آتشه

آتشيه Masjid Baiturrahman Banda Aceh - الموسوعة
مسجد بيت الرحمن ببندا آتشه (غيتي)

إقليم إندونيسي يقع في الطرف الشمالي من جزيرة سومطرة غرب البلاد. يعني اسمها "شرفات مكة" وقيل إن سبب التسمية ما عرف به أهل المنطقة من تقوى وورع، كما أنها أول محطة في طريق مسلمي المالاوي إلى الحج.

الموقع
يقع إقليم آتشه في شمال غرب إندونيسيا، وعاصمته باندا، وهو يشغل الطرف الشمالي من جزيرة سومطرة.

تبلغ مساحة الإقليم 58.376 كلم2، وهو قريب من جزر أندامان ونيكوبار في الهند، ويفصله عنها بحر أندامان.

يعتبر أقرب نقطة من الأرض إلى مركز الزلزال في المحيط الهندي والتسونامي الذي ضرب المنطقة عام 2004 ودمر جزءا كبيرا من الساحل الغربي للإقليم.

السكان
يعيش في إقليم آتشه قرابة 4.731 ملايين نسمة بحسب تقديرات عام 2014، ومعظم أهله من الملاويين المسلمين، يعيشون وفق العادات الإسلامية ويحرصون على احترام أحكام الشريعة.

الاقتصاد
يكتسب إقليم آتشه أهميته بالنسبة لإندونيسيا بسبب مخزونه الكبير من النفط والغاز الطبيعي والاستثمارات الزراعية الكبيرة، حيث يتميز بموارده الطبيعية الضخمة.

وتقدر احتياطياته من الغاز بأنها الأكبر في العالم، ويقوم اقتصاده على قطاعات مختلفة كالزراعة والصيد والصناعة والتجارة وقطاع الخدمات، لكن غالبية سكانه يعانون الفقر لأسباب مختلفة أبرزها عدم التوزيع العادل لثروات.

التاريخ
يعتقد بعض الباحثين أن إقليم آتشه كان بوابة انتشار الإسلام في إندونيسيا وجنوب شرق آسيا، وكان كذلك مركزا للعلماء والتجار المسلمين.

احتضن في القرنين السادس عشر والسابع عشر سلطنة عرفت بسلطنة آتشه وعاصمتها كوتاراجا ("بندا آتشه" حاليا)، ولها سلطة ونفوذ في كل المنطقة وقوة عسكرية وتجارية، لكنها ضعفت في منتصف القرن الثامن عشر وتعرضت للاحتلال الهولندي والاحتلال الياباني، ثم الهيمنة الإندونيسية.

تأسست بها حركة آتشه الحرة التي تطالب بالاستقلال والانفصال عن إندونيسيا منذ عام 1979، فعاملتها الحكومة الإندونيسية كـ"منطقة خاصة"، وأعطتها نظريا حكما ذاتيا جزئيا يتعلق بالتعليم والدين والعادات الاجتماعية، لكنها عمليا لم تمارسه.

أعلنت إندونيسيا الإقليم منطقة عمليات عسكرية خلال الفترة 1990-1998، وذلك للسيطرة على الإقليم ومواجهة مطلب الانفصال، وأشار تقرير لمنظمة العفو الدولية إلى وجود انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في المنطقة شملت إعدامات سريعة وحالات اختطافٍ وتعذيبٍ واعتقالٍ تعسفي.

تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة في بداية يونيو/حزيران 2000، لكن ذلك لم يحل دون حصول قتال بين الحين والآخر حتى عام 2004، وقدر عدد القتلى في الصراع المذكور بحوالي 15 ألفا من الجانبين.

ذكرت وكالة أسوشيتد برس أنه قتل فيه أكثر من خمسة آلاف شخص في العقد الأخير من القرن الماضي، بما في ذلك 350 في الأشهر الستة الأولى من عام 2000.

تحسنت العلاقة بين الحكومة الإندونيسية والجناح العسكري لحركة آتشه الحرة، وغلب صوت الحوار صوت البنادق، وجلسا للتفاوض بعد كارثة تسونامي التي ضربت المنطقة في ديسمبر/كانون الأول 2004، وهو الخيار الذي دعمته الحركة وسكان الإقليم.

وتمَّ التفاوض في منتصف أغسطس/آب 2005 في العاصمة الفنلندية هلسنكي، حيث تم التخلي عن مطلب الاستقلال التام والقبول بتشكيل حكومة محلية في إطار حكم ذاتي.

وسهلت الحكومة الإندونيسية من جانبها عودة المسلحين إلى الحياة المدنية بإصدار عفو عن المسلحين، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومساعدتهم في الاندماج من جديد في الحياة المدنية، والسماح للانفصاليين بتشكيل حزب سياسي، بالإضافة إلى إجراءات اقتصادية.

المصدر : الجزيرة