محمود خليل أول ضحايا تهديدات ترامب بترحيل الطلاب الأجانب

FILE PHOTO: Mahmoud Khalil speaks to members of media about the Revolt for Rafah encampment at Columbia University during the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Islamist group Hamas in Gaza, in New York City, U.S., June 1, 2024. REUTERS/Jeenah Moon/File Photo
محمود خليل أحد قادة الاحتجاجات الطلابية في جامعة كولومبيا تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة (رويترز)

محمود خليل أحد أبرز الناشطين الذين قادوا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة، كان له دور بارز في تحريك الرأي العام الجامعي والعالمي بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وُلد في سوريا لعائلة فلسطينية هاجرت إثر نكبة 1948، وانتقل إلى أميركا عام 2022 لاستكمال دراسته.

في 9 مارس/آذار 2025 اعتقلته سلطات الهجرة بعد اقتحام منزله، بسبب مشاركته في المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.

المولد والنشأة

ولد محمود خليل عام 1995 في مخيم للاجئين جنوب العاصمة السورية دمشق، لعائلة هاجرت من ضواحي مدينة طبريا بعدما أحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قريتهم عام 1948.

انتقل إلى الولايات المتحدة عام 2022 بهدف استكمال دراسته. وتزوج من زميلة أميركية، وحصل على بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد).

الدراسة والتكوين العلمي

نال خليل درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب من الجامعة اللبنانية الأميركية عام 2018.

وأكمل درجة الماجستير في ديسمبر/كانون الأول 2024 من كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا.

التجربة العملية

تميزت مسيرة خليل المهنية في مجالات المساعدات الإنسانية والتنمية والشؤون السياسية، فقد عمل مع منظمات دولية وهيئات حكومية لدعم مجتمعات اللاجئين.

بدأ عمله مسؤولا ميدانيا في منظمة "نجدة ناو" الدولية في لبنان عام 2013، وقدم مساعدات إنسانية مباشرة للنازحين، مع التركيز على الإغاثة الطارئة والتعليم وتنمية المجتمع.

تولى منصب مدير الشؤون المالية والعمليات في مؤسسة جسور بين عامي 2013 و2018، وقاد إستراتيجيات مالية وتشغيلية تهدف إلى دعم الشباب السوري عبر التعليم والمنح الدراسية وفرص التطوير المهني.

إعلان

انتقل لاحقا للعمل مديرا بإحدى برامج وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة في بيروت من عام 2018 وحتى 2022، وأشرف على برامج تنموية لتعزيز استقرار المناطق المتأثرة بالنزاعات وتحسين الحوكمة ودعم المجتمعات النازحة عبر وضع وتنفيذ سياسات طويلة الأمد.

وفي عام 2023 انضم إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في نيويورك وكان مسؤولا للشؤون السياسية، وركز على المناصرة السياسية للاجئين الفلسطينيين، والتواصل مع الجهات الدولية لمعالجة التحديات الإنسانية والسياسية التي تواجههم.

النشاط الطلابي

كان خليل أحد قادة الحراك الطلابي الذي شهدته الجامعات الأميركية عام 2024 احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والدعم الأميركي غير المحدود له.

وقد تضمن الحراك في جامعة كولومبيا اعتصامات واحتجاجات على مدار أسابيع عدة دفعت قوات شرطة المدينة إلى اقتحام الحرم الجامعي، بهدف فك اعتصام الطلاب بإحدى قاعاتها بناء على طلب رئيسة الجامعة نعمت شفيق التي استقالت لاحقا.

وكان خليل أحد الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية الذين تفاوضوا نيابة عن المتظاهرين في الحرم الجامعي وضغطوا على جامعة كولومبيا لسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب عدوانها على قطاع غزة.

كما ألقى عددا من الخطابات أمام الحشود الطلابية، وتحدث كثيرا مع وسائل الإعلام الأميركية.

جدل الاعتقال

في 9 مارس/آذار 2025 ألقت سلطات الهجرة القبض على الطالب محمود خليل بسبب مشاركته في المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.

وأعلنت وزارة الأمن الداخلي في بيان لها أن اعتقاله جاء تنفيذا "للأوامر التنفيذية للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تحظر معاداة السامية"، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية.

وأحدث احتجاز خليل صدى واسعا في الأوساط الأميركية، وتصدّر عناوين وسائل الإعلام وشبكات الأخبار، وأشعل جدلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، وفي سياق التضامن معه نظم مؤيدون للقضية الفلسطينية مظاهرة في مدينة نيويورك احتجاجا على اعتقاله.

إعلان

ورغم عدم توجيه أي تهم رسمية ضده فإن السلطات ألغت إقامته الدائمة، في حين صرح ترامب بأن هذه العملية لن تكون الأخيرة.

من جانبها، زعمت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين أن خليل "متحالف مع حماس، وهي منظمة إرهابية".

لكن في 10 مارس/آذار من العام نفسه أصدر القاضي الفدرالي جيسي فورمان من محكمة مانهاتن قرارا يمنع ترحيل خليل "إلا بأمر قضائي"، نظرا لكونه حاملا بطاقة الإقامة الدائمة، مما يمنحه حماية قانونية تمنع ترحيله الفوري.

بدوره، أكد المحامي رمزي قاسم أن موكله خليل حُرم من الاستشارة القانونية، مشيرا إلى أن تواصله الوحيد مع المحامين تم عبر خط هاتف خاضع للمراقبة، مما حال دون إجراء أي مناقشات قانونية مطولة بشأن قضيته.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان