سهل الغاب طريق الثوار لاصطياد الأسد

سهل الغاب
سهل الغاب يصل شمال غربي محافظة حماة بشرقي محافظة اللاذقية حيث توجد الحاضنة الطائفية الأساسية لنظام الأسد (الجزيرة)
منبسط جغرافي خصب يقع وسط سوريا، ويتمتع بمكانة إستراتيجية وطبيعة جغرافية وديمغرافية جعلته إحدى مناطق الحسم الإستراتيجي في الصراع المحتدم بين قوات نظام بشار الأسد وكتائب المعارضة المسلحة الساعية لإسقاطه.

الموقع
سهل الغاب منبسط يبلغ متوسط ارتفاعه 185 مترا، ويقع في محافظتيْ حماة وإدلب وسط سوريا، وتمتد حدوده بين جبال اللاذقية غربا وجبل الزاوية شرقا، وجسر الشغور شمالا وتل سلحب جنوبا، ويبلغ طوله 80 كلم وعرضه نحو 12 كلم، بمساحة قدرها241 ألف هكتار، منها 87162 هكتارا مخصصة للزراعية.

يخترق "نهرُ العاصي" سهلَ الغاب وتحيط به جبال عالية وخاصة من الجهة الغربية. وتمتاز أرضه بالخصوبة، فقد كان السهل قديما يغرق بالمياه في أجزاء كبيرة منه، وعولجت هذه المشكلة بفتح قنوات مائية تبعد عنه المياه الفائضة إلى مناطق أخرى. ويقول أهل السهل إن جزءا كبيرا منه كان مستنقعات جُففت للتحول إلى أراض زراعية.

وتقع عدة مدن صغيرة في سهل الغاب وعلى أطرافه، مثل مدينة السقيلبية وسلحب ويتبع هذه المدن عدد من البلدات والقرى والمزارع.

ويعتبر الغاب امتدادا طبيعيا للساحل السوري رغم توزع تبعيته الإدارية بين حماة وإدلب، ومن أهم قراه وبلداته: حورات عمورين العشارنة، كفر نبودة، قلعة المضيق، الحواش، الحويز، القاهرة، التمانعة، دوير الأكراد، الحويجة، الصفا (تل زجرم)، جورين، العزيزية.

ويتمتع سهل الغاب بموقع إستراتيجي وطبيعة جغرافية وديمغرافية تضم قرى يقطنها أبناء الطائفة السنية التي تمثل 82% من سكان سوريا، وأخرى يقطنها أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رأس النظام السوري وقياداته الأمنية والعسكرية الكبيرة.

السكان
وفق تقديرات يعود تاريخها على الأقل إلى نهاية عام 2011، فإن تعداد سكان سهل الغاب يربو على 350 ألف نسمة ويمتاز بكثرة قراه التي تتجاوز المائة.

كما أن هذه القرى تتصف بتنوعها الطائفي حيث تغلب عليها الطائفة السنية، ثم الطائفة العلوية التي تقدر نسبتها بين سكان السهل بنحو 25%، ثم المرشدية (فرع من العلوية)، ثم المسيحية المتمركزة في مدينة السقيلبية.

ويسكن السهلَ العديدُ من العشائر العربية العريقة، مثل الدمالخة والنعيم وبني خزاعة والويسات والجيسات والفريجاوية وبني خالد وبني سعيد والعفادلة.

التاريخ
منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة في سوريا منتصف مارس/آذار 2011، انضمت غالبية سكان سهل الغاب إلى صفوف الثورة، حيث شهد السهل في بدايتها العديد من المظاهرات والاحتجاجات المناوئة للنظام الحاكم وكان أولها في 28 مارس/أذار 2011، ومع تحول الثورة إلى العمل العسكري تقدم العديد من أبناء السهل صفوف الثوار.

ومع الوقت تمكن الثوار من السيطرة على أجزاء كبيرة من السهل، ونظرا لطبيعة السهل المنبسطة -حيث تشرف عليه من الجهة الغربية المرتفعة قرى تعتبر موالية للنظام- فقد كان من الصعب على الثوار فرض سيطرتهم الكاملة على منطقته التي تمتاز بكثرة انتشار الحواجز والمراكز العسكرية التابعة للنظام بين مختلف نقاطها.

وفي 22 أبريل/نيسان 2015 أصدرت مجموعة من الفصائل المقاتلة في محافظات اللاذقية وحماة وإدلب بيانا أعلنت فيه بدأها معركتين تهدفان للاستيلاء على سهل الغاب، لإكمال السيطرة على محافظة إدلب والمناطق التي تجاورها من ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشرقي، وصولا إلى عمق محافظة اللاذقية لقطع إمدادات قوات النظام من الساحل حيث يقع خزان تجنيدها الطائفي الأساسي.

وفي 2 مايو/أيار 2015 بدأ جيش النظام السوري بشن هجوم عنيف على الحواجز والقرى التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة في معركة تحرير سهل الغاب الذي يصل شمال غربي محافظة حماة بشرقي محافظة اللاذقية.

وفي 4 يونيو/حزيران 2015 كشف مصدر مقرب من حزب الله اللبناني عن استعانة الحزب بمقاتلين أجانب من أفغانستان وإيران لخوض المعارك في سهل الغاب بقيادة إيرانية في الفترة المقبلة، قائلا إن المعركة تستوجب أعدادا كبيرة جدا من المقاتلين لاتساع رقعتها على أكثر من محور.

وفي 6 يونيو/حزيران 2015 أعلن "جيش الفتح" التابع للمعارضة مواصلة تقدمه -عبر محوريْ جسر الشغور ومحمبل- باتجاه سهل الغاب الذي يحاول النظام السوري تجنيد عشرات الشبان من قراه للقتال في صفوف قواته.

الاقتصاد
منذ مئات السنين يعمل معظم سكان منطقة سهل الغاب في مجال الزراعة وبعضهم في تربية المواشي، ومنذ عقود استحدِثت مزارع الأسماك التي اشتهر بها السهل في سوريا حتى صار إنتاجه من هذه الثروة يقدر بنسبة 40% من إجمالي إنتاج البلاد من الأسماك، خاصة نوعيات الكرب والسلور والمشط والعاشب.

كما يشتهر السهل بزراعة القطن والشمندر السكري وعباد الشمس والقمح، وتعد هذه المزروعات من المحاصيل الإستراتيجية. وإلى جانب ذلك تنتشر فيه زراعة كافة أنواع الخضراوات ذات الجودة العالية، والتي يصدرها إلى مختلف مناطق سوريا.

وقد تكبد المزارعون -إضافة إلى أصحاب المصالح والحرف والدكاكين التجارية- في قرى سهل الغاب خسائر كبيرة جراء الأحداث العسكرية الدائرة في البلاد، خاصة مناطقه التي عُرفت بوقوفها إلى جانب الثورة فتعرضت لعقوبات الحصار والتضييق من قبل النظام.

المعالم
يوجد في أطراف سهل الغاب العديد من القلاع التاريخية أهمها قلعتا أفاميا وميرزا.

المصدر : الجزيرة