إشبيلية

Plaza of Spain in Seville, - الموسوعة
ساحة إسبانيا من أشهر معالم مدينة إشبيليا (غيتي)

عاصمة مقاطعة إشبيلية ورابعة أكبر المدن الإسبانية بعد مدريد وبرشلونة وبلنسية، وهي أكثر مدن الأندلس سكانا. أحياؤها التاريخية هي الأكبر مساحة بين أحياء المدن الإسبانية، وتراثها التاريخي الأثري جعلها من أهم المدن السياحية في إسبانيا وضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو".

الموقع الجغرافي
تقع مدينة إشبيلية في جنوب غرب شبه الجزيرة الأيبيرية على ضفاف نهر "الوادي الكبير"، الذي حولها إلى الميناء النهري الوحيد في إسبانيا. مناخها متوسطي، وتبلغ مساحتها حوالي 140 كيلومترا مربعا.

السكان
يبلغ سكانها أكثر من 700 ألف نسمة ويرتفع هذا العدد إلى ما يزيد قليلا عن مليون ونصف إذا ما أضيف إليه سكان ضواحيها، حسب إحصاء 2011، ويتحدث الإشبيليون اللغة الإسبانية.

التاريخ
كان أول اسم معروف لإشبيلية هو "سبال" أي "الأرض السهلية"، قيل إنه نابع من لغة سكانها الأصليين المعروفين باسم "التارتسيّون" وقيل إنه من لغة الفينيقيين.

حور الرومان اسمها إلى اللاتينية وسموها "هيسباليس"، لكن المسلمين قاموا بتعريب الاسم اللاتيني فأصبح إشبيلية، باتت في عهد ملوك الطوائف عاصمة مملكة إشبيلية.

تعرضت عام 844 م لغزو الفايكنغ عبر نهر الوادي الكبير، فنهبوها وأشاعوا فيها الفوضى، ولما حكمها أمير قرطبة عبد الرحمن الثاني أمر بتعزيز دفاعاتها. انتزعها فرديناند الثالث ملك قشتالة عام 1248 من حكم العرب وأقام بها كاتدرائية، وكان أول ملك مسيحي يدفن بها.

بعد اكتشاف الأميركيتين عام 1492، أصبحت المدينة مركزا اقتصاديا للإمبراطورية الإسبانية تصل إليه الثروات القادمة من المستعمرات الأمريكية الجديدة، وشهدت خلال القرن الـ16 نموا عمرانيا كبيرا ما تزال آثارها قائمة. أصبحت مركزا متعدد الثقافات مما ساعد على ازدهار الفنون فيها في الفترة المعروفة باسم "القرن الذهبي" في التاريخ الإسباني.

عرفت في القرن الـ17 أزمة اقتصادية، فانتقلت الأهمية الى ميناء قادش الواقع قرب مصب النهر على ضفاف المحيط الأطلسي، فهاجر منها عدد غير قليل من سكانها خاصة مع انتشار وباء الطاعون. استعادت حيويتها في النصف الثاني من القرن الـ17 بعد وصول السكة الحديدية إليها، لكن الحرب الأهلية (1936-1939) أعادتها للمعاناة.

استفادت من انضمام إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ونالت نصيبها من المعونات التي ساهمت في إنجاز العديد من المشاريع المعمارية والحضارية، ما أهلها لاستضافة المعرض العالمي "إكسبو 1992".

الاقتصاد
يقوم اقتصاد إشبيلية على نشاط الزراعة التقليدي الذي يوزع إنتاجه على المستويين المحلي والأوروبي، كما نشأ بها قطاع صناعي هام بدأ يتوسع في نهايات القرن العشرين ويقتحم مجال الصناعات التكنولوجية، ولديها قطاع خدمات يشمل الخدمات المالية والتجارة بمختلف أنواعها، فضلا عن القطاع السياحي.

المصدر : الجزيرة