المواقع النووية في إيران

تتوزع المنشآت النووية في إيران بين 4 أفرع رئيسية هي مراكز البحث، ومواقع التخصيب، والمفاعلات النووية، ومناجم اليورانيوم.

– مراكز الأبحاث النووية: وأبرزها مركز جورغان، ومركز جابر بن حيان للأبحاث والتحويل، ومركز درمند لأبحاث فيزياء البلازما، ومركز جامعة شريف للبحوث النووية، ومركز بوناب للبحث والتطوير، ومركز معلم كالايه للبحوث النووية.

– مواقع تخصيب اليورانيوم: ومن أهمها مركز رامانده ولشكر آباد، ومنشأة نطنز، وموقع دارخوين المشتبه في أنه معد للتخصيب، ومركز أردكان لتنقية خام اليورانيوم. ولإيران منجمان لليورانيوم هما منجم سغند ومنجم زاريغان.

وتخصيب اليورانيوم هو عملية تحويل غاز اليورانيوم الخام إلى وقود نووي. وتنفذ هذه العملية بواسطة الطرد المركزي، وهي عملية فصل اليورانيوم ومن ثم تركيزه. وتحتاج المفاعلات المكرسة لإنتاج الطاقة تخصيبا بنسبة 3.5%، ومثال ذلك مفاعل بوشهر الإيراني الروسي الصنع.

أما التخصيب بنسب أعلى تصل إلى 20% فهي تستخدم للمفاعلات المكرسة لأغراض البحث العلمي، والتي تنتج جرعات علاج نووي لمكافحة مرض السرطان. كما تنتج هذه المفاعلات مواد نووية تستخدم في الزراعة ورفع جودة السماد. وتمتلك إيران مفاعلا نوويا رئيسيا واحدا مكرسا لأغراض البحث.

واليورانيوم المخصب بنسبة 20% لا يحتاج إلا لبضع خطوات إضافية ليصبح مخصبا بنسبة 90% ويكون عندئذ جاهزا للاستخدام في الأسلحة النووية، وبذلك تصبح عضوية إيران في النادي النووي أمرا واقعا بتمكنها من تحقيق تخصيب بنسبة 20%، وهذا ما يثير قلق مناوئيها.

المفاعلات النووية

تتوفر إيران على 5 مفاعلات رئيسية تخضع لزيارات دورية من مفتشي الأمم المتحدة الذين ثبتوا فيها أجهزة مراقبة تعمل على مدار الساعة ومرتبطة بالأقمار الصناعية، وهذه المفاعلات هي:

مفاعل بوشهر 

محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، بدأ معها برنامج إيران النووي عام 1974 بمساعدة ألمانية، لكن بعد الثورة الإسلامية عام 1979 تم إلغاء المشروع، ولم يعد العمل به إلا عام 1992 حين وقّعت طهران اتفاقا مع روسيا لمعاودة العمل في محطة بوشهر، حيث يوجد مفاعلان للمياه.

مفاعل أصفهان

بنت إيران معملا في أصفهان لتحويل اليورانيوم إلى 3 أشكال: غاز سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في أنشطة تخصيب اليورانيوم الجارية في مفاعل نطنز، وأكسيد اليورانيوم الذي يستخدم في معامل الوقود، ولكن ليس من النوع الذي تستخدمه إيران، والمعدن الذي يستخدم غالبا في أساس المتفجرات النووية.

مفاعل نطنز

أقامت إيران منشأة لتغذية اليورانيوم باستخدام طريقة الطرد المركزي وطريقة الفصل الليزري في موقع نطنز على بُعد 260 كيلومترا جنوب طهران. وقد جاء في تقرير مسرب للوكالة الدولية عام 2003، أنه عثر على يورانيوم من الدرجة المطلوبة للأسلحة في عينات أخذت من الموقع، مع أن إيران ألقت باللوم على مواد مستوردة ملوثة، وأكد تقرير مستقل فيما بعد ما قالته طهران.

علقت إيران العمل على مفاعل لتخصيب اليورانيوم في نطنز عام 2003، لكنها أعادت العمل به لاحقا. وذهبت التقديرات عام 2006 إلى أن مفاعل نطنز -الذي يقع جزء كبير منه تحت الأرض- قد يضم حوالي 50 ألفا من أنابيب نقل الغاز المتطورة، مما يسمح له بإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لتطوير ما يزيد على 20 رأسا نوويا كل عام.

وقالت تقديرات أخرى في الفترة نفسها إن المفاعل يمكن أن تكون فيه 5 آلاف أنبوب للنقل بعد إتمام المراحل الأولية من المشروع، وهو الرقم الذي يمكّن إيران من إنتاج ما يكفيها من اليورانيوم لإنتاج قليل من الأسلحة النووية كل عام إذا شرعت في ذلك، خاصة بعد إجرائها أبحاثا على أجهزة الطرد المركزي (B2) الأكثر تطورا وفعالية من أجهزة (B1) التي كانت تستخدمها.

وبعد ذلك بسنوات اختبرت طهران في عام 2014 أجهزة طرد من جيل جديد (IR-8) تتيح لها التخصيب بسرعات عالية جدا مقارنة بالأجهزة التي كانت موجودة.

مفاعل أراك

باشرت إيران منذ عام 1996 بناء منشأة لإنتاج الماء الثقيل في مدينة أراك (وسط إيران)، وقد أعلنت طهران رسميا بدء إنتاجه في 28 أغسطس/آب 2006 بعد أن كشفت المعارضة الإيرانية النقاب عن هذه المنشأة للمرة الأولى عام 2002، كما نُشرت صور لها التقطتها مؤسسة العلم والأمن الدولي الأميركية -التي تتابع برنامج إيران النووي- في ديسمبر/كانون الأول 2002.

وقالت إيران إن المصنع سينتج 17 طنا سنويا من الماء الثقيل بدرجة نقاء 15% و80 طنا بدرجة نقاء تقترب من 80%. وبهذا تكون إيران -حسب آراء خبراء نوويين- قد حققت إنجازا في سبيل تحقيق الاستقلالية في دورة الوقود النووي، إذ يمكن للوقود الناتج من مفاعل الماء الثقيل إنتاج 10 كيلوغرامات من البلوتونيوم سنويا، وهو ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين على الأقل.

وفي عام 2004، بدأت إيران إنشاء مفاعل من تصميمها بقدرة 40 ميغاواتا  بالقرب من منشأة أراك لإنتاج الماء الثقيل، ويعتمد المفاعل في تشغيله على الماء الثقيل واليورانيوم الطبيعي المتوفر في إيران، دون الحاجة لتخصيب اليورانيوم الذي تطالب الدول الكبرى طهران بوقف عمليات إنتاجه.

مفاعل فوردو

تستخدم إيران منشأة فوردو -المقامة في مكان تحت الأرض بمنطقة جبلية حصينة جنوب العاصمة طهران، والتي اعترفت بوجودها للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر/أيلول 2009 بعدما اكتشفتها أجهزة مخابرات غربية- لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء انشطارية نسبتها 20%، ليكون وقودا لمفاعل أبحاث طبي في طهران ينتج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان.

علقت طهران نشاط منشأة فوردو في يناير/كانون الثاني 2014 بموجب اتفاق نووي مؤقت أبرمته مع القوى الكبرى في جنيف في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، لكنها في وقت لاحق أعادت العمل فيها.

وفي 10 يوليو/تموز، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إن بلاده استطاعت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من سلسلة أجهزة الطرد المركزي من طراز "آي آر 6" (IR6)، التي وضعت في منشأة فوردو قبل أسبوعين من ذلك التاريخ وتم ضخ الغاز فيها.

