سبها

صورة من مدينة سبها Sabha تظهر فيها قلعة سبها - الموسوعة
صورة من مدينة سبها زمن العقيد القذافي (ناشطون)

عاصمة الجنوب الليبي، عاش فيها العقيد الراحل معمر القذافي أول حياته طالبا، ومنها أعلن في 2 مارس/آذار 1977 قيام  ما سماه "سلطة الشعب".

الموقع
تقع مدينة سبها في الجزء الجنوبي الغربي، من ليبيا على بعد 750 كيلومترا تقريبا من العاصمة طرابلس، تحدها من الشمال منطقة زلاف الصحراوية وأودية الشاطئ وعتبة والآجال ومناطق مرزق والقطرون، ويربط طريق فزان بين المدينة وباقي المدن.

السكان
يسكن سبها نحو 400 ألف نسمة، وتقطنها منذ عقود قبيلة أولاد سليمان، وقبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد الراحل معمر القذافي، وقبيلة المقارحة، وتعيش عائلاتها الأصلية -مثل أولاد حضيري والحساونة وأولاد بوسيف- في أحياء باب الجديد والقرضة الشعبية.

بسبب وجودها في قلب الصحراء الكبرى انتشرت حولها أحياء اتخذها الأفارقة سكنا لهم، مثل حي كامبو الطيولي الذي تقطنه عائلات من التبو والطوارق، كما استقرت في الأحياء القديمة مجموعة من "التبو".

شكلت المدينة ملجأ للعمالة غير الشرعية، واستقطبت السكان المحليين من مناطق غات وأوباري وتراغن التي تقطنها قبائل الطوارق، وكانت قبلة لآلاف المهاجرين الفارين من المجاعات والحروب من دول الجوار مثل تشاد والنيجر ومالي، ما سبب أزمة في التفريق بين الليبيين الأصليين وغير الأصليين، خاصة مع افتقاد عدد من العائلات الأوراق الثبوتية والمستندات الرسمية.

الاقتصاد
يشتغل سكان سبها في الصناعة والتجارة والزراعة، حيث تعتبر الممول الرئيسي لليبيا لمحاصيل الحبوب والتمر وغيرها.

عرفت في العقود الأخيرة تطورا كبيرا في العمران، وبُنِي بها أكبر المطارات الليبية، وجامعة سبها التي تأسست عام 1976.

التاريخ
يرجع  بعض المؤرخين اسم "سبها" إلى سبأ، المملكة التاريخية في اليمن التي تفككت بعد انهيار سد مأرب ورحل سكانها وأسسوا سبأ في جنوب ليبيا، ثم حرف اسمها فأصبح "سبه".

ورجّح آخرون -وخاصة بعض شيوخ الفزازنة- رجوع أصل تسمية سبها إلى السبه وهو ذهاب العقل من الهرم كما في لسان العرب.

وللمدينة تاريخ عريق تدل عليه آثارها، كالقلاع التاريخية وقنوات ونظم الري التي تعود إلى عشرة قرون، حيث كانت مركزا لالتقاء القوافل العابرة للصحراء والقادمة من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال.

ومن آثاراها مدينة "أم الرويص" التي يعود تاريخها لأكثر من سبعة قرون، وتعرف باسم قصر أم الرويص.

طالبت منظمة اليونيسكو للثقافة والعلوم بإنقاذ تراث المدينة ومآثرها التاريخية بعد تدمير "قلعة قاهرة" في جنوب شرقها عقب الثورة على نظام القذافي عام 2011، وتحول المدينة إلى مسرح حرب طاحنة بين كتائب القذافي وقوات الثوار.

ثورة 17 فبراير
 ارتبطت سبها بعلاقة وطيدة مع العقيد الراحل معمر القذافي لأنه عاش فيها حياته الأولى، ومنها أعلن قيام ما سماه سلطة الشعب في 2 مارس/آذار 1977، ولذلك دافعت عنها كتائبه وحرصت عليها.

لكن الثوار طرقوا أبوابها يوم 23 أغسطس/آب 2011، وتمكنوا من السيطرة عليها في أواخر سبتمبر/أيلول من العام نفسه بعد معارك شرسة استعملت فيها قوات القذافي الآلات العسكرية الثقيلة والهجمات الصاروخية.

عرفت أحداثا وانفلاتات أمنية بعد سقوط نظام القذافي، مثل سيطرة مجموعة مسلحة قيل إنها من قبائل موالية للقذافي في يناير/كانون الثاني 2014 على قاعدة "تمنهنت" العسكرية شمال المدينة.

المصدر : الجزيرة