال غربها والذي يربط البحرين بالمملكة العربية السعودية ويبلغ طوله 25 كلم. ومتحف البحرين الوطني الذي يعرض المجسمات التي تمثل الحرف التقليدية ويعتبر من أحدث المتاحف في المنطقة.

ومن أشهر متنزهات المنامة "عين عذاري" ذات الحدائق الغناء والمسابح الجميلة، وفيها أيضا "محمية العرين" حيث تتم رعاية الحيوانات النادرة وحمايتها من الانقراض.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية