رأس الناقورة كنوز جيولوجية طبيعية احتلتها إسرائيل
رأس الناقورة منطقة تقع على الحدود اللبنانية الفلسطينية، احتلتها إسرائيل بعد حرب النكبة 1948، وأنشأت عليها أحد الكيبوتسات. نتجت المنطقة عن التغيرات الجيولوجية، وتضم كهوفا من الحجر الجيري الأبيض، وبعض المحميات الطبيعية.
موقع رأس الناقورة
تقع رأس الناقورة أقصى الشمال الغربي على الحدود بين إسرائيل ولبنان، شمال مدينتي نهاريا وعكا، ولها إطلالات على مدينة حيفا وتلال الجليل.
تتميز بلدة رأس الناقورة بتضاريسها المتمثلة بمنحدرات صخرية من الحجر الجيري الأبيض يصل ارتفاعها إلى 300 متر، ويلتقي بها البحر الأبيض المتوسط، وتوجد في جنوبها 3 جزر.
تُعرف رأس الناقورة بأهميتها لدى إسرائيل، إذ وُقعت فيها الهدنة الرسمية بين الاحتلال واللبنانيين عام 1949، والتي أنهت الحرب العربية الإسرائيلية التي اندلعت عام 1948.
وتعتبر المنطقة محمية طبيعية، مما يعكس أهميتها الجيولوجية والبيئية والسياحية.
تاريخ رأس الناقورة
قديما عرفت المنطقة الشمالية من رأس الناقورة باسم "سلم صور"، وكانت تعتبر بوابة الدخول والخروج من فلسطين منذ العصور القديمة، ومنها الإسكندر الأكبر إلى فلسطين عام 333 قبل الميلاد.
في فترة الخلافة العثمانية امتدت سكة حديدية من حيفا إلى بيروت عبر رأس الناقورة، وكانت جزءا من الخط الرئيس الذي يربط القنطرة في مصر بحيفا وطرابلس.
شهدت المنطقة عدة هجمات من القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وكذلك القوات الإسرائيلية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الـ20.
في فترة الانتداب البريطاني أنشأ البريطانيون خطا للسكة الحديدية يربط مصر بأوروبا عبر فلسطين ولبنان وسوريا وتركيا، وكانت منطقة رأس الناقورة جزءا من هذا الطريق ضمن خط حيفا- بيروت – طرابلس.
بعد انسحاب القوات البريطانية استولت إسرائيل عام 1948 على رأس الناقورة، وحينها فجرت منظمة البالماخ أنفاق السكك الحديدية لمنع تقدم الجيش اللبناني أثناء حرب النكبة.
كيبوتس رأس الناقورة
يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط قرب الحدود اللبنانية، أسسته منظمة الهاغانا عام 1949.
انضم إليه عدد من أعضاء الحركات الصهيونية، والمهاجرين اليهود الذين وصلوا من أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وهو أحد أوائل الكيبوتسات التي أنشئت بعد إعلان قيام إسرائيل.
أبرز معالم رأس الناقورة
- المحميات الطبيعية
تضم منطقة رأس الناقورة عدة محميات طبيعية منها:
- جزر رأس الناقورة: تبلغ مساحتها حوالي 311 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وأعلنت رسميا محمية عام 1965.
- محمية رأس الناقورة: تبلغ مساحتها 500 دونم، وأعلنت رسميا محمية عام 1969، وأضيف إليها 765 دونما عام 1996.
- شاطئ رأس الناقورة: وتبلغ مساحته 230 دونما، أعلن محمية عام 2003.
- الحديقة الوطنية لرأس الناقورة: وتبلغ مساحتها 220 دونما.
- الكهوف الفيروزية
تشكّلت كهوف رأس الناقورة بفعل سلسلة من الصدمات الجوفية التي تسببت في تشقّق الحجر الجيري في المنطقة، ما أدى إلى تسريب مياه الأمطار عبر تلك التشققات، ما نتج عنه إذابة الصخور وتوسيع الفجوات تدريجيا على مدى آلاف السنين، حتى تكونت أنفاق وكهوف صغيرة، وهو ما يُعرف بالظاهرة الكارستية.
تتميز الكهوف بارتفاعات مختلفة، منها ما يقع على عمق 7 أمتار تحت مستوى سطح البحر، وبعضها على عمق يتراوح بين 3 و5 أمتار تحت مستوى سطح البحر.
عثر المنقبون على طبقة رسوبية فوق مسارات السكك الحديدية الأثرية على ارتفاع 8 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
وأنشأت إسرائيل نفقا بطول 200 متر بهدف الربط بين الكهوف، متخذة التلفريك وسيلة نقل بينها.
وتعد هذه الكهوف موطنا للخفافيش، بينما تعيش في المنحدرات طيور الحمام الجبلي والسنونو.
الناقورة اللبنانية
بلدة ساحلية تنتمي لقضاء مدينة صور جنوب غرب لبنان على الحدود مع فلسطين، وهي المعبر الساحلي والبوابة الشمالية الوحيدة نحو الأراضي المحتلة.
تبعد عن العاصمة بيروت 103 كيلومترات، وتضم المنطقة مركز قيادة قوات اليونيفيل.
يحدها البحر الأبيض المتوسط من الغرب، وفلسطين المحتلة (إسرائيل) من الجنوب، وبلدة المنصوري من الشمال، ومن الشرق بلدتا علما الشعب وطير حرفا.
أُطلق على شاطئها الصخري اسم "رأس الناقورة"، ويضم الجانب الفلسطيني منه بعض المعالم السياحية لوجود الأنفاق المائية الطبيعية.
كانت البلدة خاضعة للاحتلال الإسرائيلي لكنها تحررت في مايو/أيار 2000.