هاشم صديق "شاعر الملحمة" ورمز الأدب والمسرح السوداني
هاشم صديق شاعر وكاتب مسرحي وصحفي سوداني، ولد عام 1957 في حي بانت شرق مدينة أم درمان. عايش منذ صغره ثورة 1964 -التي أطاحت بنظام الفريق إبراهيم عبود– وألهمته تأليف أوبريت "ملحمة قصة ثورة".
وحصل صديق على درجة البكالوريوس في النقد المسرحي بامتياز من المعهد العالي للموسيقى والمسرح عام 1974.
وقد عُرف شعره بالسلاسة والبساطة وعمق المعاني، وعبّر عن تطلعات الشعب السوداني للحرية والعدالة، وقد تغنى بأشعاره فنانون سودانيون كبار. وتوفي يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عن عمر ناهز67 عاما.
المولد والنشأة
ولد هاشم صديق الملك علي عام 1957 في حي بانت شرق أم درمان. وتوفي والده وكان آنذاك في المرحلة المتوسطة، فتولت أمه آمنة محمد الطاهر تربيته.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى هاشم صديق تعليمه الأولي في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى مدارس الأحفاد، وحصل على درجة البكالوريوس في النقد المسرحي بتقدير امتياز من المعهد العالي للموسيقى والمسرح عام 1974.
وسافر لاحقا إلى المملكة المتحدة، والتحق بمدرسة "إيست 15" لدراسة التمثيل والإخراج، وتتلمذ على يد أساتذة في مجال المسرح والتمثيل، منهم إسماعيل خورشيد والسر أحمد قدور والفاضل سعيد.
التجربة الأدبية
بدأ صديق اهتمامه بالتمثيل والإلقاء الشعري وهو في مراحله الدراسية الأولى، وحينئذ اشترك في برنامج "ركن الأطفال" بالإذاعة السودانية ممثلا دور الأب.
وعمل بعد تخرجه أستاذا مشاركا بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح بالسودان حتى عام 1995، وأسس مكتبة المسرح السوداني التي ضمت أرشيفا من الأعمال الأدبية والفنية السودانية.
وعُرف صديق بلقب "شاعر الملحمة" بعد تأليفه أوبريت "ملحمة.. قصة ثورة" التي استعرضت ذكريات ثورة 1964، ولحنها الموسيقار الراحل محمد الأمين. وشكّلت أول تجربة ناجحة في فن الغناء الموسيقي الكورالي في السودان.
وقد تغنى بشعره، الذي عُرف بالسلاسة والبساطة وعمق المعاني، فنانون سودانيون كبار، أمثال محمد الأمين ومصطفى سيد أحمد وأبو عركي البخيت وسيد خليفة، وكانت أشعاره تمزج بين عشق الأرض وتطلعات الشعب السوداني إلى الحرية والعدالة.
وأنتج أعمالا درامية مسرحية، من أشهرها "أحلام زمان" و"نبتة حبيبتي" كما قدم عددا من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية التي تحاكي هموم المجتمع السوداني وتطرح قضاياه.
وعمل صديق في عدد من الصحف السودانية، وكان حاضرا في الساحة السياسية، وتعرّض للاعتقال مرات عدة بسبب بعض أعماله الأدبية، وحظرت كثير منها، من بينها مسلسلا "الحراز والمطر" و"الحاجز" الذي حذفت الرقابة على الإعلام أجزاء منه.
مؤلفات وجوائز
ألّف صديق عددا من الأعمال الدرامية والأدبية التي حازت جوائز عدة، وبثّت في القنوات والإذاعات السودانية، ومن أعماله:
- مسلسل "قطر الهم" عام 1973.
- مسلسل "الحراز والمطر" عام 1979.
- مسلسل "الحاجز" عام 1984.
- مسلسل "طائر الشفق الغريب" عام 1993.
- مسرحية "أحلام زمان" عام 1972، وحازت جائزة الدولة لأحسن نص مسرحي.
- مسرحية "نبتة حبيبتي" وحازت على جائزة النص المسرحي عام 1973.
وقد أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية منها:
- "كلام للحلوة" ونشر عام 1975.
- "أذن الآذان" وطُبع عام 1976.
- "اجترار" وصدر عام 2002.
- "على باب الخروج" وطبع عام 2006.
وفاته
مرض صديق في وقت ساءت فيه الأوضاع الأمنية وتأزمت عقب اندلاع القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023، فاضطر أهله لنقله على عربة تجرها الدواب (الكارّو) إلى منطقة أخرى لتلقي العلاج، ونُقل منها إلى الإمارات التي توفي فيها يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عن عمر ناهز 67 عاما.
وقد نعته الأوساط الأدبية والإعلامية والسياسية السودانية، ووصفه مجلس السيادة السوداني بأنه "شاعر فذ ومبدع متعدد المواهب واتسمت كل أعماله بالرصانة والإبداع".