ما قنابل "سبايس" الدقيقة التي تستخدمها إسرائيل لقصف الضاحية؟
قنابل "جو- أرض" موجهة ذكية، تتميز باستخدامها تقنيات متطورة للتوجيه والضرب بدقة عالية، صنعتها شركة رافائيل الإسرائيلية المختصة في أنظمة الدفاع المتقدمة، منها 3 أنواع (سبايس 1000 وسبايس 2000 وسبايس 250) ويشير الرقم ضمن اسم القنبلة إلى وزنها بالرطل.
تصنيع قنابل سبايس
هذا النوع من القنابل هو أحد الأسلحة التي تنتجها شركة رافائيل الأميركية المرتبطة بالشركة الأم المملوكة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
استخدمت قنابل سبايس للمرة الأولى أثناء حرب الخليج عام 1991، ودخلت الخدمة لدى الجيش الإسرائيلي عام 2003.
قال عنها الباحث المساعد في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية جان كريستوف نويل "كلّما أُطلقت من مسافة أعلى كان تأثيرها أكبر".
جاء اسمها اختصارا لعبارة جمعت صفاتها باللغة الإنجليزية (ذكية، دقيقة الإصابة، وفعالة من حيث التكلفة).
مواصفات قنابل سبايس
- هيكلها مكون من 12 سطحا أيروديناميكيا موزعا على أجزائها الثلاثة، في المقدمة والوسط والنهاية.
- وتثبت نسخة القذيفة سبايس 1000 على قنابل تزن 450 كيلوغراما، وسبايس 2000 على قنابل تزن 900 كيلوغرام.
- مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، يمكن من توجيهها بالأقمار الصناعية، ونظام الملاحة بالقصور الذاتي (آي إن إس).
- تستخدم الأشعة تحت الحمراء.
- مزودة بنظام بحث كهروضوئي في طرفها الأمامي، وهو شكل من أشكال الكاميرات.
مميزات قنابل سبايس
تستخدم التوجيه الكهروضوئي لاستهداف مجموعة من الأهداف الثابتة والمتحركة، على اليابسة والبحر. إضافة لإمكانية تعديل مسارها في منتصف الرحلة لضرب أهداف متحركة.
ويوفر لها نظام الملاحة القدرة على الاشتباك مع الأهداف المخفية أو المموهة في جميع الظروف الجوية، بشكل دقيق لا يتأثر بالتشويش أو بأي تدخل خارجي.
ويمكنها عبر نظام الملاحة أيضا العمل حتى في المناطق التي يتعطل فيها نظام "جي بي إس".
تعد سلاحا صغيرا خفيفا، مما يمكن من دمجها بالطائرات المقاتلة ذات المقعد الواحد والمزدوج.
ويسمح تثبيت معدات التوجيه على القنابل الثقيلة بسقوطها على مسافة أقل من 3 أمتار "سي إي بي" (خطأ الدائرة المحتمل) من المكان المستهدف.
تساعدها أجنحتها على الانزلاق وتكييف الهواء لها، إذا أطلقت جوا من مسافة آمنة تصل 125 كيلومترا (حسب الطراز).
وتساعدها أسطحها الأيروديناميكية على إنشاء قوة رفع تزيد من مدى القنبلة.
مزودة بنظام التعرف الآلي على الأهداف "إيه تي آر"، ويعمل عبر الكاميرا المثبتة في طرفها الأمامي، ما يتيح لها المقارنة بين صورة الهدف التي زودت بها وبين الهدف قبل الاندفاع نحوه. وقد أُدمج هذا النظام مع تقنية الذكاء الاصطناعي، ما طوّر تكنولوجيا مطابقة المشاهد بهدف تحسين دقة إصابة الأهداف.
أضيف نظام دفع خلفي لبعض نسخها ما سمح لها بالتحليق لمسافة 150 كيلومترا.
يمكن توصيلها بنظام تثبيت ذكي يعرف بـ"إس كيو آر"، ما يسمح بتحميل 4 قنابل من طراز 250 في وقت واحد.
آلية العمل
تتمثل آلية عمل قنبلة سبايس 250 في توجيهها بواسطة الأقمار الصناعية المجهّزة بنظام ملاحة ذاتي، مما يتيح لها القدرة على الوصول للأهداف المخفية أو المموهة في جميع الظروف الجوية.
وتتميز بنظام بحث كهروضوئي وهو نوع من الكاميرا المثبّتة في الطرف الأمامي، يُخزن النظام صورة للهدف قبل الانطلاق نحوه، وعند الاقتراب منه يقارن نظام البحث الصورة بالهدف قبل الاندفاع نحوه.
كما تستخدم الأشعة تحت الحمراء لضرب الأهداف بدقة عالية، أما قنابل سبايس 1000 وسبايس 2000 فتعمل على تحويل القنابل التقليدية غير الموجهة إلى قنابل ذكية ذات دقة عالية، بفضل تقنياتها المتطورة.
وتُوجَّه هذه القنابل عبر نظام ملاحة ذاتي يعمل بالأقمار الاصطناعية، مما يمنحها القدرة على تحديد وإصابة الأهداف بدقة من مسافات تتراوح بين 60 و100 كيلومتر.
أبرز المحطات
استخدمت قنبلة "سبايس" من قبل الولايات المتحدة الأميركية لأول مرة أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، واعتمدت عمليات القصف الجوي على أدوات التوجيه المثبتة على القنابل.
كما استخدمتها القوات الجوية الهندية في عام 2019، في هجومها ضد من تسميهم "إرهابيي جيش محمد" داخل باكستان، وهي جماعة أعلنت مسؤوليتها عن كمين قتل فيه 40 جنديا هنديا في كشمير في 14 فبراير/شباط من العام ذاته.
في عام 2003، دخلت القنبلة رسميا الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي. واستخدمتها في معارك في قطاع غزة ولبنان.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة أرسلت قنابل "سبايس" إلى إسرائيل بما قيمته 320 مليون دولار أميركي.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2023، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق في قطاع غزة، ضمن عملية "السيوف الحديدية" التي جاءت ردا على معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.
كما استخدمها الجيش الإسرائيلي في العمليات العسكرية على نطاق واسع في لبنان، أثناء عملية برية أطلقها في سبتمبر/أيلول 2024 تحت مسمى "السهام الشمالية".
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستخدما قنبلة موجهة من طراز "سبايس 2000" أدت إلى تدمير برج سكني بالكامل.