مقاومون غير فلسطينيين نفذوا عمليات في إسرائيل

جذبت القضية الفلسطينية مناضلين ومتطوعين عربا ومسلمين ومن بقية دول العالم قاتلوا جنبا إلى جنب مع رجال المقاومة بعد أن انضموا إلى التنظيمات الفلسطينية.
مناضلون آمنوا بحق الشعب الفلسطيني في الحرية على أرضه ودافعوا عن عدالة قضيته، وفيما يلي تعريف ببعض من نفذوا عمليات دقيقة ضد الاحتلال الإسرائيلي وكان لهم دور مؤثر في المقاومة وقتلوا أو سجنوا في هذا الطريق.
فرانكو فونتانا من إيطاليا
ولد في مدينة بولونيا الإيطالية عام 1946، انضم إلى صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في منتصف السبعينيات، اعتنق الإسلام والتزم بتعلم اللغة العربية وأطلق على نفسه اسم يوسف.
قاتل إلى جانب رجال المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان، إذ عرف ببراعته في إطلاق صواريخ الكاتيوشا.
ظل في مخيم مار إلياس للاجئين جنوب بيروت حتى الغزو الإسرائيلي في يونيو/حزيران 1982، وأثناء حصار الجيش الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية تم إجلاؤه مع مقاتلين أمميين آخرين نحو الحدود السورية، ثم وصل إلى إيطاليا، واستأنف فيها عمله في التصوير.
في 15 مايو/أيار 2015 -أي بعد 32 سنة على مغادرته بيروت- عاد فونتانا إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين مدفوعا برغبة في خدمة القضية الفلسطينية من خلال العمل الاجتماعي، والتقى أثناء زيارته أصدقاءه القدامى واستعاد معهم ذكريات النضال.
تعرض لسكتة دماغية أثناء إقامته في بيروت، ونقل إلى المستشفى وظل فيه في غيبوبة مدة 4 أيام، قبل أن يفارق الحياة في 6 يونيو/حزيران 2015.
أقيمت له جنازة ضخمة، إذ شيعه آلاف الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين إلى مثواه الأخير، ودفن في مخيم شاتيلا بمقبرة شهداء الثورة الفلسطينية تنفيذا لوصيته.
الثلاثي الياباني
نفذ 3 يابانيين هم تسويوشي أوكودايرا، وياسويوكي ياسودا، وكوزو أوكاموتو وينتمون إلى منظمة الجيش الأحمر عملية مطار اللد عام 1972 بالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وصل الثلاثي إلى مطار اللد (بن غوريون) في تل أبيب في 30 مايو/أيار 1972 على متن رحلة قادمة من مدينة روما الإيطالية، وتوجهوا إلى منطقة استلام الأمتعة فأخرجوا أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وأطلقوا النار على المسافرين، مما أدى إلى مقتل 26 شخصا وجرح أكثر من 71.
قتل ياسودا في العملية، وانتحر أوكودايرا بقنبلة يدوية كان يحملها، أما أوكاموتو فاعتقل أثناء محاولته الفرار بعد إصابته بجروح.
حكمت عليه المحكمة بـ3 مؤبدات، وقضى 13 عاما في السجن، معظمها في العزل الانفرادي، وهو ما أنهك قواه العقلية والجسدية.
في 20 مايو/أيار 1985 أطلق سراحه بعد اتفاق لتبادل الأسرى بين الجبهة الشعبية وإسرائيل شمله والعديد من الأسرى الفلسطينيين والعرب، وأقام في البقاع شرقي لبنان.
الفنزويلي إلييتش راميريز سانشيز
ولد عام 1949 في العاصمة الفنزويلية كراكاس، وفي عام 1966 انتقل للعيش مع عائلته في لندن.
انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتلقى تدريبات عسكرية في الأردن على أيدي جورج حبش ووديع حداد.
من أبرز العمليات التي نفذها مع الجبهة الشعبية محاولة اغتيال جوزيف سييف رجل الأعمال اليهودي والرئيس الفخري للاتحاد الصهيوني البريطاني عام 1973، ونجا سييف بأعجوبة.
وكانت أجرأ العمليات التي أشرف عليها اختطاف وزراء منظمة أوبك في ديسمبر/كانون الأول عام 1975 في فيينا.
يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في فرنسا بتهمة قتل اثنين من عملاء الفرنسيين، وتعتبره فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة "إرهابيا"، لكن دولا أخرى تعتبره "بطلا مناهضا للصهيونية".
السوري خالد أكر
ولد عام 1967 في مدينة حلب السورية، انضم عام 1983 إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 تسلل إلى الأراضي الفلسطينية عبر طائرة شراعية هبطت به قرب مستوطنة كريات شمونة وكان مسلحا ببندقية كلاشنكوف سوفياتية الصنع ومسدس مزود بكاتم للصوت وقنابل يدوية.
أطلق النار على شاحنة عسكرية إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل سائقها وإصابة مجندة كانت معه، ثم تسلل إلى معسكر "غيبور" الذي كان يضم صفوة من القوات الخاصة الإسرائيلية وأطلق النار من بندقيته وألقى القنابل اليدوية على الخيام المليئة بالجنود الإسرائيليين، وقتل 5 إسرائيليين آخرين وجرح 6، واستمر الاشتباك لأزيد من ساعة إلى أن استشهد.
المصري عصام الجوهري
ولد في حي شبرا الخيمة في مصر في كنف أسرة محافظة، غادر بلده عام 1994 بجواز سفر مصري باسم "لؤي"، واستقر في حي الشيخ رضوان في غزة، ثم انتقل إلى خان يونس.
انضم إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتلقى تدريبا خاصا تمهيدا لتنفيذ عملية استشهادية في القدس ثأرا لمجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت في 25 فبراير/شباط 1994.
بعد إتمام الاستعدادات صوّر عصام الجوهري ورفيقه في العملية الفلسطيني حسين عباس فيديو يتلوان فيه وصيتهما، وظهر فيه يضع عصابة حمراء على رأسه تأسيا بالصحابي أبو دجانة الذي كان يضعها على رأسه في الحروب.
في يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول اتجه المقاومان إلى مستوطنة "نحلات شفعاه" على بعد 500 متر من باب الخليل ونحو كيلومتر واحد من المسجد الأقصى وهما يحملان بندقيتين رشاشتين وعددا من القنابل اليدوية، وأطلقا النار على مرتادي أحد المقاهي فقتلا 5 أفراد من الشاباك ومجندة وجرحا 16 آخرين، وانتهت العملية باستشهاد منفذيها.
الباكستانيان عمر خان وعاصف حنيف
ينحدر عمر شريف خان من مدينة دربي البريطانية، وعاصف محمد حنيف من غرب مدينة لندن، يحمل كلاهما الجنسية البريطانية، وهما من أصول باكستانية.
في 30 أبريل/نيسان 2003 فجّر عمر نفسه -وكان عمره حينها 25 عاما- في مقهى "مايكس بلاس" بمدينة تل أبيب، مما أدى إلى مقتل 3 مستوطنين وجرح 60 آخرين، واستشهد عاصف حنيف -وكان عمره وقتها 22 عاما- بعد خلل فني حال دون تنفيذ عملية استشهادية في التوقيت نفسه.
تبنت كتائب عز الدين القسام العملية، وقالت إنها رد على اغتيال إسرائيل القائد إبراهيم المقادمة.
التونسي محمد الزواري
وُلد المهندس محمد الزواري في مدينة صفاقس التونسية عام 1967، التحق بالمدرسة الوطنية للمهندسين، لكنه غادر تونس عام 1991 قبل التخرج إثر تعرضه للملاحقة الأمنية على خلفية نشاطه السياسي والطلابي في الاتحاد العام التونسي للطلبة.
اتجه إلى ليبيا وقضى فيها فترة قصيرة، ثم إلى السودان وفيه عمل في منشأة لتصنيع آلات النجارة ثم في التصنيع الحربي التابع للجيش السوداني، ومن هناك سافر إلى سوريا وعمل موظفا في شركة للصيانة.
عاد إلى تونس بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي عام 2011، وعاد لاستكمال دراسته في المدرسة نفسها، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عام 2013، وعمل أستاذا جامعيا فيها.
أسس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين أول جمعية للطيران في تونس عام 2013 باسم نادي الطيران النموذجي بالجنوب.
انتمى الزواري إلى كتائب عز الدين القسام أثناء إقامته في سوريا عام 2006، وكان ضمن المهندسين الذين أشرفوا على مشروع طائرات أبابيل التي صنعتها القسام، والتي كان لها دور حاسم في حرب "العصف المأكول" عام 2014، كما استخدمتها المقاومة في معركة طوفان الأقصى.
اغتيل رميا بالرصاص في 17 ديسمبر/كانون الأول 2016 أمام منزله في صفاقس، واتهمت كتائب القسام إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله.
الأردني محمد عودة
ولد محمد عودة في مدينة الزرقاء بالأردن عام 1974، هاجرت عائلته من فلسطين بعد نكبة عام 1948.
انضم إلى كتائب عز الدين القسام، وفي 7 مايو/أيار 2002 تسلل إلى ملهى بمدينة ريشيون ليتسيون جنوب تل أبيب وفجّر حقيبة متفجرات، مما أدى إلى مقتل 20 إسرائيليا وجرح 60 آخرين.
تكتمت كتائب عز الدين القسام على اسم الاستشهادي الذي نفذ العملية لأسباب أمنية ولم تعلن عنه إلا بعد مضي 6 سنوات.