قبة راحيل

قبة راحيل
الفلسطينيون لا يمكنهم الوصول إلى قبة راحيل (مسجد بلال) وأغلبية زوار المكان هم من اليهود (الجزيرة)

قبة راحيل هي بناء مملوكي ومقام إسلامي على شكل قبة ينسب إلى راحيل والدة النبي يوسف عليه السلام، وتسمى أيضا مسجد بلال، أصبحت بعد احتلال فلسطين قلعة عسكرية ودينية لليهود.

الموقع

تقع قبة راحيل على الطريق الواصل بين القدس والخليل بمحاذاة المقبرة الإسلامية في بيت لحم.

التاريخ
يروى أن النبي يعقوب بن إسحق عليهما السلام وأهله كانوا في طريقهم إلى مدينة الخليل، وماتت زوجته راحيل أم ابنه يوسف عليه السلام أثناء ولادتها طفلها الثاني بنيامين في مكان قريب من بيت لحم، ودفنها يعقوب في ذلك الموقع وأقام عليها معلما عرف بعد ذلك بـ"قبة راحيل".

وبعد الفتح الإسلامي لأرض فلسطين حول المسلمون المقام -مع مرور الزمن- إلى مصلى أطلقوا عليه اسم مسجد بلال بن رباح، إذ تزعم رواية يتداولها السكان أن الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه أذن للصلاة في هذا المحل عندما مر به برفقة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زيارته لمدينة القدس.

وفي أيام حكم العثمانيين للمنطقة شيد محمد باشا عام 1560 أربعة جدران جانبية للمكان، واستعاض عن هرم مبني من 12 حجرا بـ"قبة" أخذ المكان تسميته منها.

وفي القرن الـ19 أضاف موسى مونتيفيوري -وهو ثري يهودي بريطاني- غرفتين إلى دهليز القبة، فصار مظهر القبر على الوضع الذي ما زال عليه.

وفي إثر إعلان قيام دولة إسرائيل 1948 سيطرت قواتها على المكان عقب احتلالها الضفة الغربية 1967، ورغم أنها لم تحدث تغييرات كبيرة فيه فإن الفلسطينيين لا يمكنهم الوصول إلى المسجد، وأغلبية زوار المكان هم من اليهود.

بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 -الذي مكنت بموجبه إسرائيل السلطة الفلسطينية من السيطرة على عدة مدن في الضفة الغربية وقطاع غزة- تحول موقع القبة إلى نقطة تماس بين المناطق التي توجد فيها السلطة وتلك التي تسيطر عليها إسرائيل.

وخلال انتفاضة النفق عام 1996 وانتفاضة الأقصى عام 2001 أصبحت المنطقة ساحة مواجهة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، وعلى مسافة من موقعها سقط العديد من الشهداء والجرحى.

بعد ذلك أجرت قوات الاحتلال تغييرات كبيرة على المنطقة فعزلتها عن محيطها الفلسطيني وأحاطتها بالأسوار والأبراج العسكرية، وأغلقت شارع القدس الخليل، وأبقتها خارج المناطق الفلسطينية بعد إقامة الجدار الفاصل بين القدس وبيت لحم.

وأصدرت الحكومة الإسرائيلية بتاريخ الـ21 من فبراير/شباط 2010 قرارا يقضي بإدراج موقعيْ "قبة راحيل" والحرم الإبراهيمي في الخليل ضمن قائمة التراث القومي اليهودي، فكان هذا القرار بمثابة تتويج للممارسات التهويدية الطويلة التي استهدفت القبة حتى أصبحت قلعة عسكرية ودينية يهودية.

وقد أدانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في أكتوبر/تشرين الأول 2010 قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن "قبة راحيل" والحرم الإبراهيمي، وأكدت أنهما جزءان من التراث الإسلامي في فلسطين.

المصدر : الجزيرة