الجرافة "دي 9".. آلية "مدنية" تستخدم في مهام عسكرية

"دي 9″ جرافة مدرعة معدلة، تعرف عالميا بـ"كاتربيلر دي-9". تستند إلى نموذج "كاتربيلر" مصمم لعمليات محددة في المناطق الحضرية. يكمن استخدامها الأساسي في قدرتها على إزالة التحصينات والأنفاق، استخدمتها إسرائيل في جميع حروبها، وخضعت لعددد من التطويرات والتحسينات في دروعها وحمايتها، ويطلق على نسختها الأخيرة "دي-9 تي".

النشأة والتصنيع

جرافة "دي 9" صممتها وأنتجتها شركة "كاتربيلر" الأميركية لصناعة وبيع المعدات الثقيلة في الولايات المتحدة في 1955. وعلى الرغم من أن الشركة المذكورة لا تُصنّع أي نسخة عسكرية خاصة من هذه الجرافة لحساب أي دولة، فإنها  تُستخدم في التطبيقات والخطط العسكرية.

التكلفة

تبلغ تكلفة الجرافة "دي 9" ما لا يقل عن 900 ألف دولار، لكن تعزيزها بالدروع لدعم قدراتها الهجومية جعل تكلفتها الإجمالية قد تتجاوز مليونا و200 ألف دولار.

تمركز الجرافات الإسرائيلية "دي 9" على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 (الفرنسية)

مميزات الجرافة "دي 9"

تحتوي على محرك ديزل بسعة 18 لترا مزود بشاحن توربيني بقوة 474 حصانا بخاريا. تبلغ قوة جرها 71.6 طنا، وارتفاعها 4 أمتار، وعرضها 4 أمتار، وطولها 8 أمتار. كما تبلغ سرعتها القصوى 15 كيلومترا في الساعة.

توفر المقصورة المدرعة الحماية من نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا قذائف المدفعية، وتقول بعض المصادر إن جرافات جيش الدفاع الإسرائيلي صمدت في وجه متفجرات ضخمة من العبوات الناسفة، بل وأدت إلى انحراف قذائف آر بي جي.

المهام القتالية

تستخدم جرافات "دي 9" المدرعة لعدد من المهام ، بما في ذلك التخلص من الذخائر المتفجرة، وتطهير المناطق المفخخة، وهدم التحصينات، وفتح الطرق، واستعادة المركبات المدرعة العالقة، وبناء الأكوام الرملية والحواجز المختلفة، وإعداد المواقع الدفاعية.

إعلان

ويستخدمها الإسرائيليون -أيضا- في التوغلات الهجومية وفي حرب المدن من أجل تقليل خسائرهم البشرية، كما تستعمل في حالات المواجهات مع المدنيين غير المسلحين لاكتساح الأحياء وهدم المنازل وردم السراديب والأنفاق والمواقع المحفورة.

واستخدمت -كذلك- في عمليات الإغاثة والإجلاء في الحالات الطارئة التي تعقب العمليات واسعة النطاق، ويعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في سحب دبابات القتال الرئيسية والمركبات القتالية الأخرى التي يزيد وزنها عن 70 طنا، التي تتعرض للإصابات والأعطال من ساحات القتال.

استخدامها عسكريا

يعود الاستخدام القتالي للجرافات في إسرائيل إلى حرب 1956، وحرب 1967، وحرب أكتوبر 1973، وحرب لبنان 1982. نظرا للتقارير الصادرة من مناطق القتال والمواجهات مع المقاومة الفلسطينية، التي أوجبت ضرورة إيجاد وسائل للحماية من نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا القذائف المدفعية.

ولجأت إسرائيل إلى الجرافة "دي 9" نظرا لبنيتها الهندسية وقوتها الميكانيكية، ونظرا لإمكانية إدخال تعديلات جوهرية عليها. ويمتلك الجيش الإسرائيلي حوالي 100 جرافة مدرعة من طرازها، إضافة النسخة الحديثة منها "دي 9 تي".

استخدمها الجيش الأميركي خلال حرب فيتنام لإزالة الغابات وفتح المسالك لكشف المساحات الغابية، التي كانت منطلقا لعمليات أفراد الجيش الفيتنامي. وبعد الحرب الأميركية الفيتنامية استبدلت هذه الآلات بجرافات كاتربيلر "دي 7 جي" الأصغر.

وحصل الجيش الأميركي ومشاة البحرية سنة 2003، على إجمالي 14 جرافة مدرعة من طراز "دي 9" المطورة من قسم الهندسة العسكرية الإسرائيلي لنشرها في العراق.

التعديلات الهندسية

أدخلت قوات الهندسة التابعة للجيش الإسرائيلي المسماه "تزاما" العديد من التعديلات على الجرافة "دي 9″، إذ جهّزتها بشفرة كبيرة قابلة للفصل وملحق كسارات خلفي مع المحافظة على تشغيل جميع وظائف الجرافة المدرعة -بما في ذلك شفرة الجرار والكسارة- عن بعد من خلال لوحة تحكم محمولة.

إعلان

كانت الجرافة تزن 55 طنا ومع التعديلات التي أدخلها عليها الجيش الإسرائيلي أصبحت تزن 62 طنا.

صُممت مجموعة الدروع الإضافية لجرافات "دي 9 كاتربيلر" من قِبل الصناعات العسكرية الإسرائيلية، عن طريق إضافة مجموعة من الدروع الهيكلية لحماية الأنظمة الميكانيكية ومقصورة القيادة.

جرافة إسرائيلية"دي 9″ تناور على الحدود مع قطاع غزة يوم  6 يناير/كانون الثاني 2024 (رويترز)

وفي 2015، زودت الجرافة بـ"دورع " معروفة -أيضا- باسم "الأقفاص"، لضمان حمايتها من القذائف الصاروخية (آر بي جي)، وهو السلاح الذي تستخدمه كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشكل أساسي. وتحيط تلك الدروع بشكل كامل بالجرافة "دي 9″، بالإضافة إلى تزويدها بالزجاج المضاد للرصاص لحماية طاقم قيادتها.

لها بابان للدخول في مقدمة قمرة القيادة، واستحدث باب خلفي ليكون مخرجا للطوارئ، إضافة إلى فتحة سقف للمراقبة.

ويمكن تركيب مدفع رشاش عيار 7.62 ملم، وقاذفات قنابل يدوية على السطح لإطلاق النار يتحكم به قائد الجرافة. كما تحتوي الجرافة على 3 تروس أمامية و3 أضيفت لدعم قدرتها على صدّ القذائف، وطلقات الأسلحة الخفيفة.

وغيّر الجيش الإسرائيلي كذلك معايير إغلاق قمرة القيادة بحيث يمكن للمركبة العمل في المناطق الملوثة بالغازات الناجمة عن هجمات بالأسلحة الكيميائية.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان