جيه دي فانس.. نائب ترامب المؤيد لإسرائيل

محام وسياسي أميركي ولد عام 1984 جنوب غربي الولايات المتحدة الأميركية، تخرج في كلية القانون ودخل غمار السياسة في الحزب الجمهوري، وتدرج فيه إلى أن أصبح عضوا في الكونغرس، وعيّنه المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس السابق دونالد ترامب نائبا له في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

المولد والنشأة

ولد جيمس دونالد بومان (فانس) في 2 أغسطس/آب 1984 في بلدة ميدلتاون بولاية أوهايو جنوب غرب الولايات المتحدة الأميركية. وتختصر الصحافة الأميركية اسمه على صيغة "جيه دي فانس".

والده دونالد راي بومان من أصل أيرلندي ومن مواليد 1959، وأمه بيفرلي فانس (سميت بيفرلي كارول بعد زواجها الثاني)، وهي من مواليد 1961.

انفصل والداه وهو لا يزال طفلا صغيرا، فنشأ مع جده وجدته لأمه، خاصة أن والدته كانت مدمنة على المخدرات، وبسبب نشأته مع جده أخذ اسمه العائلي "فانس".

عاش جيمس وأخته ليندسي طفولة صعبة وعانى من الفقر في كنف جده جيمس فانس وجدته بوني بلانتون (سميت بوني فانس بعد الزواج من جده)، وانتقلوا للعيش شرق ولاية كنتاكي.

انتقل جيمس بعد ذلك للعيش مع أمه وزوجها الجديد، الذي أخذ اسمه العائلي وأصبح يسمى جيمس هامل، ولكنه عاد فيما بعد وتشبث باسم عائلة جده، فأصبح اسمه بشكل نهائي جيمس ديفيد فانس.

تزوج جيمس عام 2014 من المحامية أوشا تشيلوكوري وأنجبا 3 أطفال: ولدان سمياهما إيوان وفيفيك، وابنة سمياها ميرابل.

وتعرف عليها لأول مرة عندما كانا زميلين بكلية القانون في جامعة ييل، وعقدا قرانهما بعد عام من تخرجهما.

إعلان

وقال في مقابلات صحفية إنه كان يعتبرها "مرشدته الروحية" في الجامعة، وأثنى عليها كثيرا بسبب دعمها المستمر له في حياته العملية والسياسية.

الدراسة والتكوين العلمي

تخرج جيه دي فانس من ثانوية ميدلتاون عام 2003، ثم التحق بسلاح مشاة البحرية الأميركي (المارينز) لمدة 4 سنوات، وأثناء خدمته أرسل للعراق للخدمة في الشؤون العامة بعد الغزو الأميركي.

التحق فيما بعد بجامعة ولاية أوهايو وحصل منها على بكالوريوس العلوم السياسية والفلسفة عام 2009.

كما حصل على شهادة القانون العام في عام 2013 من جامعة ييل، ثم عمل في شركة "سيدلي إل إل بي" للمحاماة، وفي شركات استثمار في كاليفورنيا وأماكن أخرى منها وادي السيليكون.

التجربة السياسية

جيه دي فانس عضو في الحزب الجمهوري، وهو من دعاة سياسة "أميركا أولا"، لكنه مؤيد قوي لإسرائيل وللتطبيع العربي معها.

كما أنه مؤيد بشدة للتيار المسيحي في الولايات المتحدة ويرى أن بلاده "لا تزال أكبر دولة ذات أغلبية مسيحية في العالم"، ويعتبر أن هذا التيار الديني هو السبب وراء الدعم الأميركي لإسرائيل.

عبر في أكثر من مناسبة عن دعمه للعدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمر شهورا. ودعا إلى دعم قوي لإسرائيل حتى "تهزم" حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويرى أن هذه "الهزيمة" هي التي ستسمح بفتح بوابة التطبيع الإسرائيلي مع العرب.

عارض فانس الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ولكنه عمل في الشؤون العامة لجيش بلاده في العراق بعد الغزو، ويعتبر أن أميركا لا تحسن إدارة الحروب في المنطقة.

وقال أمام مجلس الشيوخ لاحقا بعد الانسحاب الأميركي ودخول إيران فاعلا أساسيا في الساحة السياسية العراقية إن أميركا بغزوها خلقت وكيلا لإيران في الشرق الأوسط.

وأضاف "رأيت عندما ذهبت إلى العراق أنني تعرضت للكذب"، وأن "الوعود التي قدمتها مؤسسة السياسة الخارجية في هذا البلد كانت مجرد مزحة".

إعلان

كما يرى فانس أن الغزو الأميركي تسبب في هجرة المسيحيين من العراق، وأن واشنطن "قضت على واحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم".

يرفض جيه دي فانس أيضا التمويل الذي تبذله واشنطن لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، ويقول إنه "ليس من مصلحة أميركا أن تستمر في تمويل حرب لا نهاية لها فعليا".

US former President and 2024 Republican presidential candidate Donald Trump (L) raises a fist next to US Senator from Ohio and 2024 Republican vice-president candidate J. D. Vance during the first day of the 2024 Republican National Convention at the Fiserv Forum in Milwaukee, Wisconsin, July 15, 2024. - Donald Trump won formal nomination as the Republican presidential candidate and picked a right-wing loyalist for running mate, kicking off a triumphalist party convention in the wake of last weekend's failed assassination attempt. (Photo by Brendan SMIALOWSKI / AFP)
جيه دي فانس (يمين) مع دونالد ترامب خلال المؤتمر العام للحزب الجمهوري يوم 15 يوليو/تموز 2024 (الفرنسية)

موقفه من ترامب

عرف عن فانس انتقاده الشديد لترامب ومعارضته له، خاصة قبل انتخابات الرئاسة عام 2016، فقد شبهه في جلسات خاصة بالزعيم النازي الألماني، وسماه "هتلر أميركا"، وقال عنه إنه "أحمق" و"يستحق الشجب".

وكتب فانس إلى أحد زملائه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في عام 2016 "أتأرجح بين الاعتقاد بأن ترامب غبي خبيث مثل نيكسون (الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون) الذي ربما لم يكن بهذا السوء، وبين أنه هتلر أميركا".

لكنه انقلب رأسا على عقب في موقفه، وأصبح من أكبر داعمي ترامب، خاصة بعدما "رأى النجاحات التي حققها ترامب حين كان رئيسا للبلاد" من 2016 إلى 2020، حسب ما يقول بعض المسؤولين الجمهوريين مفسرين هذا التغيير.

فحين ترشح فانس لعضوية مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي عام 2022، غيّر موقفه وبدأ يقترب من توجهات ترامب، وكافأه هذا الأخير بدعمه من أجل الفوز بالمنصب.

وكانت باكورة ذلك التغيير أن فانس قلل من شأن هجوم أنصار ترامب في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكونغرس، في محاولة منهم منع المصادقة على نتائج انتخابات 2020 التي انهزم فيها ترامب أمام مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن.

وكشف فانس في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" في يونيو/حزيران 2024 أنه اجتمع مع ترامب عام 2021 وتقاربا خلال حملته للفوز بعضوية مجلس الشيوخ.

إعلان

وأكد أنه لم تكن هناك لحظة "كشف" غيرت وجهة نظره في ترامب، بل إنه "أدرك تدريجيا" أن معارضته للرئيس السابق "كان سببها أساسا الأسلوب وليس الجوهر".

وقال فانس لنيويورك تايمز "سمحت لنفسي بالتركيز كثيرا على أسلوب ترامب لدرجة أنني تجاهلت إلى حد بعيد الطريقة التي كان يقدم بها شيئا مختلفا تماما في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، والتجارة والهجرة".

وفي السياق ذاته، قال فانس على قناة فوكس نيوز عام 2021 "لقد كنت منفتحا للغاية بشأن حقيقة أنني قلت تلك الأشياء الانتقادية، وأنا نادم عليها، وأنا آسف لكوني مخطئا بشأن هذا الرجل".

المناصب والمسؤوليات

  • خدم في سلاح مشاة البحرية الأميركي (المارينز) 4 سنوات بدءا من عام 2003.
  • انتخب عام 2022 في الانتخابات النصفية سيناتورا عن ولاية أوهايو.
  • كان محاميا لعدة شركات.
  • عينه المرشح الجمهوري دونالد ترامب نائبا له في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024.

مؤلفاته

في عام 2016 كتب مذكرات بعنوان "مرثية قروي" (عنوانها الأصلي بالإنجليزية Hillbilly Elegy)، يتحدث فيها عن المعاناة التي عاشها هو والمجتمع القروي الذي قضى فيه طفولته مع سكان المناطق الريفية الجبلية الفقيرة بالولايات المتحدة.

ويتناول الكتاب نشأة فانس وتجاربه في ميدلتاون، والفترة التي قضاها في كنتاكي، فروى عن كيفية توارث الفقر بين العائلات وتناول مشاكل الإدمان والعنف المنزلي.

كما تحدث فيه عن بعض الذكريات عن جدته، وأشاد بها لأنها كانت عمود استقرار الأسرة، كما كانت تشجعه على الارتقاء وتحدي الظروف الصعبة.

وقد تم اقتباس الرواية وتحويلها إلى فيلم سينمائي بالعنوان نفسه على منصة نتفليكس عام 2020، وترشحت بطلته لجائزة الأوسكار.

المصدر : الجزيرة + رويترز

إعلان