بيت محسير.. قرية مقدسية دمرتها الهاغاناه وأقيمت على أنقاضها مستوطنتان
قرية فلسطينية مهجرة منذ عام 1948، وهي من قرى قضاء القدس، وكان لها ولأهلها دور فاعل في معركة باب الواد التاريخية بسبب موقعها الإستراتيجي، ويروي أبناؤها بعض الروايات التي تقول إنهم من الحسينيين الأشراف الذين ينتسبون لآل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال حرب 1948 على أراضي بيت محسير، وطردت سكانها ودمرت بيوتهم، ثم أقامت على أراضيها مستعمرة "بيت مئير" عام 1950.
الموقع
تقع قرية بيت محسير فوق رقعة عالية نسبيا من جبال القدس ترتفع نحو 600 م عن سطح البحر، وتبعد 26 كيلومترا غرب مدينة القدس.
تحيط بأراضيها أراضي قرى عدة منها: ساريس وصوبا والقسطل وبيت جيز وبيت ثول وإشوع، وتطل على ما يعرف بوادي باب الواد، وكانت تطل على طرق فرعية تصلها بطريق القدس-يافا العام.
السكان
قدر عدد سكانها بنحو 450 نسمة في أواخر القرن الـ19 (سنة 1875)، وفي عام 1931 قدر عدد سكانها بـ1920 نسمة كانوا يقيمون في 445 بيتا، وارتفع هذا العدد عام 1945 إلى 2400 نسمة.
الاقتصاد
كان الاعتماد الأساسي لاقتصاد القرية على الزراعة، وعمل سكان بيت محسير في الزراعة البعلية (التي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي)، وزرعوا الحبوب والأشجار المثمرة والزيتون والكروم. وكانت الغابات تغطي مساحات واسعة قرب القرية.
وفي 1944-1945، كان ما مجموعه 6225 دونما مخصصا للحبوب، و1342 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وفي القرية معصرة زيتون وطواحين قمح، وكان السكان يتزودون بالمياه من نبع يقع في الناحية الشمالية الشرقية منها.
معالم القرية
بنيت بيوتها من الحجر والطوب، واتخذ مخططها شكل شبه المنحرف، وتتلاصق البيوت في تجمعات تمثل الأحياء الأربعة في القرية. ويخترقها شارع رئيس من الشرق إلى الغرب على جانبيه محلات تجارية وبعض المرافق العامة الأخرى كمسجد القرية ومدرسة ابتدائية وثانوية ومدرسة للبنات.
ويفتخر أهل بيت محسير بأن شيخ القرية وإمام مسجدها كان خريج الأزهر الشريف. ويوجد في القرية مقامان أحدهما للشيخ أحمد العجمي وآخر للشيخ الصالح أحمد تاج العرفين الذي تقول بعض الروايات إن نسبه ينتهي لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد امتدت مباني القرية في نموها العمراني على شكل محاور بمحاذاة الطرق المؤدية إلى قرية ساريس على طريق القدس-يافا. وقد أدى النمو العمراني إلى اتساع مساحة القرية حتى بلغت قرابة 77 دونما.
احتلال بيت محسير وتهجير سكانها
على الرغم من أن القرية كانت مستهدفة من الاحتلال في أثناء عملية نحشون في أوائل أبريل/نيسان 1948، فهي لم تُحتل إلا في النصف الأول من مايو/أيار 1948.
فعلى إثر عملية نحشون، شنت منظمة الهاغاناه سلسلة هجمات سعيا لتوسيع الممر الذي شقته إلى القدس، وللاستيلاء على مركز اللطرون الإستراتيجي، وسقطت بيت محسير خلال عملية مكابي على يد لواء هرئيل.
في أواخر مارس/آذار 1948، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الجيش البريطاني احتل القرية لمدة وجيزة، فقد قاومت بيت محسير، هجوما بريطانيا بعد أن أغار العرب على مستعمرة هرطوف الغربية.
قرية بيت محسير بعد التهجير
بقيت في القرية منازل عدة، تبدو اليوم مبعثرة وبقايا مداخل كهوف وآبار، ومنزلان مهجوران.
ولا تزال بقايا طاحونة قمح، وهي آلة معدنية لها عجلات موازنة مثبتة على بناء حجري، بادية للعيان. وتمتد من الطرف الشرقي للقرية غابة برية قديمة الأشجار تكسو قمة الجبل.
وتنتشر بين الأشجار قبور عدة منها قبر العجمي، ولا تزال هناك أيضا أنقاض المنازل الحجرية في الجهة الغربية للموقع، ومثلها أنقاض الحيطان الحجرية المحيطة بالبساتين.
مستوطنات في بيت محسير
في عام 1948 أنشئت على أراضي بيت محسير مستوطنة "بيت مئير"، وفي عام 1950 أنشئت إلى الشمال الغربي من القرية مستوطنة "مسيلات تسيون".