المدرسة الزمنية.. رباط علمي من القرن الـ15 أصبح مسكنا لعائلات مقدسية

المدرسة الزمنية في القدس (الجزيرة نت)
المدرسة الزمنية بالقدس تأسست في القرن التاسع الهجري (الجزيرة نت)

المدرسة الزمنية -وتعرف أيضا باسم الرباط الزمني- مدرسة في القدس تقع بين باب القطانين وباب المطهرة قرب المسجد الأقصى المبارك. تأسست في القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)، وسميت على مؤسسها ابن الزمن الدمشقي، الذي تقول بعض الروايات إنه ولد سنة 824هـ/1421م وتوفي عام 897هـ/1491م.

الموقع

تقع المدرسة الزمنية في باب المطهرة (المتوضأ) مقابل المدرسة العثمانية، ويفصل بينهما ممر مكشوف يؤدي إلى المطهرة.

المدرسة الزمنية في القدس (الجزيرة نت)
المدرسة الزمنية في القدس تقع بين باب القطانين وباب المطهرة (الجزيرة نت)

التأسيس

ينسب الرباط الزمني إلى مؤسسه الخواجه (لفظ فارسي يعني التاجر) شمس الدين محمد بن عمر بن محمد بن الزمن الدمشقي، المعروف بـ"ابن الزمن".

وكان ابن الزمن أحد خواص الملك السلطان الأشرف قايتباي، وقد ولد في دمشق ونشأ فيها، وكانت له صلة بالسلطان قايتباي، الذي عينه مشرفا على عمائره في المسجد الأقصى وبلاد الحرمين.

وابن الزمن هو من أشرف على بناء المنارة المجاورة للقبة الخضراء في المسجد النبوي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة.

ويفيد نقش التأسيس الذي يعلو باب الرباط الزمني أن مؤسسه أنشأه وأوقفه قبل وفاته في سنة 897هـ/1491م.

المدرسة الزمنية في القدس (الجزيرة نت)
المدرسة الزمنية مقابلة لقبة الصخرة في القدس (الجزيرة نت)

الوصف

تتكون المدرسة الزمنية من طابقين، ويتم الوصول إليهما عبر مدخل مملوكي يشمل ارتفاعه طابقي الرباط. وتتجلى فيه مميزات المداخل المملوكية من حيث الضخامة والارتفاع وتكوينه من الأحجار البيضاء والحمراء.

وتمت زخرفته بشريط كتابي بالخط النسخي والمقرنصات الجميلة الشكل والتكوين، ويؤدي المدخل إلى باب ردهة التوزيع التي تلي المدخل مباشرة، وتحجب ما يجري داخل البناء عن خارجه، وسقفها عال ومغطى بقبة.

إعلان

ويصعد منها بواسطة درجات إلى ساحة مكشوفة تحيط بها غرف عدة، أكبرها الغرفة الجنوبية الشرقية.

ومن الساحة المكشوفة يتم الدخول إلى الطابق الثاني، وفيه ساحة مكشوفة أيضا وحولها عدد من الخلاوي.

المدرسة الزمنية في القدس (الجزيرة نت)
المدرسة الزمنية تحولت إلى مساكن لأسر مقدسية (الجزيرة نت)

الوظيفة

استمر الرباط في وظيفته الاجتماعية المتمثلة في إيواء الغرباء والفقراء الوافدين إلي القدس وإطعامهم، وفي تدريس فقه المذهب الشافعي وإقامة الحفلات في المناسبات والأعياد الدينية، وتوزيع الحلوى والطعام.

كما كان يتم نسخ الكتب في الرباط، ففيه نسخ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله كتاب "الوسيط بين المقبوض والبسيط ج1″، الذي ألفه علي بن أحمد الواحدي في شهر محرم من العام 887هـ.

وفي سنة 1912م تداعت أحوال الرباط وأمرت البلدية بإخلائه، فأعادت الأوقاف في القدس ضبطه وتعميره، وأصبح دارا لسكن عدد من العائلات المقدسية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان