منصب كبير موظفي البيت الأبيض.. "حارس البوابة" الأميركي
"كبير موظفي البيت الأبيض" ويعرف أيضا بـ"حارس البوابة"، هو مساعد رئيس الولايات المتحدة الأميركية، يشرف على مكتب الرئيس، ويعمل على تنظيم وقته وجدول أعماله، ويساهم في تطوير السياسات والتفاوض بشأن التشريعات، والعلاقة مع الإدارات الأخرى، كما يدير مشاريع البناء والتجديد في البيت الأبيض، ويعد منصبه واحدا من أقوى المناصب في الحكومة الأميركية.
مراحل تطور المنصب
يعود تاريخ بداية المنصب إلى عام 1789 مع بداية عهد جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، وفي تلك الفترة كان كل رئيس يُعين "سكرتيرا خاصا" لإدارة شؤون البيت الأبيض.
واستمرت هذه الآلية حتى عام 1857 حينما أنشأ الكونغرس، أثناء إدارة الرئيس جيمس بوكانان، مكتبا رسميا باسم "السكرتير الخاص في البيت الأبيض".
وفي عهد الرئيس ويليام ماكينلي عام 1897، استُحدث منصب "السكرتير الرسمي للرئيس"، وكان يشترط تنصيب رجال ذوي كفاءة عالية ومهارات كبيرة وقدرة على الحفاظ على السرية التامة، إذ كان ينظر إليه على أنه منصب يوازي منصب الوزير لأهميته وحساسيته.
ومع بداية الولاية الثانية للرئيس فرانكلين روزفلت عام 1939، وسّع طاقم البيت الأبيض، وطلب من الكونغرس إجراء تغييرات هيكلية على مكتب الرئاسة شملت إنشاء "المكتب التنفيذي للرئيس" وأصبح مرتبطا مباشرة برئيس الولايات المتحدة.
وفي عام 1946، استحدث منصب "مساعد رئيس الولايات المتحدة" ليشرف على شؤون البيت الأبيض، وعام 1953 غيّر الرئيس دوايت أيزنهاور اسمه إلى "كبير موظفي البيت الأبيض" وكان أول من عيّن فيه شيرمان آدامز.
ورغم أهمية المنصب، لم يتم تطبيق النظام بشكل كامل وفوري، فقد أبقى كل من الرئيسين جون كينيدي وليندون جونسون على منصب "سكرتير المواعيد" إلى جانب الهيكل الجديد.
وبداية من عهد الرئيس الـ37 للولايات المتحدة ريتشارد نيكسون عام 1968، أصبح منصب كبير موظفي البيت الأبيض جزءا لا يتجزأ من إدارة البيت الأبيض، وصار نظاما أساسيا داعما للرئيس في إدارة مهامه.
مهام وصلاحيات كبير الموظفين
ومن مهام كبير موظفي البيت الأبيض:
- إدارة عمل مكتب الرئيس، بدءا من الإشراف على طاقم إقامة أسرته، إلى تنظيم عمليات التواصل داخل البيت الأبيض، وصولا إلى متابعة وتسلم تقارير مستشاري الرئيس.
- تحديد إستراتيجية البيت الأبيض، من صياغة الأجندة التشريعية التي يرغب الرئيس في متابعتها، وتنسيق عمليات التواصل العامة، وتحديد أولويات السياسة الخارجية للإدارة الأميركية.
- ضمان تنفيذ موظفي البيت الأبيض -إضافة إلى العاملين في الوزارات والوكالات- الرؤية التي يتخذها الرئيس.
- يعرف بـ"بوابة الرئيس" نظرا لما يتمتع به من صلاحيات واسعة تشمل تحديد القرارات التي يجب أن يتخذها الرئيس شخصيا، والقرارات التي يمكن تفويضها للمرؤوسين، إضافة إلى الموافقة على من يُسمح له بالاجتماع مع الرئيس والوصول إليه.
- يوجه الرئيس ويقدم له المشورة بشأن بعض القرارات الصعبة، كما يتلقى المكالمات من المشرعين وقيادات الكونغرس.
أبرز الشخصيات التي شغلت المنصب
- جيمس بيكر الثالث
ولد عام 1930 في هيوستن بولاية تكساس، وشغل مناصب حكومية رفيعة، من بينها منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس رونالد ريغان من عام 1981 إلى 1985، وشغله أيضا في عهد جورج بوش الأب من عام 1992 إلى 1993.
كما شغل مناصب حكومية أخرى بارزة، من بينها نائب وزير التجارة ووزير الخارجية ووزير الخزانة، وحصل على عدد من الجوائز أثناء مسيرته المهنية، أبرزها وسام الحرية الرئاسي عام 1991.
- أندرو كارد
سياسي ومسؤول حكومي أميركي، شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس جورج بوش الابن من عام 2000، وقدم استقالته في أبريل/نيسان 2006، وكانت فترته ثاني أطول فترة في هذا المنصب في التاريخ الأميركي. وتم اختياره لهذا المنصب نظرا لخبرته الكبيرة في القطاعين العام والخاص، إذ سبق أن عمل في إدارات 3 رؤساء أميركيين.
وإلى جانب دوره في البيت الأبيض، شغل كارد مناصب حكومية رفيعة، منها وزير النقل في إدارة جورج بوش الأب، والمساعد الخاص للرئيس في الشؤون الحكومية في إدارة الرئيس ريغان.
- راينس بريبوس
محام وسياسي أميركي، شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس دونالد ترامب عام 2017. وقبل توليه المنصب، ترأس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري من عام 2011 إلى 2017، وكان له دور بارز في سيطرة الجمهوريين على أغلبية الكونغرس في انتخابات 2014.
وعقب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، عُيّن بريبوس رئيسا لموظفي البيت الأبيض، إلا أنه واجه تحديات كبيرة خلال توليه المنصب، نتيجة لتصادم أسلوب إدارة ترامب مع نهجه التقليدي والمنظم، الأمر الذي انعكس على تراجع نفوذ البيت الأبيض، وفي نهاية المطاف، عُيّن مكانه جون كيلي بعد مرور 6 أشهر فقط على توليه المنصب.
- جون كيلي
جنرال متقاعد من مشاة البحرية الأميركية، تولى مناصب بارزة، منها رئيس موظفي البيت الأبيض في إدارة ترامب من عام 2017 حتى 2018. وأثناء هذه الفترة، سعى لإعادة النظام إلى البيت الأبيض، لكنه واجه صعوبات كبيرة مع أسلوب ترامب وتعامله مع القضايا السياسية، فتوترت العلاقة بينهما حتى بلغت حد القطيعة.
- سوزي وايلز
خبيرة إستراتيجية وسياسية أميركية مخضرمة، ولدت عام 1957، وخبرت دواليب السياسة في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الـ20، وكانت مديرة الحملة الانتخابية لترامب وقادته إلى رئاسة أميركا مرتين (2016 و2024)، وعينها في 2024 كبيرة موظفي البيت الأبيض.
اشتهرت سوزي وايلز بأنها مستشارة ومديرة حملات انتخابية ناجحة، فقد كانت وراء إيصال سياسيين أميركيين كثيرين إلى منصب حاكم الولاية، وأدارت بنجاح حملتي ترامب للانتخابات الرئاسية.
وقد أشاد بها ترامب واعترف بدورها في نجاحه بالانتخابات، وقال في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في بيان تعيينها كبيرة موظفي البيت الأبيض، إنها "ساعدته في تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي".