بحيرة ميشغان

Boats Sailing In Lake Michigan With Cityscape In Background - الموسوعة
تبلغ مساحة بحيرة ميشغان حوالي 58 ألف كلم مربع (غيتي)

إحدى خمس بحيرات عظمى في أميركا الشمالية، وتشكل إحدى أهم المعالم الطبيعية لمدينة شيكاغو. وإضافة إلى كونها فضاء سياحيا وطبيعيا لممارسة عدة رياضات بحرية، فهي تؤمن التنقل بين عدة مناطق.

الموقع
تعتبر بحيرة ميشغان الوحيدة -من بين خمس بحيرات عظمى في أميركا الشمالية- التي تقع بكاملها داخل الولايات المتحدة، وهي ثانية تلك البحيرات من حيث الحجم، والثالثة من حيث المساحة، تحدها من الشمال والشرق ولاية ميتشغان، ومن الجنوب ولاية إنديانا، ومن الغرب ولايتي إلينوى وويسكنسون.

تبلغ مساحتها حوالي 58 ألفا و16 كلم مربعا، ويبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 494 كلم، وعرضها يتراوح بين 48 و193 كلم، أما مجموع طول شواطئها فيقدر بـ2633 كلم، وهي ترتفع عن مستوى سطح البحر بـ176 مترا، وأقصى عمق لها هو 281 مترا، وتتوفر على حجم مياه يقدر بـ4918 كلم مكعبا.

يتميز مناخها بالتوازن في محيط البحيرة، فرغم برودة الطقس في فصل الشتاء وارتفاع الحرارة في الصيف، تقوم مياهها بتلطيف الأجواء، مما يجعل معدل درجات الحرارة يتراوح بين حوالي 4 و12 درجة مئوية.

التاريخ
يعني اسم ميشغان "الماء العظيم"، ويعتبر الفرنسي جون نيكول أول مكتشف أوروبي يصل إلى البحيرة عام 1634. أصبحت تابعة لسيادة بريطانيا عام 1763، ثم الولايات المتحدة عام 1796، لكن المنطقة ظلت معزولة إلى غاية عام 1830 حيث مكن تطور وسائل النقل إليها من قدوم واستقرار مستوطنين في المناطق المحيطة بها.

تتصل البحيرة من الشمال بنظيرتها "هورون" بمجرى مائي ضيق يدعى مضيق "ماكيناك". وتتميز سواحلها بأنها منخفضة ورملية، في حين أن ساحلها الشمالي يعتبر وعرا مقارنة بالسواحل الأخرى للبحيرة، إضافة إلى أنه يتميز بتوفره على مناظر طبيعية جميلة.

وفي المقابل تنتشر تلال رملية في سواحلها الجنوبية تغطيها أحيانا أشجار قصيرة ونباتات قليلة. وتضم البحيرة عدة جزر هي "بيفر آيلاند" و"نورث مانيتو آيلاند" و"ساوث مانيتو آيلاند" و"واشنطن آيلاند" و"روك آيلاند".

يقطن في المناطق المحيطة ببحيرة ميشغان حوالي 12 مليون نسمة، حيث تشمل مدنا تابعة لأربع ولايات مختلفة، وتوجد شمالها عدة مدن صغيرة تتميز بطبيعتها السياحية، حيث تشهد إقبالا موسميا عليها خصوصا من السياح القادمين من مدينتيْ شيكاغو وميلووكي، في حين يشهد جنوب البحيرة تمركزا صناعيا مكثفا.

الاقتصاد
تعتبر مدينة شيكاغو أهم ميناء للبحيرة وتوجد في أقصى جنوبها الغربي، حيث تشهد حركة مهمة للتجارة والبواخر والسفن تفوق جميع الموانئ الأميركية، رغم أن حجم حمولة البضائع فيها يظل أقل من ميناء نيويورك. وتتم حماية الميناء بواسطة كاسر للأمواج، كما تعتبر مدينة ميلووكي (غربي البحيرة) ثاني أهم مدينة عليها بعد شيكاغو، وتتميز بنشاط تجاري وحركة مكثفة في الميناء.

وتوصف الأراضي المحيطة بالبحيرة بـأنها من أجود المناطق الزراعية في أميركا، مما مكنها من ازدهار تجارة الجبوب والفواكه، وتربية الماشية والخشب، إضافة إلى منتجات الدقيق واللحوم، والمصنوعات الجلدية والأثاث. كما تعد المنطقة غنية بمعادن الرصاص والنحاس والملح والحديد والفحم، وأتاح توفر المياه الغزيرة إنعاش الصناعة في عدة مجالات.

وعلى المستوى السياحي تتوفر البحيرة على ثالث أحسن الشواطئ في أميركا بعد تلك الواقعة على المحيط الأطلسي والمحيط الهادي، وتتمركز أساسا في ولايتي ميشغان وشمال إنديانا.

وبفضل رفع دعاوى قضائية ضد مؤسسات صناعية بتهمة تلويث البحيرة وإصدار السلطات الأميركية قرارا بمنع استعمال المواد الملوثة في البحيرة في بداية سبعينيات القرن العشرين؛ تم الحد من تدهور وتدمير البيئة الطبيعية للبحيرة وحمايتها والحفاظ على مؤهلاتها السياحية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية