زوج بغال.. معبر مغاربي صدئت أقفاله

TO GO WITH AFP STORY BY JALAL AL-MAKHFIA picture taken on September 13, 2013, shows Moroccan and Algerian flags in Saidia, at the border between the two countries. The border, that is officially closed since 1994, was not hermetic at all but Algerian authorities launched an intensive campaign last June to clamp down on fuel smugglers. AFP PHOTO/FADEL SENNA
الحدود المغربية الجزائرية مغلقة منذ عام 1994 (غيتي)

اسم يطلقه المغاربة على المعبر الحدودي البري الذي يفصل بين بلادهم والجزائر. وقد أصبح المعبر المغلق في وجه حركة الأشخاص والبضائع، رمزا للتوتر والجمود في العلاقات بين البلدين الجارين.

الموقع
يقع المعبر الحدودي "زوج بغال" على الطريق بين مدينة وجدة عاصمة الشرق المغربي ومدينة مغنية غرب الجزائر، يقابله المعبر الحدودي الجزائري "العقيد لطفي".

التاريخ
تتضارب الروايات في تفسير الاسم، فيربطه البعض بعملية تبادل المراسلات والطرود من خلال لقاء ساعيي بريد كانا يستخدمان البغال للتنقل، خلال أواخر القرن التاسع عشر. أما الرواية الثانية فتعتبر الاسم الحالي تحريفا لاسم عسكري فرنسي يدعى "جورج بيغيل".

وأورد المؤرخ المغربي عبد الوهاب بنمنصور قصة أخرى يشير من خلالها إلى أن الاسم جاء بعد وقوع خلاف بين قبيلة من وجدة وقبيلة بني واسين حول قطعة أرضية، ادعت كل قبيلة أنها تنتمي لترابها، وللعدل بينهما وإنهاء الخلاف، حكم أحد العقلاء بينهما مقترحا أن ينطلق كل واحد على ظهر بغل في اتجاه الآخر، وحيثما يلتقيان فتلك هي الحدود الفاصلة بينهما فانطلق الأول مشرقا من ضريح سيدي يحيى بن يونس بأرض وجدة، وانطلق الآخر مغربا من ضريح الحاجة مغنية بأرض بني واسين، فرسمت الحدود وأطلق على المكان اسم "زوج بغال".

لكن ليس لهذه الحكاية أيضا من المصادر ما يسندها، حيث إن التسمية كانت رائجة قبل سنة 1830 أي قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر.

وبعد مغادرة جيش الاستعمار قامت الحكومة الجزائرية بإطلاق اسم المقاوم "العقيد لطفي" على المركز الحدودي في حين ظلَّ اسمه لدى المغاربة "زوج بغال".

يعد الوضع في معبر زوج بغال رمزا للتوتر المزمن وشبه القطيعة الرسمية في العلاقات المغربية الجزائرية. فكل تحرك على هذا الجانب أو ذاك ينظر إليه بحذر شديد. وكانت الحدود المغربية الجزائرية قد أغلقت عام 1994 بعد الحادث الإرهابي الذي تعرض له فندق في مدينة مراكش وأودى بحياة سياح أجانب.

وبينما أفادت التحقيقات التي أجريت من قبل المصالح الأمنية المغربية بتورط عناصر من أصول جزائرية في الحادث، نفت السلطات الجزائرية تلك الاتهامات ووصفتها بغير الصحيحة.

قام المغرب إثر العملية بفرض التأشيرة على الجزائريين فردت الجزائر بإغلاق الحدود. وبينما يطالب المغرب منذ سنوات بفتح الحدود تتمسك الجزائر بأن هذه القضية لا يمكن فصلها عن مجموع ملفات العلاقة المغربية الجزائرية.

وفي انتظار ذلك، يكابد الأهالي من الجانبين مرارة الفراق الذي أبعد عائلات تجمعها روابط الدم والمصاهرة رغم أنها لا تبعد عن بعضها إلا بكيلومترات قليلة بل بأمتار معدودة في بعض الحالات.

وذكرت تقارير صحفية أن الكثير من المغاربة والجزائريين على جانبي الحدود يرتبطون بقرابات عائلية، وكلهم أمل في حل هذه المشكلة وعودة المياه لمجاريها.

ومقابل الإغلاق الرسمي للمعبر، يتواصل انتعاش عمليات التهريب التي تستغل شساعة الحدود ووعورة المسالك، فتزدهر تجارة المحروقات والمواد الغذائية والمخدرات.

فتح المعبر أبوابه استثناء في مناسبتين عامي 2009 و2010 لعبور القافلة الإنسانية التضامنية مع غزة التي انطلقت من لندن وحطت الرحال في المغرب لتعبر شرقا نحو القطاع. وضمت القافلة شخصيات مغربية وجزائرية إضافة إلى جنسيات أخرى.

المصدر : الجزيرة