صاروخ "خيبر" الإيراني.. النسخة الرابعة من صاروخ "خرمشهر"

صاروخ "خيبر" أحدث طراز من جيل صواريخ "خرمشهر" الباليستية الإيرانية بعيدة المدى (الأناضول)

في الذكرى السنوية الـ41 لإخراج القوات العراقية من مدينة خرمشهر (المحمرة)، كشفت إيران عن صواريخ خرمشهر الباليستية، واختارت لها اسم "صاروخ خيبر"، مؤكدة أنه مجهز برأس حربي شديد الانفجار يزن 1500 كيلوغرام، وأن سرعته الفائقة تجعل الدفاعات الجوية غير قادرة على اعتراضه وتدميره.

وترمز تسمية الصاروخ إلى غزوة خيبر وفتح حصون اليهود في العهد النبوي، ويؤكد العميد محمد مهدي فرحي، نائب وزير الدفاع الإيراني، في تصريحات صحفية "لقد أطلقنا عليه اسم خيبر على أمل أن يتمكن هذا الصاروخ من تدمير حصون العدو".

تاريخ التصنيع

ويعتبر صاروخ خيبر (خرمشهر 4) أحدث طراز من جيل صواريخ خرمشهر الباليستية بعيدة المدى، وهي من فئة صواريخ أرض-أرض بدون جنيحات، وتتميز بالقدرة على حمل عدة رؤوس حربية بدلا من رأس واحدة.

وكشفت وزارة الدفاع الإيرانية يوم 22 سبتمبر/أيلول 2017 عن الجيل الأول من صواريخ "خرمشهر"، تحت اسم "خرمشهر- 1″، وذلك خلال الاستعراض العسكري السنوي بمناسبة "أسبوع الدفاع المقدس"، وهو احتفال سنوي يستذكر فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

ويبلغ طول صاروخ "خرمشهر -1" 13 مترا وقطره 1.5 متر.

وكشفت طهران عام 2019 عن الطراز الثاني من هذه الصواريخ تحت اسم "خرمشهر- 2" ضمن ترسانتها الباليستية، وهو نسخة مطورة من صاروخ "خرمشهر- 1″، مؤكدة أنه مزود برؤوس حربية موجهة، ويزن نحو 20 طنا.

وفي إطار عمليات تطوير مستمرة لمنظومتها الصاروخية، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية، يوم 25 مايو/أيار 2023، عن الجيل الرابع من صواريخ "خرمشهر"، من دون إزاحة الستار عن الجيل الثالث منها حتى الآن.

وقد أكد مصدر مقرب من وزارة الدفاع الإيرانية للجزيرة نت أن صاروخ "خرمشهر– 3" قد تم تصنيعه بالفعل، إلا أن سياسة وزارة الدفاع هي عدم الكشف عن مواصفاته نظرا لما يتمتع بها من ميزات تقنية فريدة.

وما يميز صاروخ "خيبر" عن الطرازات السابقة من صواريخ "خرمشهر"، هو وضع المحرك في خزان الوقود، وهو ما يؤدي إلى تقليص طوله إلى 13 مترا، ويساعد في تنفيذ إجراءات تمويه تحول دون رصده عبر الأقمار الاصطناعية إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تنفيذ المناورات اللازمة للإفلات من الرادار.

المواصفات الفنية

عددت وزارة الدفاع الإيرانية مواصفات صاروخ "خيبر" وفق التالي:

  • المدى: ألفي كيلومتر.
  • طول الصاروخ: 13 مترا.
  • السرعة: 16 ماخ خارج الغلاف الجوي و8 ماخ داخله (1 ماخ يساوي تقريبا 1224 كلم).
  • وزن الرأس الحربي: 1500 كيلوغرام.
  • طول الرأس الحربي: 4 أمتار.
  • باع الجناح: بدون جنيحات.
  • وقت التحضير: أقل من 15 دقيقة.
  • منصة الإطلاق: متحركة.
  • المحرك: "أروند" (Arwand) محلي الصنع.
  • دقة الإصابة: 30 مترا بناء على مدى ألفي كيلومتر.
  • فترة تخزين الوقود في الخزان: 3 سنوات ويمكن الاحتفاظ بالوقود حتى 10 أعوام.
  • الوقود: سائل

