طوبى

Men talk on a road near the grand mosque in Touba, a city in the central region of Senegal which is holy for the Mourides, the Sufi Muslim brotherhood to which Senegal President Abdoulaye Wade belongs, on February 23, 2012, ahead of the February 26 Senegalese presidential election. Senegal readied today for a day of rallies and protests wrapping up a presidential election campaign marked by violence over incumbent Abdoulaye Wade's contentious candidacy for a third term in office.

مدينة سنغالية، تتصدر مدن البلاد من حيث الأهمية الروحية والسياسية والاقتصادية. وتستمد المدينة هذه المكانة من كونها عاصمة للطريقة المريدية الصوفية ذات التأثير الكبير في البلاد.

الموقع
تبعد طوبى عن العاصمة داكار -وسط غربي البلاد- حوالي 195 كيلومترا شرقا، وتتبع لمحافظة "ديوربل" التي تعتبر إحدى المحافظات الرئيسية ضمن 14 محافظة تشكل منظومة التقطيع الإداري في البلاد.

وعرفت المدينة في العقود الأخيرة نهضة عمرانية كبيرة جراء موجات الهجرة التي اجتاحتها بسبب عوامل البطالة والفقر في القرى المجاورة لها. وتعكس هذه النهضة توسع المدينة الجغرافي الكبير، حيث قفزت مساحتها من 575 هكتارا في عام 1970 لتصل إلى 12000 هكتار سنة 2000.

السكان
يُقدر عدد سكان مدينة طوبى بحوالي 600 ألف (حسب إحصاء رسمي أجري سنة 2013)، ويفسر هذا الرقم النمو الديمغرافي السريع في المدينة حيث كان سكانها سنة 1993 يقاربون حدود 300 ألف نسمة.

الاقتصاد
كانت الزراعة -وبالأخص زراعة الفستق- هي الركيزة الأولى للنشاط الاقتصادي بالمدينة، حيث إن الطريقة المريدية كانت تحث أتباعها على العمل في مجال الزراعة. غير أن النهضة العمرانية للمدينة -وتحولها من بلدة عادية إلى مدينة من كبريات مدن البلاد- قلبت موازين قوة النشاط الاقتصادي.

وتشير دراسة مسحية أعدتها السلطات عن النشاط الاقتصادي في المدينة سنة 2005 إلى أن حوالي نصف القوة العاملة بالمدينة تزاول النشاط التجاري، في حين يمارس حوالي ثلث هذه القوة الأنشطة الحرفية، وتستقطب الزراعة حوالي 20% منها.

التاريخ
تأسست مدينة طوبى سنة 1887 على يد العالم السنغالي ومؤسس الطريقة المريدية الشيخ أحمدُ بامبا (1853-1927) المعروف بمواقفه المعارضة للاستعمار الفرنسي.

وشهدت طوبى (تحريف الكلمة العربية "التوبة") بعد تأسيسها هجرة أمواج كبيرة من السنغاليين أتباع الطريقة الجديدة. وقد أثار الدور الروحي المتعاظم للمدينة مخاوف الفرنسيين فقاموا سنة 1895 بنفي مؤسسها إلى الغابون.

أثر نفي الشيخ على النشاط الروحي في المدينة إلا أن إعادته إلى السنغال ووضعه تحت الإقامة الجبرية في بلدة "ديوربل" القريبة من طوبى سنة 1912، أعاد للمدينة بعض زخمها الروحي، فاستعادت حيويتها الروحية إثر سماح الفرنسيين لخليفة أحمدُ بامبا ببناء مسجد في المدينة سنة 1931، مما شكل بعثا جديدا لحركة النشاط في طوبى.

ويُمنع على سكان المدينة -بناءً على أوامر الخليفة العام للطريقة المريدية- تنظيم المهرجانات السياسية وارتداء الملابس غير المحتشمة بالنسبة للنساء، وتُعرِّض "المجاهرة بالمعاصي كتعاطي المخدرات والخمور" أصحابها للعقوبة، كما تعتبر "المجاهرة بالتدخين" من الممنوعات التي يعاقب عليها بالمدينة.

ويُحظر في المدينة وجود المدارس النظامية الفرنسية، في حين تنتشر مئات المؤسسات التعليمية الأهلية لتعليم القرآن واللغة العربية والعلوم الإسلامية.

المعالم
تشكل فعالية "ماكال طوبى" -التي تخلد الذكرى السنوية لنفي الشيخ أحمدُ بامبا- أهم حدث ديني في المدينة، وتحل هذه الذكرى يوم 18 صفر من كل سنة هجرية، ويزور المدينة بهذه المناسبة مئات الآلاف من أتباع الطريقة في أفريقيا الذين تفرض عليهم "طقوس ماكال" المرور بأبرز المزارات الصوفية في المدينة.

ومن أهم المعالم في مدينة طوبى مسجد "دار القدس" الذي يعتبر محطة تذكارية مهمة في أدبيات الطريقة المريدية، إذ يزعم أنصارها أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر فيه لشيخ طريقتهم وهو في كامل وعيه سنة 1895. وقد خضع المسجد لأول عملية ترميم سنة 1980.

ومن المعالم أيضا "المسجد الكبير" الذي يعدّ من أكبر مساجد غرب أفريقيا، وقد بُني خلال 1931-1963 ويبلغ طول منارته حوالي 83 مترًا، ويوجد في باحته ضريح مؤسس الطريقة المريدية أحمدُ بامبا. إضافة إلى "عين الرحمة" التي هي بئر يتبرك بمائها أتباع الطريقة خلال "موسم ماكال" ويعتقدون أن له قدسية خاصة.

المصدر : الجزيرة