ضريح سليمان شاه

SANLIURFA, TURKEY - MARCH 26: Turkey's Chief of General Staff Necdet Ozel (C) visits the new place of Suleyman Shah Military Guardhouse at 7th border company command of 3rd border regiment of Turkish Land Forces in Sanliurfa, Turkey on March 26, 2015.
السلطات التركية نقلت الضريح من ريف حلب إلى داخل أراضيها تفاديا لتخريبه على يد تنظيم الدولة (غيتي)

ضريح يضم رفاتا يُعتقد أنها لسليمان بن قتلمش جد مؤسس الدولة العثمانية، كان في حلب بموجب اتفاقية قديمة، ثم نقل إلى تركيا لحمايته من تنظيم الدولة الإسلامية. 

سليمان شاه
سليمان شاه بن قتلمش جد مؤسس الدولة العثمانية (السلطان عثمان الأول بن أرطغرل) كان رئيسا لعشيرة صغيرة من نحو خمسة آلاف شخص تسمى "قايا"، اتجهت غربا نحو سوريا هربا من غزوات المغول، قبل أكثر من ثمانمائة عام.

وبينما كان سليمان شاه يجتاز مع عشيرته نهر الفرات قرب قلعة جعبر في سوريا، غرق في النهر مع بعض حاشيته عام 1231، فدفن قرب منحدرات قلعة جعبر الغربية.

وعندما استولى السلطان سليم الأول على سوريا في معركة "مرج دابق" قرب حلب يوم 8 أغسطس/آب 1516، أقام ضريحا يليق بجدّ العثمانيين، دعاه الرحالة والزائرون "المزار التركي".

وفي عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أواخر القرن الـ19 برز الاهتمام الأكبر بالقبر فتم تجديده وتوسعة المنطقة المحيطة به.

مقصد سياحي
بعد قيام الدولة التركية الحديثة، وبدء الانتداب الفرنسي على سوريا، وبموجب المادة التاسعة من اتفاقية أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا عام 1921، اتفق على أن يبقى ضريح سليمان شاه تحت السيادة التركية ويرفع عليه علم تركيا، وتظل الأرض تحت السيادة السورية.

كان الضريح ـ قبل نقله ـ يقع بشمال سوريا على ضفة نهر الفرات قرب مدينة منبج في ريف حلب، وهو مشيد من الحجر الأبيض، ويبعد عن الحدود التركية شمالا أكثر من ثلاثين كيلومترا.

وقد جرت العادة أن تقيم حامية عسكرية تركية في الموقع تستبدل مرة كل شهر، كما أقيم مركز شرطة سوري إلى جانب الموقع.

وكان الضريح بعيدا عن الأنظار ويصعب الوصول إليه، ونادراً ما يُزار، لكن عندما تقرّر عام 1968 إنشاء سد الفرات بموقع الطبقة، وخوفا من أن يتم غمر الضريح وأجزاء من قلعة جعبر بمياه بحيرة السد التي كانت سترتفع ثلاثين مترا عن منسوبها السابق، تقرّر نقل الضريح إلى مكان آخر.

وأصر الجانب التركي في المفاوضات المشتركة حول سد الفرات على إبقاء الضريح بالأراضي السورية، ونقل عام 1973 إلى تلّة مرتفعة شمال تل "قره قوزاق" (30 كيلومترا إلى الشرق من منبج). وشيد جسر "قرة قوزاق" ليصل بين الجزيرة السورية (محافظات الرقة ودير الزور والحسكة) بباقي الأراضي السورية المعروفة بـ"الشامية".

وفي سنة 2010 قررت اللجنة المشتركة "لبرنامج التعاون الإقليمي السوري التركي" وضع لوحات إرشادية على المكان، وصيانة الطريق المؤدية إلى الضريح باعتباره مقصدا سياحيا للزوار الأتراك.

وخلال زيارة الرئيس التركي عبد الله غل لحلب عام 2010، زار وفد رسمي تركي الضريح وقرر إقامة أعمال صيانة وترميم فيه.

إجلاء ونقل
ومع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة التي يقع فيها القبر، أكدت تركيا أنها ستدافع عنه. وبما أن تنظيم الدولة وجماعات أخرى دمروا العديد من الأضرحة والمساجد في سوريا، صوّت البرلمان التركي في أكتوبر/تشرين الأول 2014 لصالح تفويض الجيش بإجراء عمليات عسكرية ضد مسلحي تنظيم الدولة بسوريا والعراق.

ومنح هذا القرار -وفقا للدستور التركي- قوات الجيش ضوءا أخضر لخوض عمليات عسكرية، وفق الحاجة، إضافة إلى السماح بنشر قوات أجنبية في الأراضي التركية.

وللدلالة على الأهمية التي تعطيها تركيا لضريح "سليمان شاه"، قال رئيس أركان الجيش الجنرال نجدت أوزيل للجنود الذين يحرسون الضريح: "لا تنسوا أنكم لستم وحدكم، كونوا على يقين أن قواتنا المسلحة ستكون إلى جانبكم بمجرد أن تطلبوا منها ذلك".

وقال وزير الدفاع عصمت يلماظ "إن تقدم تنظيم داعش باتجاه سليمان شاه يشكل خطرا على أمننا القومي. وواجبنا الأول هو الدفاع عنه، وتأكدوا أننا لن نتردد لحظة في القيام بكل ما يلزم لحمايته".

ويوم 21 فبراير/شباط 2015، نقلت أنقرة ضريح "سليمان شاه" إلى تركيا مؤقتا، وأجلت بنجاح 38 جنديا تركيا كانوا يحرسون الضريح في عملية شاركت فيها مئة عربة عسكرية منها 39 دبابة و572 جنديا، وتمت عبر مركز مرشد بينار الحدودي بجنوب شرق البلاد.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية