أميركا الشمالية

الولايات المتحدة الأميركية 1600

توصف بـ"العالم الجديد" وتعرف بالقارة السابعة، وتقع غرب خط غرينتش. اشتهرت بدولها المتقدمة كالولايات المتحدة وكندا، التي استقطبت هجرات كبيرة خلال عصور مختلفة جعلتها من الدول القوية المتعددة الأعراق.

الموقع
تقع أميركا الشمالية بشكل كامل في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ويحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، ومن الشرق المحيط الأطلسي، ومن الجنوب أميركا الجنوبية، ومن الغرب المحيط الهادي.

تعتبر ثالث أكبر "قارة" بعد آسيا وأفريقيا بمساحة مقدارها 24 مليونا و709 آلاف كيلومتر مربع، وتمثل نسبة 16.5% من مساحة اليابسة على سطح الأرض.

وتنقسم إلى ثلاث مناطق مختلفة تضم في شمالها ثلاث بلدان رئيسية هي: الولايات المتحدة، التي تقع وسط القارة وتعتبر أهم بلدانها من ناحية عدد السكان والقوة الاقتصادية الأولى فيها؛ تليها كندا، الواقعة شمالي القارة وتعتبر ثاني بلد في العالم من حيث المساحة، ويشكل إقليم كيبك أكبر مقاطعاتها، حيث يشكل الفرانكوفونيين الأغلبية فيه؛ إضافة إلى المكسيك؛ وفي جنوبها توجد عدة بلدان تعرف بمنطقة أميركا الوسطى، إضافة إلى مجموعة جزر في جنوبها الشرقي بمنطقة الكاريبي.

التاريخ
أول مكتشف لأميركا الشمالية هو كريستوفر كولمبوس عام 1492، الذي ظن خطأ لدى وصوله إلى أراضيها أنه بلغ جزر الهند الشرقية، وكان يقطن فيها سكان أصليون منذ آلاف السنين أطلق عليهم اسم الهنود الحمر أو الهنود الأميركيين، تمييزا لهم عن هنود آسيا، وعرفوا في أغلبهم بقبائل "أبورجينز" قبل أن يستعمرهم ويبيدهم الأوروبيون، خاصة في الولايات المتحدة وكندا.

ويرجح العديد من المؤرخين أن اسم القارة -مثلما قارة أميركا الجنوبية- جاء نسبة إلى التاجر الإيطالي "أميركو فيسبوتشي" أول مكتشف لقارة أميركا الجنوبية (1497-1502)، الذي قال إن أراضي القارتين ليست هي الهند الشرقية، كما كان يعتقد الأوروبيون في تلك الفترة، بمن فيهم المستكشف كريستوفر كولومبوس، وإنما هي "عالم جديد".

المناخ
بسبب موقع القارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فإن فصل الشتاء يتميز بتدني درجة الحرارة إلى أقل من الصفر في أكثر من مساحة نصف القارة، والتي تضم أغلبية مناطق كندا والجزء الأكبر من شمال الولايات المتحدة.

أما في الصيف فتتميز القارة بالدفء، حيث يبلغ معدل الحرارة في أغلب مناطقها حوالي 18 درجة مئوية، إضافة إلى ارتفاعها شرق جبال الروكي.

وتختلف التساقطات المطرية بحسب مناطق القارة، حيث تتميز المنطقة الساحلية الشمالية الغربية بتساقطات غزيرة، لكنها تقل في الجهات الجنوبية الغربية والمناطق الشمالية، كما تقل أيضا في اتجاه الشرق بمنطقة الهضاب والأحواض الداخلية في جبال الروكي، مقابل تساقطات موزعة على طول أشهر السنة في المنطقة الواقعة بين البحيرات الخمس ونهر سانت لورنس من الشمال، ومن المحيط الأطلسي في الشرق وخليج المكسيك في الجنوب.

السكان
يصل عدد سكانها إلى أزيد من 565 مليون نسمة، وتضم تنوعا عرقيا من جنسيات مختلفة، وتصنف الرابعة عالميا من حيث عدد السكان بعد آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتضم نسبة 63.4% من السكان البيض، و12.6% من السود، و16.3% من المنحدرين من أميركا اللاتينية، و4.8% من أصل آسيوي، إضافة إلى أعراق أخرى.

وتستعمل بلدانها اللغات الإنجليزية والإسبانية، وكذلك الفرنسية التي تعتبر لغة رسمية ثانية في كندا خصوصا في إقليم كيبك.

الاقتصاد
تملك أميركا الشمالية اقتصاديات قوية ورائدة عالميا خصوصا في بلدانها الرئيسية: الولايات المتحدة وكندا ثم تليهما المكسيك، وتعتمد بشكل أساسي -خاصة في الولايات المتحدة وكندا- على الصناعة والزراعة، حيث تحتل أميركا المراتب الأولى عالميا في العديد من المنتجات الزراعية كالقمح والبطاطس والذرة والحوامض وإنتاج الخشب وتربية المواشي، والأمر نفسه بالنسبة للإنتاج الصناعي في مجالات صناعات السيارات والنفط والتجارة والخدمات المالية والسياحة وغيرها.

وبدورها تحتل كندا نفس المكانة في الإنتاج الزراعي والصناعي مما جعلها تحتل مراتب متقدمة في مستويات المعيشة عالميا.

ومن جهتها، شهدت المكسيك نموا اقتصاديا كبيرا شجع على استقطاب العديد من المستثمرين في قطاعات متنوعة كصناعة السيارات والإلكترونيات والاتصالات والطيران، إضافة إلى تطور الإنتاج الزراعي في وسط البلاد حيث يتم إنتاج العديد من الفواكه والخضروات وتربية الماشية.

أحداث
احتضنت القارة أحداثا عسكرية وسياسية ورياضية كبيرة، أهمها حرب الثورة الأميركية ضد التاج البريطاني (1775-1783)، والحرب الأميركية المكسيكية (1846-1848)، والحرب الأميركية الإسبانية عام 1898، كما شهدت مدينة نيويورك هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 التي أرّخت لإطلاق الولايات المتحدة ما يعرف بالحرب على "الإرهاب".

وشهدت المكسيك بدورها عدة حروب أهمها: حرب الاستقلال عن إسبانيا (1810-1821)، وحرب "الكعك" أو"الحلوى" بين المكسيك وفرنسا (1838-1839)، والحرب الفرنسية المكسيكية (1861-1867)، والثورة المكسيكية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1910.

سياسيا تحتضن القارة مقر هيئة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأميركية، والتي أصدرت قرارات سياسية عالمية كبرى في مجالات سياسية وعسكرية وأمنية وحقوقية، من أهمها إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة في ديسمبر/كانون الأول 1960.

وتضم بلدان القارة أيضا هيئات دولية مهمة، مثل: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن بأميركا، ومنظمة الطيران المدني الدولي في مونتريال بكندا، ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) في نيويورك بأميركا.

على المستوى الرياضي احتضنت القارة بطولات رياضية عالمية، من أهمها العديد من دورات الألعاب الأولمبية -في لوس أنجلوس عامي 1932 و1984، وأطلنطا عام 1996 بالولايات المتحدة، ومكسيكو عام 1968، ومونتريال بكندا عام 1976- وبطولتي كأس العالم لكرة القدم في المكسيك عامي 1970 و1986، والولايات المتحدة عام 1994.

المدن
من أكبر مدن أميركا الشمالية من حيث السكان مكسيكو عاصمة المكسيك، ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس وواشنطن ودالاس وهيوستن وفيلاديلفيا وميامي في الولايات المتحدة، وتورونتو في كندا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية