وحيد حقانيان.. اليد الأمنية لمرشد الجمهورية الإيرانية
وحيد حقانيان -المعروف باسم سردار وحيد- ضابط إيراني ونائب تنفيذي في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي. ولد عام 1961، وبعد الثورة الإيرانية عام 1979 أصبح قائدا عسكريا وتدرج في المناصب العسكرية والأمنية. قدم ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو/حزيران 2024، لكن مجلس صيانة الدستور استبعده ولم يقبل ترشحه.
المولد والنشأة
ولد وحيد حقانيان عام 1961 في مدينة أصفهان، الواقعة على بعد 340 كلم جنوب العاصمة طهران، في سن الـ18 عمل سائقا لعبد الله جاسبي، عضو المجلس المركزي للحزب الجمهوري الإسلامي، وأصبح لاحقا سائقا لعلي خامنئي، وذلك بالتزامن مع انضمامه إلى اللجان الثورية الإسلامية بعد ثورة عام 1979، ونشاطه المسلح فيها في غرب العاصمة طهران ضد الجماعات المُعادية للثورة.
في الحرس الثوري
انضم عام 1984 إلى الحرس الثوري الإيراني وتولى ضمنه قيادة "دوريات ثأر الله"، التي كانت إضافة لـ"دوريات جند الله" بديلا لجهاز الأمن والشرطة في البلاد.
تولى حقانيان بعدها قيادة وحدة الاستخبارات البحرية التابعة للحرس الثوري لعام واحد، وفي عام 1987 وخلال مشاركته في الحرب العراقية الإيرانية، أصيب وحيد في بطنه وساقه، وأثرت تلك الإصابة على حركته ومشيته.
وعُين عام 1988 قائدا لفيلق القدس، ومن ثم أصبح مقربا من محمد محمدي كولبايكاني، مدير مكتب خامنئي، وعينه في مكتب المرشد مسؤولا عن الملف الأمني، وفي عام 2005 تمت ترقيته إلى منصب النائب التنفيذي لمكتب خامنئي.
برز دور وحيد الأمني في الانتفاضة التي شهدتها المدن الإيرانية عام 2009 بسبب اتهام المتظاهرين للسلطات الإيرانية بالتلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمود أحمدي نجاد على مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
فقد أشرف وحيد حينها على المواجهة الأمنية للاحتجاجات مع مجتبى خامنئي (نجل المرشد الأعلى)، وكان مسؤولا عن ملف الإقامة الجبرية لبعض المسؤولين الإيرانيين مثل كروبي الذي رفض نتائج الانتخابات ودعا إلى الإصلاح.
وبرز وحيد حقانيان بشكل علني للإعلام في أثناء تسليم أحمدي نجاد منصب الرئاسة، إذ جلس في الصف الأول في البرلمان الإيراني إلى جانب رئيس الأركان حسن فيروز آبادي ورئيس الحرس الثوري الإيراني عزيز جعفري.
وتم اتهامه لاحقا بالضلوع في مقتل علي موسوي (نجل المرشح الرئاسي مير موسوي)، وجاءت التهمة بسبب مفاوضاته مع مستشاري موسوي نيابة عن خامنئي لِثَنيهم عن التصريح للإعلام عن تفاصيل الحادثة مقابل تسليمهم جثة علي، وتم تسليمهم الجثة ودفنها بشكل هادئ حينها بعيدا عن وسائل الإعلام.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، اعتَقل حقانيان أحد المقربين منه، وهو محسن سرفاني، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، ورغم إنكار سرفاني التهمة، تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه في سجن زاهدان جنوب شرقي إيران.
ممثل خامنئي السياسي
في عام 2016، بدأ وحيد حقانيان يظهر في المناسبات الداخلية ممثلا عن المرشد الأعلى للجمهورية، حيث ظهر في عزاء عائلات القتلى الذين قضوا في حادثة منجم آزادشهر، وفي مكان انهيار مبنى بلاسكو التجاري في العاصمة طهران عام 2017، وفي عزاء مستشار الحرس الثوري الإيراني محسن حججي الذي قتل في سوريا عام 2019.
وفي عام 2021، بعد فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية، نشر وحيد رسالة شكر فيها المرشحين الرئاسيين محسن رضائي، وأمير حسين قاضي زاده، وعبد الناصر همتي على مشاركتهم في الانتخابات، مما أثار موجة من الانتقادات لتلك الرسالة، وتم اتهام حقانيان بوضع "مرشحين صوريين" أمام رئيسي لضمان فوزه.
وفي الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على حقانيان، ووصفه بيان الوزارة بأنه "اليد اليمنى" لعلي خامنئي، وشملت العقوبات حينها أيضا كُلا من رئيسي ومجتبى خامنئي ومحمدي جولبايجاني ومسؤولين آخرين، وذلك بتهمة "المشاركة في عمليات إرهابية" ضد المصالح الأميركية عام 1983 في بيروت وعام 1994 في الأرجنتين، إضافة إلى "تورطهم في تعذيب المدنيين وقمع الحريات" داخل إيران.
ترشحه للانتخابات الرئاسية 2024
بعد وفاة رئيسي يوم 19 مايو/أيار 2024، إثر تحطم مروحيته في محافظة أذربيجان الشرقية، وبعد إعلان السلطات تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة خلال 60 يوما، أعلن حقانيان ترشحه للانتخابات الرئاسية الـ14 في تاريخ البلاد.
وتضمن خطاب ترشحه تذكيرا بماضيه السياسي في إيران، الذي يمتد إلى 45 عاما، وقال إن ترشحه نابع "من إيمانه بضرورة تجاوز المنعطفات التاريخية التي تواجهها إيران والنظام العالمي الجديد".
وتقدم 57 مرشحا لهذه الانتخابات الرئاسية، من ضمنهم الرئيس السابق أحمدي نجاد، ونائب الرئيس الإيراني السابق إسحاق جهانغيري، إلا أن مجلس صيانة الدستور قبل ملفات 6 مرشحين فقط، ليس منهم حقانيان.