هافانا.. باريس الكاريبي وملهمة همنغواي

Bicycle taxis and vintage cars used as taxis are seen in downtown Havana December 18, 2014. Cuban President Raul Castro hailed a landmark exchange of prisoners with the United States on Wednesday and praised U.S. President Barack Obama as the two countries agreed to normalize relations after more than five decades of hostility. REUTERS/Stringer (CUBA - Tags: POLITICS SOCIETY)
هافانا واجهت صعوبات تنموية بعد ثورة فيدل كاسترو عام 1959 نتيجة للحظر الذي فرضته أميركا على البلاد (رويترز)

عاصمة كوبا ومركزها السياسي والتجاري الرئيسي، تشكل إحدى المقاطعات الكوبية الأربع عشرة، وتعتبر من المدن السياحية الكبرى في منطقة البحر الكاريبي التي ألهمت الكاتب الأميركي أرنست همنغواي أهم رواياته.

الموقع
تقع هافانا في شمال شرقي ساحل جزيرة كوبا، وتبلغ مساحتها 728.26 كلم مربعا ممتدة في أغلب أجزائها غربا وجنوبا انطلاقا من الخليج، حيث يوجد ممر ضيق يقسم خليج المدينة إلى ثلاثة موانئ رئيسية هي: "مراملينا" و"جوانباكو" و"ألتريس".

توصف بأنها ثلاث مدن في مدينة واحدة، تشمل هافانا القديمة وحي "فيدادو" المالي وأحياء الضواحي الحديثة. ويعبرها من الجنوب إلى الشمال نهر "ألمينداريس"، كما توجد فيها تلال منخفضة.

وتتضارب الآراء حول أصل اسم "هافانا" بين رأي يرده إلى زعيم قبيلة "هاباغوانيس تينو"، وآخر يقول إنه مشتق من المفردة الهولندية "هافن" التي استخدمت في القرون الوسطى وتعني "ميناء".

تتمتع هافانا بمناخ استوائي طوال السنة وتتراوح درجات الحرارة فيها بين 22 درجة مئوية في الشهرين الأولين من السنة، و28 درجة في أغسطس/آب، ونادرا ما تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من 10 درجات. وتتساقط على المدينة كميات هامة من الأمطار خلال السنة، كما تواجه موسم أعاصير قوية تنتج عنها أحيانا فيضانات.

السكان
يتجاوز عدد سكان هافانا مليونين و141 ألف نسمة، ويشكل السكان البيض نسبة 65.1%، والمنحدرون من أصول مختلطة (الميلاتو ومستيزو) 24.8%، والسود من أصول أفريقية 10.1%، إضافة إلى أقلية من أصول صينية.

التاريخ
أسسها أحد الغزاة الإسبان اسمه دييغو فيلاثكيث دي كويلار في 25 أغسطس/آب عام 1515 على الساحل الجنوبي لجزيرة كوبا، واستخدمها المستوطنون الإسبان نقطة انطلاق لغزو القارة الأميركية، حيث أصبحت محطة توقف للسفن الحربية الإسبانية المحملة بالكنوز وهي تعبر من العالم الجديد إلى العالم القديم.

وتعرضت المدينة عام 1555 للنهب والحرق على يد القرصان الفرنسي جاك دو سور، الأمر الذي دفع الإسبان لتشييد أسوار لحمايتها حيث منحها ملك إسبانيا فيليب الثاني عام 1634 -بناء على مرسوم ملكي- لقب "مفتاح العالم الجديد"، ونقلوا مقر الحاكم من سانتياغو دي كوبا على الطرف الشرقي من جزيرة كوبا إلى هافانا.

استولت بريطانيا على المدينة خلال حرب السنوات السبعة (1762-1769) بينها وبين إسبانيا، وقامت بفتح التجارة مع أميركا الشمالية ومنطقة مستعمرات البحر الكاريبي، مما خلق تحولا سريعا في المجتمع الكوبي، وتزامن ذلك مع نقل آلاف العبيد إليها من غرب أفريقيا للعمل في مزارع قصب السكر.

وفي نهاية القرن التاسع عشر شهدت هافانا أفول نجم الاستعمار الإسباني لأميركا اللاتينية حيث شكل غرق البارجة الأميركية "ماين" في مرفأ المدينة عام 1898 السبب المباشر لاندلاع الحرب الإسبانية الأميركية، وغزو الولايات المتحدة للجزيرة وإخضاعها لنظام حمايتها مدة 60 عاما.

وعرفت المدينة في النصف الأول من القرن العشرين تطورا عمرانيا كبيرا مع تنمية صناعية وتجارية، لكنها واجهت صعوبات في مواصلة التنمية بعد ثورة فيدل كاسترو عام 1959، نتيجة للحظر الذي فرضته أميركا على كوبا.

معالم
تتوفر هافانا على العديد من المعالم التاريخية التي تجمع بين شتى أساليب المعمار الإيبيري، وتجذب أكثر من مليون سائح سنويا مما منحها لقب "باريس الكاريبي" وجعل سياحتها مصدرا اقتصاديا رئيسيا للبلاد. واعترافا بقيمة معالمها التاريخية أعلنت منظمة اليونيسكو مركز هافانا التاريخي موقعا للتراث العالمي عام 1982.

ومن أهم معالمها قلعة "فورتاليزا سان كارلوس دو لا كابانا"، ومبنى "إيل كابيتليو ناسيونال" الذي شيد عام 1929 لكي يكون مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وحصن "كاستيلو دي لوس رييس تريس ماجوس ديل مورو"، و"متحف الثورة" ويقع في قصر الرئاسة السابق، و"نيكروبلس كريستوبال كولون" وهو عبارة عن متحف ومقبرة خارجية.

المصدر : الجزيرة