شلومي بيندر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية
شلومي بيندر، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) ولد عام 1975 في حيفا، والتحق بالجيش عن طريق الوحدة النخبوية "سيرت ماتكال" التي تولى قيادتها لاحقا، كما قاد لواء غولاني ووحدة إيغوز وشعبة العمليات.
وقبل ساعات من بدء عملية طوفان الأقصى فجر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان شلومي يسحب جنوده من منطقة غلاف غزة وينقلها إلى الضفة الغربية، مما يعني غياب أي معلومات لدى جيش الاحتلال عن هذه العملية الفلسطينية وعن استعدادات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي 02 مايو/أيار 2024 تم تعيينه رئيسا لشعبة "أمان" خلفا لرئيسها المستقيل اللواء أهارون هاليفا، وهو ما أثار جدلا واسعا ودفع بوزير الأمن إيتمار بن غفير إلى المطالبة بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت الذي وافق على قرار التعيين.
المولد والنشأة
ولد شلومي بيندر في فبراير/شباط 1975 بمدينة حيفا وعاش فيها مراحل طفولته، كما كان عضوا في الحركة الكشفية بها.
الدراسة والتكوين
تابع شلومي مراحل دراسته في حيفا، ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة ليو بيك بالمدينة.
وبالتزامن مع عمله ضابطا في الجيش، تابع شلومي دراساته الجامعية في القدس المحتلة وواشنطن بالولايات المتحدة.
وهو يحمل شهادة ماجستير في العلوم الإستراتيجية من جامعة الأمن القومي في واشنطن، وشهادة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من الجامعة العبرية في القدس.
التجربة العسكرية
بدأ شلومي مسيرته العسكرية في نوفمبر/تشرين الثاني 1993 بالالتحاق بوحدة سيرت ماتكال، وهي وحدة نخبة في جيش الاحتلال تتبع مباشرة لقيادة الأركان.
وتلقى تدريباته مع المظليين ثم ضباط المشاة، وعام 1999 تعرض شلومي لحادث انفجار عبوة ناسفة أثناء تمرين عسكري، وتعافى بعد أشهر من العلاج ثم عاد إلى عمله.
وعام 2010 أصبح شلومي قائداً لوحدة إيغوز، واستمر فيها حتى 2012، ثم صار قائدا لدورية الأركان العامة في مايو/أيار 2013، وظل يشغل هذا المنصب حتى مارس/آذار 2016.
وفي 4 سبتمبر/أيلول 2016، عين شلومي في منصب قائد لواء غولاني وظل يشغله حتى 24 مايو/أيار 2018.
وحصل شلومي على رتبة عميد في 05 أغسطس/آب 2019، وعين قائدا لتشكيل الجليل حتى 26 أبريل/نيسان 2022، حيث أصبح رئيسا لقسم العمليات في جيش الاحتلال.
وخلال الحرب على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، كان شلومي مكلفا بتنسيق إدارة الحرب بهيئة الأركان، حتى تعيينه رئيسا لـ"أمان" في 02 مايو/أيار 2024.
وبحكم المناصب العسكرية التي تقلدها، فقد شارك شلومي في معظم حروب إسرائيل على غزة ولبنان خلال 3 عقود، بما فيها حرب يوليو/تموز 2006، وعملية "الجرف الصامد" و"طوفان الأقصى" العسكريتان.
فشل استخباراتي
قبل ساعات من بدء "طوفان الأقصى" بدأ شلومي (رئيس قسم العمليات، آنذاك) يسحب جنوده من منطقة غلاف غزة وينقلهم إلى الضفة المحتلة، مما يعني أنه كان يجهل أي معلومات عن استعدادات كتائب القسام للهجوم.
وهذا ما جعل الإعلام الإسرائيلي يصف شلومي بأنه أحد كبار العسكريين المسؤولين عن الفشل في اكتشاف "طوفان الأقصى" والتصدي لها.
فمن مهام الشعبة التي كان يرأسها شلومي تجهيز الجيش للحرب وحالات الطوارئ والظروف الخاصة، وتنسيق وتنظيم المخططات الحربية، إضافة إلى التنسيق بين الأذرع العسكرية المختلفة وتطبيق الرؤية الأمنية الإسرائيلية على أرض الميدان.
كما أن الانهيار السريع لجنود شعبة العمليات بعد اقتحام مقاتلي كتائب القسام غلاف غزة، فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشف عن ضعف الاستعداد لدى هذه الشعبة المحورية بالجيش الإسرائيلي.
تعيين مثير
على الرغم من الدعوات المتكررة بأن يكون شلومي محور التحقيقات المتعلقة بالفشل الإسرائيلي في توقع "طوفان الأقصى" فإن اسمه تصدر قائمة الضباط الذين كانوا مرشحين ليخلفوا هاليفا الذي استقال من رئاسة "أمان" بعدما اعترف بفشله في توقع أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول والتصدي لها.
ورغم استبعاد محللين إسرائيليين له فإن المتحدث باسم جيش الاحتلال أعلن اختيار شلومي من قبل قائد الأركان هرتسي هاليفي وبموافقة من وزير الدفاع لتولي المهمة، ضمن تعيينات أخرى لعدد من الضباط العسكريين.
وفي أبرز رد فعل على هذا التعيين، دعا بن غفير رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إقالة وزير الدفاع بوصفه لا يملك تفويضا لمثل هذه التعيينات.
ومع أن بن غفير ـبحسب الإعلام الإسرائيلي- أشار إلى أن بعض الضباط المعينين يستحقون مناصبهم الجديدة، فإنه انتقد بشدة ما اعتبره مساعي تصحيح إخفاقات الجيش من خلال المسؤولين عنها، بمن فيهم وزير الدفاع نفسه، الذي قال عنه إنه "لم يعد مؤهلا لمواصلة مهامه".