تروندهايم

Trondheim waterfront colourful houses - مدينة تروندهام - الموسوعة
تروندهايم مدينة تتويج ملوك النرويج منذ القرن العاشر الميلادي (غيتي إيميجز)

ثالثة المدن النرويجية ضخامة، وهي مدينة تتويج ملوك البلاد منذ القرن العاشر. يقول أهلها إنها إذا زالت فلن يبقى من سفر التاريخ النرويجي سوى الغلاف.

الموقع
تتبع تروندهايم إداريا لناحية تروندالاغ الجنوبية وسط البلاد ضمن التقسيم النرويجي لمناطق البلاد الذي يبلغ 19 ناحية تُدار ذاتيا.

تبعد المدينة عن العاصمة أوسلو قرابة 500 كيلومتر شمالا، وهي بلدية زراعية وصناعية. ويخترق وسطها نهر نيدايلفا الذي يضفي عليها طابعا جماليا بمشهد مراسي القوارب التي أقيمت على ضفته.

السكان
يبلغ عدد سكانها حاليا 183000، نسبة 10% منهم مهاجرون من شتى بقاع العالم، من ضمنهم مسلمون كثر قدموا من بلدان الشرق الأوسط. وقد يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 200 ألف، نظرا لتوافد الكثير من طلبة العلم إلى جامعاتها ومعاهدها المتميزة.

التاريخ
أنشأ مدينةَ تروندهايم أحدُ ملوك قبائل الفايكنغ يدعى أولاف ترغفاسن عام 997 على لسان مائي سمي باسمها، وقد احتفل سكانها عام 1997 بألفيتها الأولى.

أطلق عليها أهل الشمال -الذين كانوا يتكلمون اللغة الألمانية الشمالية- اسم "برونايمر" الذي يعني "أرض الأقوياء الفحول"، وكذلك سميت "نيداروس" نسبة إلى نهر نيدايلفا الذي يخترقها.

مكنّها موقعها الجغرافي الحصين من صد غارات القبائل الوثنية المتكررة، ولكن مع اعتناق أحد زعماء هذه القبائل -يدعى "لايف إيريكسون"- الديانة المسيحية زال هذا التهديد.

وطبقا لبعض الروايات التاريخية، فقد أبحر إيريكسون من المدينة ليحط رحاله في جزيرة آيسلندا وينتقل باكتشافاته إلى جزيرة غرينلاند، ومن ثم أميركا الشمالية ليجعل من قبائل الفايكنغ أول من اكتشف هذه الأرض الجديدة. 

ظلت تروندهايم عاصمة للنرويج حتى عام 1217، لكنها احتفظت بكونها المدينة التي يُتوّج فيها ملوك البلاد بدءاً من الملك "هارلد هورفاغرا" 872-933 وحتى الملك الحالي (سنة 2015) "هارلد الخامس" 1991.

رفض بعض سكانها عام 1928 تغيير اسمها أسوة بمدينة أوسلو التي كانت تعرف بـ"كرستيانيا" قبل أن يعتمد اسمها الحالي عام 1931.

ويقول أهل تروندهايم إنه إذا حُذفت مدينتهم فلن يبقى من سفر التاريخ النرويجي سوى الغلاف.

المعالم
أهم معالم تروندهايم "كاتدرائية نيداروس" التي بنيت فوق قبر القديس أولاف الذي تُوج بهالة القداسة لحروبه الكثيرة مع القبائل الوثنية.

ومنذ ذلك التاريخ وحتى العصر الحاضر أصبحت هذه الكاتدرائية -التي بنيت على الطراز الغوطي- معلما دينيا لعدد من الشعوب الأوروبية يحج إليه المئات كل عام في نهاية شهر يوليو/تموز.

وقد تعرضت الكاتدرائية -شأنها شأن المدينة- للكثير من الحرائق في العصور الوسطى، وأعيد بناؤها وفق نمط جديد من الفن المعماري الباروكي الكثير الزركشات، مع شوارع فسيحة لمنع تمدد الحرائق عند حدوثها.

ومن أهم معالم المدينة أيضا "متحف الأسقفية" وجسرها الخشبي المنقوش، إضافة إلى الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا.

المصدر : الجزيرة