الميزات التكتيكية

ثالوث "القدرة التدميرية للرأس الحربية، وقدرتها على تجاوز الأنظمة الرادارية، وتوجيهها منذ لحظة الإطلاق حتى تدمير الهدف"، أبرز ما ركّز عليه بيان وزارة الدفاع الإيرانية، الذي قال إن صاروخ خيبر من فئة "الصواريخ النقطوية أو دقيقة الإصابة"، ولا تحتاج إلى التحكم والتوجيه في المرحلة التي تسبق الانقضاض على الهدف.

وقال وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا آشتياني، في كلمته بمناسبة الكشف عن صاروخ "خيبر"، إنه "من خصائص هذا الصاروخ تجاوز الرادارات وتخطي الدفاعات الجوية للعدو، وبإمكانه استخدام مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية وحمل الرأس الحربي المطلوب وفقا للمهمة المنوطة به".

ومن خلال رصد الجزيرة نت لتصريحات المسؤولين العسكريين في إيران، تتلخص الميزات التكتيكية للصاروخ وفق التالي:

  • أنه أول صاروخ إيراني موجه في المرحلة الثانية (خارج الغلاف الجوي)، متميز بسهولة إعداده وإطلاقه وسرعته الفائقة داخل الغلاف الجوي، والتي تبلغ 8 ماخ قبيل إصابة الهدف، بالإضافة إلى قدرته التدميرية الهائلة، وإصابته الهدف بشكل دقيق.
  • تحصين الصاروخ أمام الحرب السيبرانية، وذلك بسبب إطفاء أنظمة التوجيه عقب دخول الغلاف الجوي، إذ يصبح قطعة ميكانيكية كاملة في المرحلة الأخيرة، ولا يصدر نبضا كهربائيا أو إلكترونيا في أثناء دخوله الغلاف الجوي.
  • تزويده بمحرك "أروند" محلي الصنع الذي يعتبر "الأكثر تطورا" بين المحركات الإيرانية العاملة بالوقود السائل، والقدرة على التحكم بالصاروخ خارج الغلاف الجوي وتغيير مساره.
  • كما أن صاروخ "خيبر" ذو مقطع عرضي ضئيل، لا تتمكن الرادارات من اكتشافه، وليس له جنيحات مما يقلل احتكاكه ويزيد دقة إصابته لأهدافه.
الرأس الحربي للصاروخ يتم وضعه على ارتفاع عدة كيلومترات خارج الغلاف الجوي (غيتي)

آلية العمل

في المرحلة الأولى، يتجه صاروخ "خيبر" عقب عملية الإطلاق نحو الأعلى، وعلى ارتفاع معين وسرعة محددة وفقا لما يخطط له، حتى يتم فصل هيكل الصاروخ عن رأسه الحربي إيذانا بانطلاق المرحلة الثانية وضبط المدى الرئيسي للرأس الحربية، التي تكمل مسارها نحو الهدف المحدد.

ونقلت وكالة رسمية عن العميد محمد مهدي فرحي، نائب وزير الدفاع الإيراني، قوله إن "الرأس الحربي للصاروخ يتم وضعه على ارتفاع عدة كيلومترات خارج الغلاف الجوي، وخلال هذه المرحلة تقوم المحركات خلف هذه الرأس الحربية بعمليتين: الأولى إزالة الاضطرابات الناجمة عن فصل المحرك الأصلي عن الرأس الحربي، والثانية استخدام المحركات الأخرى، التي تساعد الرأس على التوجه نحو الهدف المحدد".

وتابع "في المرحلة الثانية، يكون الرأس الحربي جاهزا لدخول الغلاف الجوي الكثيف، فتنخفض سرعته تدريجيا، من 16 ماخ إلى 8 ماخ داخل الغلاف الجوي، والمرحلة الثالثة تبدأ بدخول الرأس الحربي إلى الغلاف الجوي، وتنشط المحركات الأخرى لتتمكن من إيقاف الانحراف بدرجة دوران عالية جدا، وتوجه الصاروخ نحو الهدف المحدد سلفا".

المصدر : الصحافة الإيرانية