مراكز تخدم الصناعة النووية

طبقا لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي برقم 1737 عام 2006 بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإن المؤسسات الإيرانية المشتركة في الأنشطة النووية أو أنشطة القذائف الباليستية تتبع في كثير منها الحرس الثوري ووزارة الدفاع، ومن أبرز هذه المؤسسات:

  • مجموعة صناعات الذخائر والميتالورجيا (المعروفة أيضا بمجموعة صناعات الذخائر) التي تسيطر على المجمع الصناعي "هفت تير" وتتولى برنامج إيران للطرد المركزي. وهي مملوكة وخاضعة لسيطرة مؤسسة الصناعات الدفاعية.
  • مركز أصفهان لبحوث وإنتاج الوقود النووي وأجهزة الطرد المركزي، ومركز أصفهان للتكنولوجيا النووية.
  • مؤسسة بارشين للصناعات الكيميائية، وهي فرع من مؤسسة الصناعات الدفاعية يقع على مسافة 30 كيلومترا جنوب شرق طهران.
  • مركز كرج للبحوث النووية، وهو منشأة لأبحاث تسريع الدوران ويعتبر جزءا من شعبة البحوث بالمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.
  • مجموعة صناعة القذائف الإنسيابية (cruise missiles)، وتُعرف أيضا بمجموعة صناعة القذائف الدفاعية البحرية، وهي مسؤولة عن القذائف البحرية بما فيها القذائف الانسيابية.
  • مجموعة شهيد هِمّت الصناعية ومجموعة شهيد بقري الصناعية.
  • مجموعة سنام الصناعية التابعة لمؤسسة الصناعات الفضائية الجوية.
  • مجموعة يا مهدي للصناعات، وهي تابعة لمؤسسة الصناعات الفضائية الجوية.
  • مؤسسة القدس لصناعات الملاحة الجوية (التي تنتج طائرات بلا طيار، ومظلات، وطائرات شراعية، وطائرات شراعية بمحرك).
  • شركة بارس لخدمات الطيران التابعة للحرس الثوري.
  • شركة شُعاع للطيران، ويستخدم الحرس الثوري منتجاتها جزءا من نظريته الحربية اللا تماثلية.
  • مركز الدراسات الكهرومغناطيسية النووية الذي أسس عام 2005.
  • جامعة مالك الأشتر المتخصصة في تكنولوجيا الدفاع، والتي أجرى قسم الكيمياء فيها اختبارات حول عنصر البيريليوم الذي يدخل في الصناعة النووية.

تأمين المنشآت

 

تؤكد أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية أن إيران أقامت العديد من المنشآت النووية المحصنة بشكل محكم جدا في باطن الأرض وفي مناطق متباعدة وبشكل مضلل، مما يجعل من المستحيل على سلاح الجو الإسرائيلي أو الأميركي ضرب جميع هذه المنشآت النووية.

كما أن هناك صعوبة في حصول هذه الأجهزة الاستخبارية على معلومات دقيقة حول المنشآت ذات الثقل الرئيسي في هذا البرنامج النووي، والتي يكفي ضربها لوقف عملية الإنتاج برمتها، إضافة إلى أن هذه المنشآت محاطة بدفاعات جوية قوية تتألف من مضادات للطائرات وبطاريات صواريخ أرض/جو مضادة للطائرات أيضا، كما تخضع لحماية مشددة من الحرس الثوري الإيراني.

الدرس العراقي

وترى تقارير غربية -بما فيها أميركية- أن من أكبر المصاعب التي قد تواجه أي عمل عسكري لتدمير البرنامج النووي الإيراني هو غياب معلومات دقيقة ومفصلة حول المواقع النووية الإيرانية.

وترجع التقارير ذلك إلى أن الإيرانيين تعلموا جيدا من الدرس العراقي واستهداف مفاعل أوزيراك، ولم يضعوا كل أسرارهم النووية في سلة واحدة واتبعوا نظرية الإبرة والقش، على أساس أن هناك مواقع نووية مفترضة لكنها موزعة على امتداد المساحة الشاسعة للبلاد، فضلا عما يقال من أن بعضها يتمتع بسرية تامة ولا يسمح إلا لقلة قليلة من المسؤولين الإيرانيين بدخوله.

بالإضافة إلى ما يتردد من وجود أنفاق تحت الأرض تخفي في جوفها مواقع لبرامج حساسة.

المصدر : الجزيرة