أجاي بانغا.. أميركي من أصل هندي رئيس للبنك الدولي
أجاي بانغا، رائد إدارة أعمال هندي، شارك لأكثر من 40 عاما في تسيير كبريات الشركات العالمية، وأحدث ثورة في حسابات شركة "ماستر كارد".
ترأس غرفة التجارة العالمية، وكان مستشارا لسياسة التجارة والمفاوضات لإدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، قبل أن يرشحه الرئيس جو بايدن لمنصب رئيس البنك الدولي، والذي تقلده في مايو/أيار 2023.
النشأة والتعليم
ولد أجاي بانغا في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1959 في ماهاراشترا بالهند لعائلة من السيخ، وكان والده ملازما في الجيش الهندي، وعمّه رجل أعمال معروفا في الهند.
تلقى بانغا تعليمه الأول في مدرسة حيدر آباد العامة، وتخرج بدرجة البكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف في الاقتصاد من كلية سانت ستيفن في دلهي، ثم تلقى ما يعادل الماجستير في إدارة الأعمال من المعهد الهندي للإدارة في أحمد آباد.
مسار الإدارة
سافر بانغا إلى الولايات المتحدة مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وبدأ حياته المهنية متدربا إداريا مع شركة "نستله" في عام 1981، قبل أن يتقلب في عدد من الوظائف في مجالات المبيعات والتسويق والإدارة العامة حتى العام 1994.
ثم التحق بانغا بشركة "بيبسي كو" مع نهاية عام 1994، وشارك في إطلاق امتيازاتها الدولية للوجبات السريعة، بما في ذلك "بيتزا هت" و"كنتاكي".
ولم تدم تجربة بانغا مع "بيبسي" طويلا، فقد انتقل في عام 1996 إلى مجموعة "سيتي غروب"، حيث عمل لفترة وجيزة في تحصيل الديون.
وانطلق مسار بانغا في الهيئات الكبيرة ذات الغطاء الحكومي مع قسم أصول المستهلك الأميركي في "سيتي فينانشال" من 2000 إلى 2002.
وبعد 3 سنوات فقط، أصبح الرئيس التنفيذي للمجموعة الأميركية، التي تضم جميع عمليات بطاقات الائتمان والخدمات المصرفية للمستهلكين خارج أميركا الشمالية.
وفي عام 2008، أصبح بانغا الرئيس التنفيذي لأعمال البنك في آسيا والمحيط الهادي، وفي هذا المنصب قاد إعادة تنظيم كبرى لعمليات "سيتي غروب" الآسيوية في عام 2008، والتي منحت الرؤساء الإقليميين سلطة متزايدة عبر خطوط إنتاج البنك.
بعد سنوات قضاها بانغا في الولايات المتحدة، مُنح الجنسية الأميركية عام 2007، وتلقى حوالي 10 ملايين دولار مكافأة في عام 2008 من "سيتي غروب"، مما جعله أحد المديرين التنفيذيين الأعلى أجرا في الشركة.
في أبريل/نيسان 2010 استقطبت "ماستر كارد" بانغا، ليصبح رئيسها ومديرها التنفيذي، وعضوا في مجلس إدارتها، براتب سنوي يقدر بـ13.5 مليون دولار.
خلال فترة إدارته الشركة، ضاعف بانغا إيراداتها 3 مرات، وزاد صافي الدخل 6 أضعاف، وقيمتها السوقية إلى أكثر من 300 مليار دولار.
وفي فبراير/شباط 2015 عيّنه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عضوا في اللجنة الاستشارية للرئيس لسياسة التجارة والمفاوضات، ليصبح تواصله وطيدا مع كامالا هاريس التي أصبحت نائبة للرئيس جو بايدن في انتخابات 2020.
حقق بانغا 10 سنوات من النجاحات في "ماستر كارد"، مكنته بجدارة من ترؤس غرفة التجارة الدولية خلفا لبول بولمان عام 2020، وكان قد شغل سابقا منصب النائب الأول لرئيس المحكمة الجنائية الدولية منذ يونيو/حزيران 2018.
تقاعد بانغا في ديسمبر/كانون الأول 2021 بعد 12 عاما على رأس شركة "ماستر كارد"، ويحسب له أنه ساعد 500 مليون شخص ليس لديهم حسابات مصرفية على الانضمام إلى الاقتصاد الرقمي.
وتجنب الاستغناء عن جزء من موظفي البنك البالغ عددهم 19 ألفا خلال جائحة كوفيد-19، وقاد العمل في مجال المناخ والمساواة بين الجنسين والزراعة المستدامة.
وفي الأول من يناير/كانون الثاني 2022، تولى بانغا إدارة "جنرال أتلانتيك" بمنصب نائب للرئيس.
مدير البنك الدولي
في 22 فبراير/شباط 2023، أعلن البنك الدولي أنه يتوقع اختيار رئيس جديد بحلول مايو/أيار الجاري؛ ليحل محل ديفيد مالباس، الذي أعلن استقالته بعد أشهر من الجدل والضغط الذي مارسته وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عليه لتبني إصلاحات أكثر جرأة.
ومع بدء مجلس إدارة البنك الدولي في قبول الترشيحات، فاجأ الرئيس الأميركي جو بايدن الجميع بترشيح اسم بانغا للمنصب.
وقال بايدن في بيان الترشيح إن "أجاي بانغا مجهز بشكل فريد لقيادة البنك الدولي في هذه اللحظة الحرجة من التاريخ"، كما أشاد بالجذور الهندية لبانغا، ومعرفته بالتحديات التي تواجه البلدان النامية والقدرة على تعبئة رأس المال الخاص لمعالجة المشاكل الكبيرة.
وبصفتها أكبر مساهم في البنك الدولي ومع امتلاكها قوة تصويت بنسبة 16.35%، تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ قوي فيما يتعلق بسياسات البنك الذي يعمل رئيسه بشكل وثيق مع وزارة الخزانة الأميركية.
انتخب المجلس التنفيذي للبنك الدولي، المكون من 25 عضوًا يوم الأربعاء الموافق الثالث من مايو/أيار 2023 الرئيس التنفيذي السابق لـ"ماستر كارد" أجاي بانغا لولاية رئاسة مدتها 5 سنوات، اعتبارا من الثاني من يونيو/حزيران 2023.