أندريه تروشيف.. خليفة بريغوجين المحتمل لرئاسة فاغنر
أندريه تروشيف عقيد متقاعد وأحد المحاربين الروس القدامى، ولد عام 1962، شارك في حرب أفغانستان والشيشان وخدم في وحدة الرد السريع الخاصة وشرطة مكافحة الشغب التابعة لوزارة الشؤون الداخلية الروسية، وهو من أبرز مؤسسي مجموعة فاغنر.
شارك في الحرب الروسية على سوريا وأوكرانيا، وظهر اسمه في عقوبات الاتحاد الأوروبي وعقوبات المملكة المتحدة المتعلقة بالملف السوري، ويعد المرشح الأبرز لرئاسة مجموعة فاغنر خلفا ليفغيني بريغوجين الذي قضى في تحطم طائرته الخاصة في أواخر أغسطس/آب 2023.
المولد والنشأة
ولد أندريه نيكولايفيتش تروشيف عام 1962 في مدينة سان بطرسبورغ التي كانت تسمى أيام الاتحاد السوفياتي "لينينغراد".
ويلقب بـ"سيدوي" وتعني ذا الشعر الرمادي أو الأشيب، وأصبحت كلمة "سيدوي" هي اسمه الحركي الذي عرف به خلال تجربته العسكرية، وهو في الأغلب يخفي المعلومات المتعلقة بحياته الشخصية وعائلته بعيدا عن الإعلام.
الدراسة والتكوين العلمي
بعد تخرجه في المدرسة الثانوية التحق بمدرسة لينينغراد العسكرية العليا للمدفعية وخدم في مناصب قيادية في وحدات المدفعية المختلفة، وشارك حينها في الحرب الأفغانية الروسية، وكان يقود وحدات المدفعية ذاتية الدفع، بعد ذلك تخرج في أكاديمية المدفعية العسكرية ثم الأكاديمية الروسية للإدارة العامة.
التجربة العسكرية
خدم تروشيف في أفغانستان خلال فترة الاحتلال السوفياتي لسنوات طويلة، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي واصل الخدمة في القوات المسلحة الروسية، ثم انتقل إلى وزارة الداخلية وعمل موظفا في وحدة الرد السريع الخاصة وشرطة مكافحة الشغب.
برز اسمه في حرب روسيا على الشيشان، كما شارك في الحرب الروسية على شمال القوقاز، وتقاعد عام 2014، ثم انضم إلى مجموعة فاغنر فور تأسيسها وأصبح مديرا تنفيذيا فيها ومن مؤسسيها.
تربطه علاقات قوية مع شخصيات بارزة في المجموعة، مثل ديمتري أوتكين وألكسندر سيرغيفيتش كوزنتسوف وأندريه بوغاتوف.
انضم إلى مجموعة فاغنر في سوريا، وكان منخرطا في القتال بمحافظة دير الزور، وقاتل مع مجموعته إلى جانب جيش النظام السوري، وكان له دور في المعركة التي شنت على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تدمر السورية.
ووفقا لوثائق العقوبات التي نشرها الاتحاد الأوروبي، فإن تروشيف يشغل رئيس أركان عمليات مجموعة فاغنر في سوريا، أما عقوبات الوثائق الصادرة عن المملكة المتحدة في يونيو/حزيران 2022 فتشير إلى أنه كان زعيما لوحدة عسكرية خاصة تضطهد المدنيين في سوريا.
وفي عام 2017 أشارت وسائل إعلام روسية إلى أنه تم نقل أحد موظفي فاغنر إلى مستشفى في سان بطرسبورغ وكان بحوزته 5 ملايين روبل وبطاقات وطلب شراء 20 خيمة و5 آلاف دولار، بالإضافة إلى خرائط لسوريا وقسائم دفع ثمن أسلحة وتذكرة طيران إلكترونية إلى كراسنودار، وذكرت وسائل الإعلام أن هذا الرجل هو أندريه تروشيف.
وفي حرب روسيا على أوكرانيا كان لتورشيف دور كبير، ووصف بأنه "رشاش مطيع" لا يكل ولا يمل، وبرز دوره في المعارك التي خاضتها القوات الروسية للسيطرة على مدينة باخموت شرق أوكرانيا، إذ كان قائدا لقوات فاغنر هناك وأسهم في سقوط المدينة في يد القوات الروسية.
وخلال حياته العسكرية لم تسجل في سجله شكاوى كرجل عسكري، وعُرف بأنه ينفذ الأوامر دون اعتراض، كما عُرف بولائه للكرملين.
تمرد فاغنر وما بعده
بعد التمرد الذي قاده زعيم فاغنر الراحل يفغيني بريغوجين وانتهاء الأمر بالمصالحة جرى اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و35 من قادة فاغنر يوم 29 يونيو/حزيران 2023، أي بعد خمسة أيام من التمرد، وطرح بوتين حينها تسوية وضع فاغنر القانوني وإعطاءها صفة قانونية من خلال توقيع عقود من وزارة الدفاع بحيث تصبح فاغنر رسميا تابعة لوزارة الدفاع.
وأشارت بعض المصادر إلى أن الرئيس الروسي طرح في الاجتماع أمر تغيير إدارة فاغنر ورشح عددا من الأسماء لذلك كان من بينها أندريه تروشيف، لكن التسوية لم تكتمل لرفض القائد السابق لفاغنر هذا العرض.
ونُقل عن بوتين قوله في إحدى المقابلات "لن يتغير شيء بالنسبة لفاغنر، سيقودها نفس الشخص الذي كان قائدها الحقيقي طوال هذا الوقت"، في إشارة إلى تروشيف.
وفي مطلع يوليو/تموز 2023 أعلنت إحدى قنوات التليغرام التابعة لمجموعة فاغنر أنها طردت أحد كبار قادتها التنفيذيين، وهو العقيد أندريه تروشيف بسبب تعاونه مع الكرملين.
ونشرت القناة وثيقة مسربة من جهاز الأمن الفدرالي الروسي تشير إلى أن أندريه هو من أبلغ الكرملين بحركة التمرد التي خططت لها فاغنر، وأنه هو من أمر الوحدات بالتنحي أثناء التمرد.
وبعد سقوط طائرة بريغوجين وموته مع مجموعة من قادة فاغنر يوم 26 أغسطس/آب 2023 عاد اسم أندريه تروشيف للظهور مرة أخرى.
المسؤوليات والوظائف
تدرج تروشيف بمناصب عديدة، منها:
- قائد وحدات المدفعية ذاتية الدفع في الحرب السوفياتية على أفغانستان.
- موظف في وحدة الرد السريع الخاصة وشرطة مكافحة الشغب التابعة للداخلية الروسية.
- قائد تنفيذي لمجموعة فاغنر القتالية وعضو مؤسس فيها.
- رئيس المنظمة العامة الإقليمية في سان بطرسبورغ "رابطة حماية مصالح المحاربين القدامى في الحروب المحلية والصراعات العسكرية".
- قائد أركان عمليات مجموعة فاغنر في سوريا.
- قائد مجموعة فاغنر التي أسهمت في سقوط مدينة باخموت الأوكرانية في يد القوات الروسية.
- رشحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقيادة مجموعة فاغنر خلفا لبريغوجين بعد عملية التمرد الفاشلة.
الجوائز
- حصل على وسام النجمة الحمراء 3 مرات.
- وسام "التميز في الخدمة العسكرية" من وزارة الدفاع من الدرجة الأولى.
- وسام "التميز في الخدمة العسكرية" من وزارة الدفاع الدرجة الثانية.
- وسام "الخدمة التي لا تشوبها شائبة" من الدرجة الثالثة.
- وسام "بطل روسيا".