كولخ

كولخ مدينة سنغالية تحتل رمزية روحية هامة تتجاوز الفضاء الجغرافي المحلي لتشمل دولا بغرب إفريقيا، و ذلك بفعل الثقل الروحي لهذه المدينة التي تحتضن بيت خلافة الطريقة التيجانية الإبراهيمية، التي يعتبر الشيخ إبراهيم انياس(1900-1975) رائدها الأول. و يفد إلي المدينة سنويا مئات الآلاف من البشر للاحتفال بالمولد النبوي. - الموسوعة
المسجد الكبير في كولخ يعدّ من أكبر مساجد غرب أفريقيا مساحة وأكثرها جمالا (الجزيرة)

مدينة سنغالية، لها رمزية روحية مهمة تتجاوز الفضاء الجغرافي المحلي لتشمل دولا بغرب أفريقيا لكونها تحتضن مركز الطريقة التيجانية، ويزورها سنويا مئات الآلاف للاحتفال بـ"المولد النبوي".

الموقع
تبعد مدينة كولخ عن العاصمة داكار مسافة 189 كلم (جنوب شرق)، وتقع في منطقة "سين سالم" التي تعتبر إحدى أهم المناطق الطبيعية في البلاد، بينما يتمركز جزء من أطراف المدينة على ضفاف نهر "سالم"، وهو نهر يبلغ طوله حوالي 250 كلم ويصب في المحيط الأطلسي. وتعتبر المدينة منفذا رئيسيا للبلاد على دولة غامبيا المجاورة.

السكان
يبلغ سكان كولخ حوالي 190 ألف نسمة (وفق إحصاء رسمي أجري عام 2007)، وتعتبر قومية "الوُلوف" القومية الأكثر حضورا فيها من الناحية العددية، ولغتها (الوُلوفية) هي الأكثر انتشارا. وتأتي قومية "الفلان" في الترتيب الثاني من حيث الحضور الديمغرافي بالمدينة، ثم قومية "السرير".

ومن الناحية الدينية، يشكل المسلمون أكثر من 98% من سكان المدينة، وغالبيتهم العظمى من أتباع الطريقة التجانية. أما النسبة الباقية فهي موزعة بين المسيحيين والوثنيين (حسب إحصائية للوكالة الوطنية للإحصاء والديموغرافيا أعدتها سنة 2010). وينتمي معتنقو المسيحية والوثنية في المدينة إلى قوميات "مانجاكو" و"مانكاني" و"ديولا".

التاريخ
ارتبط تاريخ كولخ بالاقتصاد والتجارة والسياسة، قبل أن تطغى شحنة الرمزية الروحية على اسم المدينة في العقود الأخيرة.

فقد لعبت المدينة دورا مهما في التجارة الخارجية للاستعمار الفرنسي إبان سيطرته على المنطقة. وبدأت نهضتها سنة 1901 حيث تم إنشاء الطرق فيها وبدأ تنظيمها العمراني وأقيم ميناؤها التجاري.

وتشير وثائق الإدارة الاستعمارية لعام 1927 إلى أن كولخ كانت تنتج حوالي 40% من إنتاج مادة الفستق التي تعتبر أهم ركيزة من ركائز اقتصاد المنطقة في تلك الفترة، إذ تفيد ذات المصادر بأن صادرات الفستق كانت تمثل حوالي 90% من صادرات المنطقة إلى الخارج.

أما على المستوى السياسي فتمتاز المدينة بعراقة في التقاليد السياسية، حيث كانت أبرز معقل لحزب الكتلة الديمقراطية السنغالية الذي أسسه سنة 1948 قادة الرعيل الأول الذي أنشأ الدولة السنغالية.

الاقتصاد
تعتبر كولخ مركزا تجاريا نشطا على مستوى منطقة غرب أفريقيا، فموقعها الجغرافي يخولها مكانة إستراتيجية مهمة في التبادلات التجارية بالبلاد، ويعتبر سوقها من أهم أسواق المنطقة، إذ يوفر ملتقى للتبادل بين المناطق الجنوبية والشرقية وباقي مناطق البلاد.

المعالم
يعتبر حي "مدينة باي" معقل بيت الخلافة التجانية الإبراهيمية -التي يعتبر الشيخ إبراهيم انياس (1900-1975) رائدها الأول- أهم أحياء المدينة، ففي هذا الحي يقع مسجد المدينة الكبير الذي أنشئ سنة 2010 ويعدّ من أكبر مساجد غرب أفريقيا مساحة وأكثرها جمالا من حيث التصميم المعماري، وهو مركز إقليمي لاحتفالات "المولد النبوي" سنويا.

ومن معالم المدينة أيضا "حظيرة سالم" وهي محمية طبيعية وسياحية تتميز بطيورها المتنوعة وجمال طبيعتها الأخاذ، وتقع هذه الحظيرة على بعد عشرات الكيلومترات غرب كولخ.

المصدر : الجزيرة