بنما.. قناة كبيرة في دولة صغيرة

Workers load holes with dynamite to blast part of the Culebra Cut along the Panama Canal in this February 1912 archival handout photo obtained by Reuters August 14, 2014. The 100th anniversary of the opening of the Panama Canal (August 15) hailed at the time as one of the world's great wonders, has inspired a celebration in central Florida to showcase the experience of the U.S. canal workers behind the engineering feat. REUTERS/Panama Canal Museum Collection/George A. Smathers Libraries/University of Florida/Handout via Reuters (UNITED STATES - Tags: ANNIVERSARY SCIENCE TECHNOLOGY TRANSPORT MARITIME) ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS IMAGE. FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS PICTURE IS DISTRIBUTED EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS. NO SALES. NO ARCHIVES
بدأت الأشغال لأول مرة في قناة بنما عام 1881 (رويترز)

ممر مائي يعبر برزخ بنما، ويعد بوابة ومركزا رئيسيا للنقل التجاري والعسكري في العالم يصل بين الأميركيتين الشمالية والجنوبية، ويصنف من أهم الإنجازات الهندسية في العالم.

الموقع
تقع قناة بنما في دولة بنما، ويبلغ طولها 77 كيلومترا، وتمتد من خليج ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادي، ويبلغ أضيق جزء من القناة في معبر جيلارد ويبلغ 150 مترا، وأوسع جزء منها يقع في بحيرة جاتن 422 كلم مربع.

التاريخ
بدأت شركة فرنسية في بناء قناة بنما عام 1881، لكنها تخلت عن المشروع بسبب صعوبات مادية وتقنية، ووقعت الولايات المتحدة معاهدة مع بنما لإنجاز المشروع ابتداء من العام 1902 وبلغت تكلفته 380 مليون دولار.

شارك في بنائها أربعون ألف عامل من حوالي خمسين بلدا، وخلفت عمليات حفرها وفاة عشرين ألف عامل بسبب حوادث وكذا أمراض فتاكة. وافتتحت قناة بنما يوم 14 أغسطس/آب 1914.
 
وبعد حوالي 85 عاما من السيطرة الأميركية على إدارة بنما، انتقلت إدارتها إلى لجنة مشتركة أميركية بنمية عام 1979، ثم تسلمت بنما إدارتها نهائيا في 31 ديسمبر/كانون الأول 1999.

وشكلت القناة سببا رئيسيا لتوتر العلاقات بين بنما والولايات المتحدة بسبب الخلاف حول السيادة والتحكم في مراقبة القناة والمنطقة المحيطة بها، حيث قام سكان بنما عام 1964 باحتجاجات عنيفة بسبب منع رفع علمهم قرب العلم الأميركي بمنطقة القناة. ودفع ذلك بنما حينها إلى قطع علاقاتها مؤقتا مع الولايات المتحدة.

وفي العام 1977 وقع الرئيس الأميركي جيمي كارتر ورئيس بنما الجنرال عمر توريخوس معاهدات لنقل بلاده سلطة مراقبة القناة عام 1999 مقابل منح واشنطن حق استعمال القوة العسكرية للدفاع عن القناة ضد أي تهديد لحياديتها.

جوانب تقنية
يتراوح الوقت الذي تستغرقه السفن لعبور القناه ما بين ثمان وعشر ساعات، وتتوفر على ثلاثة محابس مائية يطلق عليها اسم "أهوسة"، ومفردها "هويس" ويعني سلما مائيا، تمر عليه السفن الضخمة عندما يكون هناك اختلاف بين منسوب المنطقة التي توجد بها السفينة.

ويتيح حينها مرور السفن بانسيابية دون أن تتعرض لانقلاب وتساعد السفن على العبور بسبب اختلاف منسوب المياه بين المحيطين الأطلسي والهادي. ويشتغل في القناة 10 آلاف مستخدم، وتظل مفتوحة على مدار الساعة طوال العام.

ولا يتجاوز غاطس السفن في القناة الـ12 مترا، ويتطلب تعويم باخرة واحدة عبر "محابس" القناة أكثر من 190 مليون لتر من المياه العذبة، وبسبب العدد الكبير الذي يعبر القناة سنويا فإن ذلك يؤدي إلى استهلاك نحو 2660 مليار لتر سنويا من المياه.

وعمدت السلطات البنمية عامي 1998 و2015 إلى خفض حجم السفن العملاقة المسموح لها بالمرور بالقناة بسبب ظروف مناخية أدت إلى خفض مستويات المياه في بحيرتي "غاتون" و"ألاخويلا"، وأثرت على نحو 20 % من حجم حركة القناة.

الأهمية
قلصت قناة بنما رحلة السفن حول الأميركيتين من 21 ألف كلم إلى 8000، بفارق 13 ألف كلم، وأتاحت الربط بين 160 دولة و1700 ميناء حول العالم. ويمر عبرها حوالي 5% من حجم التجارة العالمية.

ويصل عدد السفن التي تمر بها سنويا إلى 14 ألف سفينة، في مقدمتها السفن الأميركية والصينية واليابانية، إلى جانب سبعين ألف حاوية قياسية أسبوعيا. وتبلغ إيرادات القناة السنوية نحو 1.8 مليار دولار، وهو ما يمثل نسبة 6% من الناتج المحلي الإجمالي لبنما.

ويصل العدد الأقصى للحاويات التي تحملها السفن العابرة للقناة 5000، ومن المقرر أن تبلغ 13 ألفا بعد افتتاح مشروع للتوسعة بها مقرر في العام 2016 ويهدف إلى استيعاب سفن أضخم من أجل الزيادة في كمية البضائع المنقولة، باستعمال كميات أقل من المياه وانبعاث أقل لثاني أكسيد الكربون.

ويرتكز مشروع توسعة القناة، بتكلفة تبلغ نحو خمسة مليارات دولار على إنشاء مسار جديد للسفن العابرة لها من خلال إنشاء سلسلة جديدة من "الأهوسة"، ومضاعفة حجم استيعابها لسفن ضخمة وزيادة عدد الحاويات وكذا خلق قرابة 30 ألف فرصة عمل جديدة. 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية